موظفو واشنطن بوست يتمردون على بيزوس لقُربه من ترامب

موظفو واشنطن بوست يتمردون على بيزوس لقربه من ترامب (شترستوك)
موظفو واشنطن بوست يتمردون على بيزوس لقربه من ترامب
موظفو واشنطن بوست يتمردون على بيزوس لقربه من ترامب (شترستوك)

تمرد موظفو واشنطن بوست الحاليون والسابقون ضد مالكها جيف بيزوس بعد أن أعلن عن تحوُّل تحريري كبير سيجعل قسم الرأي في الصحيفة يركز بشكل شبه حصري على الحريات الشخصية والأسواق الحرة.

أعلن بيزوس يوم أمس أن قسم التحرير في الصحيفة سيتحوُّل إلى نشر قصص رأي يومية للدعم والدفاع عن الحريات الشخصية والأسواق الحرة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ولم يتردد موظفو الصحيفة أنفسهم في التعبير عن استيائهم، إما بالاستقالة أو قبول وظائف مع منافسين.

وقال مارتي بارون، رئيس التحرير التنفيذي السابق لشبكة CNN، في بيان، إن بيزوس قوَّض بشكل ساخر الحريات الشخصية من خلال الاستسلام بجُبن لرئيس لا يُظهر أي احترام للحرية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وفي حين لا تزال تقارير واشنطن بوست تعتبر من الدرجة الأولى، فقد واجهت الصحيفة نفسها سلسلة من المشاكل في السنوات الأخيرة، وتفاقمت المشاكل المالية التي استمرت سنوات بعد أن أنهى القراء الاشتراكات احتجاجاً على تورط بيزوس.

ترامب سبب استياء موظفي الصحيفة

تزداد حِدة المشاكل بين بيزوس والصحفيين في صحيفته بسبب العلاقة القوية الواضحة بشكل متزايد بين الملياردير والرئيس دونالد ترامب.

كما استقال ديفيد شيبلي، محرر قسم الرأي، من منصبه، وكان شيبلي من بين المحررين الذين تمكنوا من تجاوز تداعيات قرار بيزوس الكارثي في ​​أكتوبر تشرين الأول بمنع تأييد كامالا هاريس الذي أسفر عن خسارة الصحيفة 250 ألف مشترك، على الرغم من اعتراضه.

قال بارون «قبل أسابيع فقط وصفت صحيفة واشنطن بوست نفسها بأنها تقدم تغطية لكل أميركا، الآن ستكون صفحات الرأي الخاصة بها مفتوحة فقط لبعض أميركا، أولئك الذين يفكرون تماماً كما يفكر».

من ناحية أخرى، شارك كاميرون بار، رئيس التحرير الإداري السابق لصحيفة واشنطن بوست، في منشور على موقع لينكد إن أنه سينهي «ارتباطه المهني بصحيفة واشنطن بوست، قائلاً إن تغييرات بيزوس كانت تآكلاً غير مقبول لالتزامها بنشر تنوع صحي في الرأي والحجج».

وشارك مراسل التكنولوجيا في صحيفة واشنطن بوست درو هارويل على بلوسكي ملخصاً للتعليقات على القصة التي تم إنشاؤها بواسطة أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بصحيفة واشنطن بوست والتي سلّطت الضوء على استياء كبير من القراء، وشعور قوي بالخيانة بين المشتركين منذ فترة طويلة.

رد فعل من غرفة الأخبار

على الرغم من أن تغييرات بيزوس تستهدف قسم الرأي الحصري، فإن اثنين من المراسلين أكدا للقراء علناً أنهما لن يتسامحا مع التجاوزات في غرفة الأخبار.

وقال مراسل الاقتصاد في بوست جيف شتاين في منشور على إكس إن التغييرات هي تعدٍّ هائل من جانب جيف بيزوس.

وكتب شتاين «ما زلت لم أشعر بالتعدي على صحافتي في الجانب الإخباري من التغطية، ولكن إذا حاول بيزوس التدخل في الجانب الإخباري، فسأستقيل على الفور وسأعلمكم بذلك».

وقال دان لاموث الذي يغطي الشؤون العسكرية لصحيفة بوست، عبر إكس «لن أغير تغطيتي».

بعد ساعات من الإعلان الأولي لبيزوس، أرسل مات موراي، رئيس تحرير بوست التنفيذي، رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين لتهدئة المخاوف المتزايدة.

وعلى الرغم من أن موراي ذكّر موظفي بوست بأن بيزوس يحق له تماماً سن التغييرات في قسم الرأي، فإنه أكد أيضاً أن غرفة الأخبار ستستمر في متابعة الصحافة الجذابة والمؤثرة دون خوف أو محاباة.

إلغاء الاشتراكات احتجاجاً

قال بعض القراء إنهم سيلغون اشتراكاتهم احتجاجاً، وأفاد كولين وودارد الذي يدير مختبر نيشنهوود التابع لمركز بيل للعلاقات الدولية والسياسة العامة، على لينكد إن، بأنه سيعيد تخصيص ميزانية الاشتراك للمصادر التي تدعم القيم الديمقراطية الليبرالية ودور الصحافة في حمايتها.

كما لجأ مارك ليملي، أستاذ في كلية الحقوق بجامعة ستانفورد، إلى لينكد إن قائلاً، «إذا لم تقم بإلغاء الاشتراك، فقد حان الوقت».

بيزوس ليس الوحيد

بيزوس ليس الوحيد الذي يجري تغييرات شاملة، بل أثار باتريك سون شيونغ، مالك صحيفة لوس أنجلوس تايمز، تحيزاً في الأخبار، ويواصل العمل على إصلاح قسم الرأي في الصحيفة، وكلاهما تعرض لانتقادات بسبب خضوعه لترامب.

كما اتُهمت وسائل إعلام أخرى بكسب ود الرئيس مؤخراً، ودفعت إيه بي سي نيوز 15 مليون دولار لتسوية دعوى تشهير من ترامب، والتي يعتقد العديد من خبراء الإعلام أن المؤسسة كان بإمكانها الفوز بها.

كما أعرب موظفو سي بي إس نيوز عن قلقهم من أن الشركة الأم، براماونت غلوبال التي تتطلع إلى تسوية دعوى قضائية من ترامب يصفونها بأنها زائفة.