الاقتصاد المتعثر والأزمة الديموغرافية يسيطران على الانتخابات الرئاسية الكورية الجنوبية

بعد نصف عام من الاضطرابات السياسية بدأ الكوريون الجنوبيون، اليوم الثلاثاء، التصويت لاختيار رئيس جديد. شاتر ستوك
الاقتصاد المتعثر والأزمة الديموغرافية يسيطران على الانتخابات الرئاسية الكورية الجنوبية
بعد نصف عام من الاضطرابات السياسية بدأ الكوريون الجنوبيون، اليوم الثلاثاء، التصويت لاختيار رئيس جديد. شاتر ستوك

بعد نصف عام من الاضطرابات السياسية بدأ الكوريون الجنوبيون، اليوم الثلاثاء، التصويت لاختيار رئيس جديد خلفاً ليون سوك يول، الزعيم السابق الذي أغرق الدولة في حالة من الفوضى بإعلانه الأحكام العرفية في ديسمبر الماضي.

ويعاني اقتصاد كوريا الجنوبية، في ظل الحرب التجارية التي يشنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واحتمال ركود عالمي يلوح في الأفق.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ووعد أهم مرشحين للانتخابات بمساعدة البلاد على التعافي الاقتصادي في حال انتخاب أي منهما، وقد فُتحت صناديق الاقتراع صباح أمس الثلاثاء، ومن المرجّح إعلان الفائز بعد بضع ساعات، أو غداً بحد أقصى.

قال الناخب جونغ هان بيول في مركز اقتراع بالعاصمة سيئول «البلاد تعاني، والمشاعر سلبية، نأمل في تحقيق نتيجة تُخفف من وطأة هذه المعاناة ولو قليلاً».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

المرشحون الرئيسيون

المتصدر للمشهد الانتخابي هو لي جاي ميونغ، 60 عاماً، من الحزب الديمقراطي الليبرالي.

ميونغ، عامل سابق من عائلة فقيرة، وأصبح محامياً في مجال حقوق الإنسان قبل دخوله المعترك السياسي، وهو عمدة وحاكم سابق، وشغل مؤخراً منصب نائب في البرلمان بعد خسارته بفارق ضئيل أمام يون في الانتخابات الرئاسية السابقة لعام 2022.

ونجا ميونغ من محاولة اغتيال في يناير 2024 عندما طعنه رجل في رقبته خلال مناسبة عامة.

خلال حملته الانتخابية وعد ميونغ بإصلاحات سياسية واقتصادية، بما في ذلك فرض المزيد من القيود على قدرة الرئيس على إعلان الأحكام العرفية، ومراجعة الدستور للسماح بفترتين رئاسيتين كل منهما أربع سنوات بدلاً من فترة ولاية واحدة حالياً مدتها خمس سنوات.

وقد شدد على تخفيف التوترات في شبه الجزيرة الكورية مع التمسك بالهدف طويل الأمد المتمثل في نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية، كما يدعم تعزيز الشركات الصغيرة وتنمية قطاع الذكاء الاصطناعي.

لكن ميونغ يواجه أيضاً قضايا قانونية، بما في ذلك العديد من المحاكمات الجارية بتهم الرشوة المزعومة وتهم تتعلق بفضيحة تطوير عقاري.

المنافس الرئيسي هو كيم مون سو من حزب قوة الشعب المحافظ.

عندما غادر يون، الرئيس الكوري السابق، الحزب في مايو الماضي، حثّ أنصاره على دعم كيم مون سو، وزير العمل السابق البالغ من العمر 73 عاماً، الذي كان ناشطاً عمالياً بارزاً في الجامعة، حتى إنه طُرد وسُجن بسبب احتجاجاته، وانضم في النهاية إلى حزب محافظ، وتقدم بطلب الترشيح بعد عدة جولات من الصراعات الداخلية في الحزب.

وشددت حملة كيم مون سو الانتخابية على جعل كوريا الجنوبية بيئة مواتية للأعمال من خلال تخفيضات ضريبية وتخفيف القيود على الأعمال، وتشجيع التقنيات الجديدة والطاقة النووية.

القضايا الرئيسية

يتصدر اقتصاد البلاد المتعثر وارتفاع تكاليف المعيشة القضايا الانتخابية، فقد ارتفعت معدلات البطالة بين الشباب وانخفض الاستهلاك مع انكماش الاقتصاد بشكلٍ غير متوقع في الربع الأول من هذا العام.

يعود جزء من هذا الانكماش إلى حرب ترامب التجارية، التي أضرّت بشدة اقتصاد كوريا الجنوبية المعتمد على التصدير.

انخفضت صادرات كوريا الجنوبية إلى الولايات المتحدة بشكلٍ حاد في الأسابيع القليلة الأولى من أبريل بعد بدء تطبيق الرسوم الجمركية الأميركية، وحذرت أكبر شركة طيران في البلاد من أن التباطؤ الاقتصادي قد يكلفها ما يصل إلى 100 مليون دولار سنوياً.

ورغم اجتماع مسؤولين من كلا البلدين لإجراء محادثات بشأن الرسوم الجمركية، فإن الاضطرابات السياسية في الداخل من المرجح أن تُبطئ التقدم وتعوق أي اتفاق تجاري محتمل حتى انتخاب رئيس كوري جنوبي جديد.

ولهذا السبب ركّز كلا المرشحين الرئيسيين على الاقتصاد، ووعدا بتثبيت أسعار السلع وتحسين فرص السكن والتعليم والوظائف.

ولكن هناك مجموعة من المشكلات الأخرى التي سيتعين على الرئيس القادم معالجتها أيضاً، مثل شيخوخة المجتمع المتسارعة وانخفاض معدلات المواليد، والتي تُمثل أزمة ديموغرافية ملحة تمت مُلاحظتها أيضاً في دول أخرى في المنطقة مثل اليابان والصين.

ومن بين الشكاوى الشائعة للأزواج الشباب والعزاب ارتفاع تكلفة رعاية الأطفال، وعدم المساواة بين الجنسين، والتمييز ضد الآباء العاملين.