ترامب يهدد برسوم جديدة على كندا.. بينها ضريبة 250% على الألبان

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يهدد بفرض تعريفات جمركية جديدة على منتجات الأخشاب والألبان الكندية، مثيراً قلق الأسواق والشركات الصناعية. (CNN)
ترامب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يهدد بفرض تعريفات جمركية جديدة على منتجات الأخشاب والألبان الكندية، مثيراً قلق الأسواق والشركات الصناعية. (CNN)

بعد يوم واحد فقط من منح كندا مهلة لمدة شهر لتعليق رسوم جمركية انتقامية تصل تقريباً إلى 25 في المئة على معظم السلع، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة بفرض رسوم جديدة قد تُطبق بأسرع وقت على منتجات الأخشاب والألبان الكندية.

وتُعد هذه الخطوة فصلاً جديداً في سياسة تجارية متقلبة تبدو أنها تتغير من ساعة لأخرى.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

قال ترامب في كلمة ألقاها من المكتب البيضاوي يوم الجمعة «كندا تستغلنا منذ سنوات في مجالي الأخشاب والألبان»، مشيراً إلى أن الرسوم الكندية على صادرات الألبان الأميركية يمكن أن تصل إلى نحو 250 في المئة، وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة ستطابق تلك الرسوم «دولاراً مقابل دولار».

وتابع «ربما نفعل ذلك اليوم، أو سننتظر حتى الاثنين أو الثلاثاء. سنفرض الرسوم نفسها، هذا ليس عادلاً، ولم يكن عادلاً أبداً، وقد أساؤوا معاملة مزارعينا».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

من جهتها، رفضت وزيرة التجارة الكندية ماري نغ تصريحات ترامب، واصفةً زعمه بأن كندا «تستغل» الولايات المتحدة بأنه «غير صحيح».

وأكدت نغ أن الرسوم المقترحة المتبادلة على منتجات الألبان والأخشاب «لا مبرر لها إطلاقاً»، وقالت للصحفيين «اكتشفت ذلك في اللحظة التي كنت أستعد فيها لدخول المؤتمر الصحفي، إن فرض رسوم بهذا الحجم سيكون أمراً لا يمكن تبريره على الإطلاق».

جاء إعلان ترامب لينزل كالصاعقة على المستثمرين والشركات والمستهلكين، فقبل ذلك بيوم واحد، الخميس، أعلن ترامب تعليقاً لمدة شهر على جميع الرسوم المفروضة على كندا والمكسيك على المنتجات التي تلتزم باتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وهو ما منح كثيراً من الصناعات، خصوصاً السيارات والقطاع الزراعي، متنفساً مؤقتاً.

وفي يوم الجمعة، قال ترامب إن على الناس أن يتوقعوا «مزيداً من التغييرات والتعديلات» في الرسوم مستقبلاً، وأضاف من المكتب البيضاوي «دائماً ستكون هناك بعض التعديلات، إذا وجدت جداراً أمامك، أحياناً عليك أن تلتف حوله بدلاً من اقتحامه».

بدأت الأسواق، التي افتتحت منخفضة نتيجة تقرير وظائف متباين، بالهبوط عقب تهديد ترامب قبل أن ترتفع بعدما قدم جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، نظرة إيجابية عموماً عن الاقتصاد، واختتم مؤشر داو جونز اليوم بارتفاع بنحو 222 نقطة (0.5 في المئة).

كما ارتفع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 0.6 في المئة، فيما صعد مؤشر ناسداك ذو الطابع التكنولوجي 0.7 في المئة، بعد أن دخل مرحلة تصحيحية يوم الخميس بانخفاض بلغ 10 في المئة عن أعلى مستوى له مؤخراً.

منذ تولي ترامب منصبه، سقطت الأسواق في خسائر ضخمة، وكان ناسداك الأكثر تراجعاً، وانخفض مؤشر إس آند بي 500 بنحو 3 في المئة منذ يوم التنصيب، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي.

يضيف تهديد ترامب الأخير في يوم الجمعة مزيداً من الغموض لاقتصاد ظهرت فيه بوادر ضعف، إذ تتزايد حالات التسريح من العمل، ويتباطأ التوظيف، وتتآكل ثقة المستهلك، فيما يعاود التضخم الصعود.

وقد تؤدي الرسوم الجمركية إلى تفاقم كل هذه العوامل.

خلاف بشأن الألبان تشكّل على مدى سنوات

تفرض كندا رسوماً مرتفعة على بعض منتجات الألبان، بما فيها رسوم على الحليب قد تصل إلى 241 في المئة، ما أثار غضب المزارعين الأميركيين الذين يشتكون منذ سنوات من «عدم عدالة» المعاملة، لكن الرسوم تعتمد على مقياس متدرج لا يبدأ تطبيقه إلا بعد وصول صادرات الألبان الأميركية إلى حد معين، لم تصله فعلياً بسبب السياسات الكندية الرامية لحماية قطاع الألبان المحلي.

صرحت بيكي راسدال فارغاس، النائبة الأولى لرئيس سياسة التجارة والقوى العاملة في رابطة منتجات الألبان الدولية، قائلةً «تقدر صناعة الألبان الأميركية جهود إدارة ترامب في محاسبة كندا على هذه التدابير الحمائية، في الوقت نفسه، استمرار حرب تجارية طويلة مع كبار شركائنا التجاريين سيزيد الضبابية والتكاليف».

في عام 2023، حكمت هيئة تسوية نزاعات تجارية لصالح كندا، معتبرةً أن تلك الرسوم المرتفعة لا تنتهك USMCA. وأبدت السيناتور الديمقراطية عن ولاية ويسكونسن تامي بالدوين اعتراضها، قائلة إن القرار يشكل عبئاً غير مبرر على قطاع الألبان في ولايتها.

ورغم شكاواه السابقة عن الرسوم المبالغ فيها، لم يتفاوض ترامب لإدخال تعريفات أكثر معقولية في معاهدة USMCA التي وقّع عليها.

وتبعاً للأرقام المرتفعة «المخيفة»، يبقى تأثير قطاع الألبان الكندي في الواقع محدوداً، وقد لا يتسبب تطبيق رسوم انتقامية تماثل 241 في المئة على الحليب في ضرر اقتصادي كبير لأي من البلدين.

رسوم الأخشاب تهدد القدرة على تحمل تكاليف الإسكان

على مدى أسابيع، كان ترامب ينتقد الرسوم الكندية على الأخشاب الأميركية، معتبراً أنه ينبغي الرد بالمثل، وزعم إمكانية الاستغناء عن الأخشاب الكندية كلياً. إلا أن الخبراء يقولون إن الأمر ليس بهذه البساطة، إذ ستتسبب الرسوم في رفع أسعار الخشب ومواد البناء، ما قد يزيد من حدة أزمة الإسكان.

وتشير تقديرات إلى أن الولايات المتحدة تمتلك 300 مليار شجرة، لكن المحللين وصناع العقارات يقولون إن الإنتاج المحلي لا يكفي لتلبية الطلب المتزايد، كما أن أي رسوم كبيرة على واردات الأخشاب الكندية قد تضاعف الأزمة في سوق المنازل، لكون الأخشاب تشكل مادة أساسية في قطاع البناء الأميركي.

على هذا النحو، تبدو الأسواق في حالة ترقب لسياسات أميركية قد تتغير بين ليلة وضحاها، بينما تحاول الشركات والمستهلكون تقدير التبعات المحتملة على سلاسل التوريد وأسعار السلع الضرورية.

(ديفيد غولدمان – CNN)