أطلقت هيئة النقل في نيويورك، بالتعاون مع قسم القطاع العام في شركة غوغل، مشروعاً تجريبياً يهدف إلى رصد عيوب السكك الحديدية قبل أن تتفاقم، في خطوة جديدة تهدف إلى الحد من التأخيرات المتكررة في شبكة قطارات الأنفاق. كيف يعمل مشروع «تراك إنسبيكت»؟
بدأ المشروع الذي يحمل اسم «تراك إنسبيكت»، في سبتمبر أيلول 2024، واستمر حتى يناير كانون الثاني 2025، إذ ركبت ستة هواتف ذكية من طراز «غوغل بيكسل» على أربعة قطارات من طراز آر 46، وهي القطارات المميزة بمقاعدها البرتقالية والصفراء.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ووضعت الشركة هذه الهواتف داخل القطارات وتحتها، وكانت مجهزة بحافظات بلاستيكية عادية، لجمع البيانات الصوتية والاهتزازات باستخدام مستشعراتها.
وخلال فترة التجربة، جمعت الهواتف 335 مليون قراءة استشعار، ومليون موقع جي بي إس و1200 ساعة من التسجيلات الصوتية، وفقاً لهيئة النقل.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ومن المهم الإشارة إلى أن الهواتف المثبتة داخل القطارات عُطلت ميكروفوناتها الأصلية، بحيث لم تسجل المحادثات بين الركاب، بل اكتفت برصد الاهتزازات فقط، بينما زُودت الهواتف المثبتة خارج القطارات بميكروفونات إضافية لالتقاط الأصوات المحيطة.
كشف العيوب قبل حدوث الأعطال
اعتمد النظام على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات واكتشاف أنماط الأصوات والاهتزازات التي قد تشير إلى وجود عيوب في السكك الحديدية، مثل «مسامير مفكوكة أو وصلات رخوة أو قضبان متآكلة»، كما أوضح روب سارنو، مساعد رئيس قسم المسارات في هيئة النقل.
وكان دور المفتشين التابعين لهيئة النقل هو التحقق من المناطق التي أشار إليها الذكاء الاصطناعي، ثم إدخال النتائج إلى النظام لتدريبه على التعرف على العيوب بدقة أكبر.
وحسب سارنو، فقد حققت التوقعات الإيجابية التي قدمها الذكاء الاصطناعي نسبة نجاح بلغت نحو 80 في المئة.
نتائج واعدة
أظهرت بيانات نيويورك المفتوحة، انخفاضاً في بعض أنواع التأخيرات على خط «إيه»، مثل المشكلات المرتبطة بالفرامل والسكك وخدمات التشغيل، خلال الفترة من سبتمبر إلى ديسمبر 2024.
ومع ذلك، أكدت هيئة النقل أن الوقت لا يزال مبكراً لتحديد ما إذا كان هذا التحسن مرتبطاً مباشرة بالمشروع التجريبي أم لا.
كما كشفت هيئة النقل أن النظام تمكن من تحديد 92 في المئة من مواقع العيوب التي اكتشفها المفتشون، ما اعتُبر نجاحاً كبيراً.
وأكد متحدث باسم قسم القطاع العام في شركة
غوغل أن أنظمة نقل أخرى أبدت اهتمامها بتطبيق برامج مماثلة.
التحديات والتطلعات المستقبلية
رغم النتائج الإيجابية، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان المشروع سيتحول إلى برنامج دائم، خاصة في ظل التحديات المالية التي تواجهها هيئة النقل، والتي تحتاج إلى مليارات الدولارات لاستكمال مشاريعها الحالية.
وأشار سارنو إلى أن الهيئة اختارت القطارات القديمة طراز آر 46 لتجربة النظام، تجنباً لأي آثار جانبية غير متوقعة على الموديلات الأحدث، كما تم اختيار خط «إيه» لأنه يمرُّ بمسارات تحت الأرض وفوقها، إضافة إلى وجود مناطق جديدة للبناء، ما وفر قاعدة مرجعية للمقارنة.
الذكاء الاصطناعي في خدمة النقل العام
مشروع «تراك إنسبيكت» هو جزء من توجه عالمي لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين أنظمة النقل، ففي 2023، اختبرت شركة آيكوم تقنية الذكاء الاصطناعي لتحليل تدفق الركاب في شبكة نيوجيرسي.
وفي 2024، استخدمت هيئة النقل في شيكاغو الذكاء الاصطناعي لرصد الأسلحة النارية، بينما طبقت بكين نظام التعرف على الوجوه بدلاً من التذاكر وبطاقات العبور.
وبينما انتهت التجربة مع غوغل، تواصل هيئة النقل البحث عن شركات تكنولوجية أخرى يمكنها الإسهام في تطوير برامج لتحسين السكك الحديدية، ما يعكس سعي نيويورك المستمر للاستفادة من التقنيات الحديثة لمواجهة التحديات المتزايدة في أنظمة النقل العام.
(نيك ف. أندرسون، CNN).