انخفض إنفاق المستهلكين في يناير كانون الثاني 2025 للمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين، وأصبحت توقعات النمو الاقتصادي مؤخراً أكثر سلبية، وعانى سوق الإسكان بداية بطيئة هذا العام، والجو مليء بعدم اليقين بسبب تعريفات الرئيس دونالد ترامب الجمركية.
وأظهر أحدث مسح للمستهلكين، أجرته مؤسسة كونفرنس بورد، أن نسبة المستجيبين الذين يتوقعون حدوث ركود في العام المقبل قفزت في فبراير شباط إلى أعلى مستوى لها في تسعة أشهر.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
نعم البيانات الخاصة ببداية العام كانت سلبية بشكل استثنائي بسبب الطقس القاسي غير المعتاد وحرائق الغابات، ولكن تظل الأساسيات قوية، إذ يواصل أصحاب العمل إضافة الوظائف بوتيرة صحية، والبطالة منخفضة، ولا يزال نمو الأجور يتفوق على التضخم.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
يشعر الكثير من الأميركيين بعدم الارتياح بسبب التعريفات الجمركية التي يفرضها ترامب، ولكن المشاعر ليست المحرك الوحيد لسلوك الإنفاق في المستقبل.
لا داعٍ للقلق
قال فينسنت راينهارت، كبير خبراء الاقتصاد في بي إن واي للاستثمارات، لشبكة CNN: «يظهر الطلب بعض التباطؤ، لكن التباطؤ لم يصبح خطراً بعد، التضخم لا يزال أولوية قصوى».
في يناير ضربت عواصف شتوية شديدة مساحات كبيرة من الولايات المتحدة، وفي جنوب كاليفورنيا دمرت حرائق الغابات المميتة أحياء عديدة.
يقول خبراء الاقتصاد إن هذه الأحداث كبحت النشاط الاقتصادي في ذلك الشهر، وانخفض إنفاق المستهلك بنسبة 0.2 في المئة، وفقاً لبيانات حكومية، وانخفض بناء المساكن بنسبة 9.8 في المئة، وقد أدّى ذلك إلى توقع انكماش الاقتصاد بنسبة 2.4 في المئة في الربع الحالي، وفق بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، ألبرتو موساليم، في خطاب ألقاه الاثنين الماضي، إن الطقس العاصف كان على الأرجح السبب وراء تراجع المتسوقين في مطلع العام، ولهذا السبب لا يزال يعتقد أن «آفاق النمو تبدو جيدة»، مع تحسن الطقس.
قال موساليم «جزء من تفاؤلي بشأن النشاط الاقتصادي ينبع من سوق العمل القوي».
قالت وزارة العمل، يوم الجمعة الماضي، إن الاقتصاد الأميركي أضاف 151 ألف وظيفة الشهر الماضي، واستمر متوسط الأجر في الساعة في الارتفاع بمعدلات أسرع من التضخم، وارتفع معدل البطالة قليلاً في فبراير شباط لكنه ظل منخفضاً نسبياً مقارنة بالمعدلات التقليدية.
التوترات الاقتصادية
يشعر مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي بالقلق بشأن التضخم، وليس الركود.
أشار العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي مؤخراً إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي وعلامات تباطؤ النمو، لكن لم يذكر أي منهم مخاوف من الركود.
بدلاً من ذلك أشار بعضهم إلى خطر ارتفاع التضخم مرة أخرى، إذا خرجت الخلافات الجمركية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الثلاثة الأكبر (الصين وكندا والمكسيك) عن نطاق السيطرة.
فرض ترامب رسوماً إضافية على الواردات الصينية وطبق -ثم علق- ثم أطلق زيادات ضريبية على الواردات الكندية والمكسيكية.
أدّى تبادل الانتقادات والتعريفات إلى تصعيد التوترات التجارية بين هذه الدول، ما أصاب المستهلكين والشركات بصدمة.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، الثلاثاء الماضي «بناءً على ما نعرفه اليوم، سيكون هناك تأثير للتعريفات الجمركية في الأسعار في وقتٍ لاحق من هذا العام».
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، باتريك هاركر، الخميس الماضي، إن «الضغوط على الأسعار تتزايد، والتقدم الذي شهده بنك الاحتياطي الفيدرالي حتى الآن في ترويض التضخم مُعرض للخطر».
وتوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة في يناير لأنه لم يكن هناك سوى تقدم ضئيل على جبهة التضخم في الأشهر الأخيرة من عام 2024، ويتوقع المتداولون في وول ستريت أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة مرة أخرى في وقت لاحق من هذا الشهر، وفقاً للعقود الآجلة.
وقالت ليديا بوسور، الخبيرة الاقتصادية البارزة في إرنست آند يونغ، «نعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بخفض أسعار الفائدة مرتين فقط عام 2025، في يونيو وديسمبر».