أشاد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بالفرص الاستثنائية، الاقتصادية والجيوسياسية، التي يمكن للولايات المتحدة وروسيا اغتنامها بمجرد انتهاء الحرب في أوكرانيا، بعد محادثات حاسمة مع مسؤولين روس الأسبوع الماضي.
وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في يوم الاثنين، إنه يحاول إبرام بعض صفقات التنمية الاقتصادية مع موسكو.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ويشكك المحللون، ويجادلون بأن المكافأة على إعادة الاستثمار في روسيا ستكون صغيرة جداً بالنسبة للشركات لتبرير التكاليف المحتملة للقيام بذلك.
وقال كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، إنه يتوقع عودة بعض الشركات الأميركية في الربع الثاني من العام، وفقاً لتعليقات نقلتها وكالة تاس الروسية للإعلام الأسبوع الماضي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وقال جانيس كلوغ، الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية لشبكة CNN، أنا متشكك في أن العديد من الشركات قد تخاطر بسمعتها وتخاطر بالدخول في بيئة عمل غير آمنة وخطيرة للغاية لهذه السوق الصغيرة نسبياً.
وأضاف أنه لا يزال الأمر ساماً للغاية بالنسبة للشركات الأميركية لكسب الكثير من المال هناك.
ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 2023 مرسوماً يسمح للحكومة بوضع الأصول الأجنبية في البلاد تحت سيطرتها المؤقتة، وبعد أشهر، أمم الكرملين الأصول المحلية لشركة صناعة الزبادي الفرنسية دانون ومصنع البيرة الدنماركي كارلسبرغ.
وبحلول عام 2024، انزلقت روسيا إلى أسفل مؤشر مدركات الفساد إلى المرتبة 154، على قدم المساواة مع أذربيجان وهندوراس.
وقال كلوغ لقد أصبح إجراء معاملة واحدة بالعملات الغربية من (داخل) روسيا مكلفاً للغاية ومرهقاً، مشيراً إلى أن العقوبات جعلت مواصلة العمل في روسيا غير قابل للاستمرار بالنسبة للعديد من الشركات الغربية.
وقالت لإيلينا ريباكوفا، زميلة بارزة في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، ومقره واشنطن العاصمة، لم تعد روسيا مكاناً واضحاً لكسب المال، للشركات الأجنبية، ولم يكن الأمر كذلك منذ نحو عقد من الزمان.
واستفادت موسكو من تصدير كميات هائلة من النفط والغاز الطبيعي إلى بقية العالم خلال تلك الفترة، بما في ذلك الولايات المتحدة، وكانت نسبة كبيرة من الشركات الأجنبية التي تأسست في روسيا شركات منتجة للطاقة، فضلاً عن تجار التجزئة الذين كانوا يأملون في بيع بضائعهم إلى الولايات المتحدة.
وزادت أوروبا من وارداتها من الغاز الطبيعي المسال الأميركي، وهو شكل مبرد من الغاز الطبيعي يمكن نقله على ناقلات بحرية لتحل محل الإمدادات المستوردة تقليدياً من روسيا.
وقالت ريباكوفا إن الحرب أدت أيضاً إلى انكماش الطبقة المتوسطة في روسيا، فالكثير من الناس يقاتلون أو ماتوا في ساحات المعارك في أوكرانيا، أو غادروا البلاد في بداية الغزو، على الرغم من أن الأجور نمت بسبب النقص الشديد في العمالة.
وأضافت أن الاقتصاد كله الآن مدفوع بالمجمع الصناعي العسكري، مشيرة إلى أن هذا القطاع من غير المرجح أن تجد فيه الولايات المتحدة وروسيا تعاوناً طبيعياً.
وقال محللون إن الصداع الرئيسي للشركات العائدة سيكون الهشاشة المحتملة لأي انفراج دبلوماسي بين موسكو وواشنطن.
ويرى مايكل روشليتز، الأستاذ المشارك في اقتصادات روسيا وأوروبا الشرقية وأوراسيا في جامعة أكسفورد، أن حالة عدم اليقين قد تعمل في كلا الاتجاهين.