أصدر البيت الأبيض في عهد الرئيس دونالد ترامب أمراً تنفيذياً بإنشاء «احتياطي إستراتيجي للبيتكوين»
، وهي مبادرة أثارت حماس مجتمع العملات الرقمية، بينما قوبلت بتشكيك عميق من خبراء الاقتصاد. الفكرة ببساطة هي أن تجمع الحكومة الأميركية البيتكوين المصادَر في القضايا الجنائية والمدنية، وتخزّنه كأصل احتياطي على غرار الذهب أو النفط.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
يؤكد البيت الأبيض أن المشروع لن يُمول بأموال دافعي الضرائب، بل سيُبنى فقط من
البيتكوين الذي تم الاستيلاء عليه بأمر القانون، والذي يُقدر بنحو 17 مليار دولار، ومع ذلك يفتح الأمر التنفيذي الباب أمام وزارتي الخزانة والتجارة لتطوير إستراتيجيات «محايدة مالياً» لشراء المزيد من البيتكوين دون زيادة العجز أو الدين.
لماذا بيتكوين؟ ولماذا الآن؟
يرى المؤيدون أن الاحتفاظ بالبيتكوين هو تأمين ضد سيناريو مستبعد، ولكن كارثي، يتمثل في انهيار الدولار بسبب سوء إدارة الاحتياطي الفيدرالي، في هذا السياق يُمكن للبيتكوين أن يصبح ملاذاً آمناً، مثل الذهب، للحفاظ على القيمة في أوقات التضخم المفرط أو تآكل الثقة في العملة الورقية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
يعتبر المعارضون الفكرة مقامرة خطرة، حيث يرتبط البيتكوين بتقلبات حادة، وقد تؤدي مجرد إشاعة بيع الحكومة لجزء من مخزونها إلى انهيار الأسعار، كما أن ربط الاستقرار المالي لأكبر اقتصاد في العالم بأصل رقمي لا يُنتج قيمة فعلية يثير مخاوف بشأن مصداقية النظام النقدي الأميركي.
عند توقيع ترامب للأمر التنفيذي، انخفضت أسعار البيتكوين من 90 ألف دولار إلى 85 ألف دولار، إذ كانت الأسواق تأمل في نهج أكثر عدوانية يشمل شراء كميات إضافية لدعم السعر، يعكس الانخفاض أيضاً حالة «الشراء على الإشاعة والبيع عند الخبر»، حيث باع المستثمرون بعد انتهاء التكهنات حول اجتماع ترامب مع كبار قادة شركات العملات الرقمية.
البيتكوين: ذهب رقمي أم فقاعة؟
في جوهره، البيتكوين هو رمز برمجي يُخزن في محفظة رقمية محمية بكلمة مرور طويلة، ولا يمكن استرجاعه إذا فُقدت.
رغم تقلبات بيتكوين العنيفة، ارتفعت قيمتها بأكثر من 1000 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية، ما يجعله رمزاً جذاباً للبعض كأصل نادر غير خاضع لسيطرة الحكومات، ومع ذلك يظل استخدامه العملي محدوداً، وغالباً ما يرتبط بأنشطة غير قانونية في الأسواق السوداء.
هل تُغير أميركا قواعد اللعبة؟
تظل فكرة الاحتياطي الإستراتيجي للبيتكوين مغامرة غير مضمونة العواقب، في عالم يسيطر فيه الدولار على التجارة العالمية، قد يؤدي الاعتراف الرسمي بالبيتكوين إلى منح الشرعية لأصل وُلد كتمرد على النظام المالي التقليدي.
وبالنظر إلى التقلبات الحادة لهذه العملة، قد يكون رهان البيت الأبيض على البيتكوين أشبه بلعبة عالية المخاطر، حيث يُمكن أن تُكافأ أميركا بجائزة ضخمة أو تدفع الثمن في انهيار مدوٍ.
{{ article.formatted_date }}
