تكلفة صحية واقتصادية كبيرة لانتشار الحصبة بالولايات المتحدة

انتشار الحصبة في أميركا يثير قلق الخبراء (شترستوك)
تكلفة صحية واقتصادية كبيرة لانتشار الحصبة بالولايات المتحدة
انتشار الحصبة في أميركا يثير قلق الخبراء (شترستوك)

أثار تفشي مرض الحصبة في الولايات المتحدة مؤخراً قلقاً واسعاً بين خبراء الصحة العامة، خاصة مع تراجع معدلات التطعيم بين الأطفال.

ويأتي هذا القلق بعد تسجيل أول حالة وفاة بسبب الحصبة في الولايات المتحدة منذ عام 2015، بالإضافة إلى الزيادة الملحوظة في عدد الحالات عام 2024، إذ بلغت 285 حالة، وهو الرقم الأعلى منذ 10 سنوات.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ومن المرجّح أن يكون تفشي المرض على نطاقٍ واسع في غرب تكساس مسؤولاً عن ارتفاع الحالات الوطنية حتى الآن في عام 2025، إذ أبلغ عن أكثر من 150 حالة في الولاية من إجمالي 164 حالة على المستوى الوطني، وفقاً لإدارة الصحة بالولاية في أواخر فبراير.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وتعتبر الحصبة مرضاً شديد العدوى ينتقل عن طريق الهواء، ويمكن أن يسبب عواقب صحية خطيرة تؤدي إلى الوفاة، خاصة للأطفال الصغار وغير المُطعمين.

قد تشمل الأعراض العامة الحمى والسعال وسيلان الأنف والدموع الغزيرة والطفح الجلدي على شكل بقع حمراء بالإضافة إلى التهاب الدماغ.

وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يموت 3 من كل 1000 طفل مصاب بالحصبة بسبب مضاعفات تنفسية وعصبية.

ويمكن الوقاية من الحصبة، وذلك بفضل لقاحين فعّالين بنسبة 97 في المئة، يتم منحهما للأطفال.

ولكن الولايات المتحدة تعاني انخفاض معدلات التطعيم وزيادة معدلات السفر، ما قد يؤدي إلى إصابة الأشخاص غير المطعمين بالحصبة في الخارج وإعادتها إلى الولايات المتحدة، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

تحت الرماد

قضت الولايات المتحدة على الحصبة عام 2000، ولكن عام 2019 شهدت أميركا حالات تفشٍّ للمرض، وأشهر حالتين للتفشي كانتا في مجتمعات ترفض التطعيم في نيويورك.

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، «إذا استمر تفشي الحصبة لمدة عام أو أكثر، فقد تفقد الولايات المتحدة حالة (القضاء على الحصبة)».

ونظراً لأن الحصبة معدية للغاية، فإن مستوى عالياً من تغطية التطعيم هو المفتاح لتقليل الانتشار.

وحددت الولايات المتحدة معدل تطعيم مستهدفاً بنسبة 95 في المئة، لكن التغطية بين أطفال رياض الأطفال انخفضت إلى أقل من ذلك في السنوات الأخيرة.

في غضون ذلك، انخفض معدل الحصول على اللقاحين بين أطفال رياض الأطفال من 95.2 في المئة خلال العام الدراسي 2019-2020 إلى 92.7 في المئة في العام الدراسي 2023-2024، ما يترك نحو 280 ألف طفل معرضين للخطر، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وتختلف التغطية على نطاقٍ واسع حسب الولاية.

تكلفة اقتصادية

وفقاً لمنظمة الصحة للبلدان الأميركية، فإن الدولة تتكلف تكاليف ضخمة نتيجة انتشار الحصبة، بما في ذلك تكاليف الرعاية الداخلية، والرعاية الخارجية، والاختبارات المعملية، بالإضافة إلى اللقاحات المحتوية على الحصبة والاختبارات المعملية (عزل الفيروس) المستخدمة للسيطرة على تفشي المرض.

ووفقاً لآخر تقديرات المنظمة تبلغ تكلفة الإصابة الواحدة نحو 33 ألف دولار، ونحو 200 دولار لكل اتصال، ونحو 4 آلاف دولار لكل يوم من التحقق من استمرار تفشي المرض، كما تتكلف الأسرة المعزولة في المتوسط ​​1032 دولاراً لكل طفل معزول، وإذا تم حساب هذه الأرقام على المستوى القومي سيصل الحد الأدنى للتكلفة مئات الملايين من الدولارات، بينما سيتجاوز الحد الأقصى حاجز المليارات.