منذ تنصيبه لم يكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هادئ الطباع أو القرارات، ولكنه قلب الطاولة على الجميع في فترة شهدت اضطراباً جماً بالاقتصاد الأميركي.
وذلك إلى أن طال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول جزء من مناوشات دونالد
ترامب، فانتقد سياسته، وبالتالي أثرت تلك الانتقادات على الأسواق وبدأ المستثمرون يدقّون ناقوس الخطر بشأن الأصول التي يشترونها ويبيعونها في الغالب، مقارنين إياها فجأةً بالكساد الكبير.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ويُصدر الجميع، من صندوق النقد الدولي إلى أصدقاء ترامب من أصحاب المليارات، تحذيراتٍ شديدة بشأن
رسومه الجمركية الضخمة.
وإليك أبرز جولات مناوشات ترامب الأخيرة هذا الأسبوع.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
أولها، عندما وصف ترامب باول -الذي عينه عام 2018- بالخاسر الكبير، وقال، «إن إقالته لا يمكن أن تأتي في وقت قريب بما فيه الكفاية».
الأسبوع الماضي، رجع ترامب في حدة أسلوبه وبدا أكثر ليونةً، وقال إنه «لا ينوي» إقالة باول، وذلك بعد أن حذّر مستشاروه من أن إقالة رئيس البنك المركزي ستكون لها عواقب قانونية واقتصادية عكسية، وفقاً لما ذكرته مصادر لشبكة CNN.
ولكن لم تدم النبرة اللينة طويلاً، إذ في اليوم التالي قال ترامب في حفل توقيع القرار التنفيذي في المكتب البيضاوي: «لم أتصل به، قد أتصل به، ولكن أعتقد أنه يرتكب خطأً بعدم خفض أسعار الفائدة، وأعتقد، كما نفعل، أنه يمكننا أن نفعل ما هو أفضل بكثير».
لعبة التعريفات الجمركية المفضلة لترامب
فرض ترامب تعريفات جمركية متبادلة خلال الشهر الجاري تراوحت بين 10 و50 بالمئة على معظم دول العالم، ولم يمر سوى 24 ساعة إلى أن علق تنفيذها 90 يوماً، وطبعاً تعليقها لم يُنعم به الصين العدو اللدود لأميركا.
والآن، يقول ترامب إنه قد يُعيد فرض تعريفات «متبادلة» على بعض الدول في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
هذا فيما تأتي تصريحاته بأنه على اقتراب من إتمام صفقات مع بعض الدول، فقال ترامب في حفل أقيم في المكتب البيضاوي: «في النهاية، أعتقد أن ما سيحدث هو أننا سنُبرم صفقات رائعة، وبالمناسبة، إذا لم نتوصل إلى اتفاق مع شركة أو دولة، فسنُحدد التعريفة».
وأضاف «أعتقد أنه خلال الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة المقبلة، أليس كذلك؟ سنُحدد العدد خلال الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة المقبلة».
إعادة فرض الرسوم ستزيد الأسواق نزيفاً
إذا أعاد فرض الرسوم الجمركية، فسيكون ذلك تصعيداً كبيراً في الحرب التجارية العالمية، والخاسر الكبير هي الأسواق والدولار.
هبط الدولار إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات، كما شهدت سوق الأسهم تقلبات حادة هذا الأسبوع.
وبدأ المستثمرون بموجة بيع مكثفة في بداية تداولات الأسبوع بعد هجمات ترامب على باول، وأغلقت جميع الشركات تقريباً في مؤشري داو جونز وستاندرد آند بورز 500 على انخفاض.
في غضون ذلك، انخفض النفط الخام الأميركي مع مخاوف المستثمرين من أن يؤدي الركود إلى انخفاض الطلب.
هدوء بين أميركا والصين ينعش الأجواء
انتعشت الأسهم بشكل طفيف في تداولات يوم الثلاثاء بعد أن أفاد وزير الخزانة سكوت بيسنت للمستثمرين بأن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين غير مستدامة، وأنه يتوقع أن تهدأ المعركة، وفقاً لما أكده مصدر لشبكة CNN.
على الرغم من الارتفاع الذي استمر يومين، فقد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 6.5 تريليون دولار من قيمته السوقية منذ أعلى مستوى له في فبراير، وفقاً لكبير محللي المؤشرات في مؤشرات ستاندرد آند بورز داو جونز، هوارد سيلفربلات.
المؤسسات الدولية قلقة على الاقتصاد العالمي
أصدر صندوق النقد الدولي تحذيراً صارخاً بشأن الاقتصاد العالمي وازدهار الولايات المتحدة في تقرير صدر يوم الثلاثاء.
وقال صندوق النقد الدولي «إننا ندخل حقبة جديدة، حيث يُعاد ضبط النظام الاقتصادي العالمي الذي عمل على مدار الأعوام الثمانين الماضية»، مُتوقعاً تباطؤاً سريعاً في النمو الاقتصادي -لا سيما في الولايات المتحدة- وعودة التضخم الأميركي.
كما أفادت دائرة الجمارك في كوريا الجنوبية بأن الصادرات خلال أول 20 يوماً من أبريل انخفضت بنسبة 5.2 بالمئة مُقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وهي إشارة إلى اتجاه التجارة العالمية في ظل أجندة ترامب للرسوم الجمركية.
المليارديرات معترضون على تصرفات ترامب
أشار المليارديرات بشكل أكثر صراحة إلى العواقب الاقتصادية لرسوم ترامب الجمركية، فمثلاً قال كين غريفين، الرئيس التنفيذي لصندوق التحوّط «سيتادل»، وهو من مُؤيدي الرئيس، يوم الأربعاء إن الرسوم الجمركية تُلحق الضرر بمكانة أميركا في العالم.
وأضاف غريفين في قمة سيمافور للاقتصاد العالمي بواشنطن: «كانت الولايات المتحدة أكثر من مجرد أمة، إنها علامة تجارية عالمية، سواء تعلق الأمر بثقافتنا أو قوتنا المالية أو قوتنا العسكرية، ونحن نضعف هذه العلامة التجارية الآن»، ويعتبر غريفين من أهم الأسماء بقائمة قادة الأعمال الأثرياء الذين خالفوا الرئيس.
وفي الأسبوع الماضي قال مؤسس شركة بريدج ووتر أسوشيتس، راي داليو، إحدى أكبر صناديق التحوط في العالم، إن رسوم ترامب الجمركية أسهمت في دفع أميركا نحو الركود، أو ربما «ما هو أسوأ».
(راميشة معروف، CNN)