قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الخميس، إن الولايات المتحدة لديها «عدد كبير جداً» من العطلات الرسمية، معتبراً أن ذلك يُكبد الاقتصاد خسائر بمليارات الدولارات.
وكتب ترامب على منصة «تروث سوشال» بالتزامن مع عطلة «جونتينث Juneteenth» الفيدرالية التي تُحيي ذكرى انتهاء العبودية في البلاد: «الكثير من العطل التي لا يُعمل فيها في أميركا تُكلف بلادنا مليارات الدولارات لإبقاء كل هذه الأعمال مغلقة. العمال لا يريدونها أيضاً! سننتهي قريباً إلى عطلة في كل يوم عمل تقريباً، يجب أن يتغير هذا إذا أردنا أن نجعل أميركا عظيمة مجدداً!».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
لكن، هل هناك جزء من الحقيقة في هذا الطرح؟ الإجابة: نعم ولا في آنٍ واحد.
العطل وتأثيرها على الإنتاجية
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
تركز معظم الدراسات حول تأثير العُطل الرسمية على الاقتصاد على جانب إنتاجية العاملين، أي مقدار ما ينجزونه خلال فترة زمنية معينة، ويُعتبر يوم العطلة يوم إنتاجية «صفرية»، لكن التراجع في الإنتاجية لا يقتصر فقط على يوم العطلة ذاته، بل يشمل الأيام المحيطة بها، حيث يُفضل الكثير من الموظفين أخذ إجازات قبل وبعد العطلة، ما يزيد الضغط على من يستمرون في العمل ويقلل من إنتاجيتهم.
وفي دراسة أجراها اقتصاديان عام 2022، وُجد أن الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة يرتفع بنسبة تتراوح بين 0.08% و0.2% عندما تصادف العطلة الرسمية عطلة نهاية الأسبوع ولا يتم تعويضها بيوم آخر. وخلصت الدراسة إلى أن قطاع التصنيع يُعد من أكثر القطاعات تضرراً من العطل الرسمية على المدى القصير.
ولكن على المدى الطويل...
تشير العديد من الأبحاث إلى أن الإجازات، بما في ذلك العطل الرسمية، تُحسن من معنويات العاملين وتزيد من إنتاجيتهم على المدى الطويل، لأن العمل ساعات أطول لا يعني بالضرورة تحقيق إنتاجية أعلى، بل قد يؤدي إلى الإرهاق.
وتؤكد دراسة حديثة من «مايكروسوفت» أن العديد من الموظفين يعانون من «يوم عمل لا ينتهي»، بسبب الاجتماعات المتزايدة خارج ساعات العمل التقليدية، وأظهرت نتائج استطلاع شمل 31 ألف موظف حول العالم أن ثلثهم تقريباً شعروا بأن وتيرة العمل خلال السنوات الخمس الماضية باتت «مستحيلة المواكبة».
وفي دراسة أخرى أجرتها شركة «إرنست أند يونغ»، تبيّن أن أداء الموظفين يتحسن بنسبة 8% مقابل كل 10 ساعات إضافية من الإجازة، وأن من يحصلون على إجازات منتظمة أقل عرضة لترك وظائفهم.
الإنفاق الاستهلاكي في العطل الرسمية
خلافاً لما ذكره ترامب، فإن معظم الأعمال لا تُغلق بالكامل خلال العطل الرسمية، فالكثير من الموظفين، مثل العاملين في خدمات الطوارئ، وقطاعات التجزئة والنقل، يواصلون العمل.
من جهة أخرى، تُعد العطل الرسمية موسماً نشطاً للإنفاق الاستهلاكي، حيث تُنظم الشركات الكبرى حملات تخفيضات، ما يدفع المستهلكين إلى الشراء أكثر.
ويستفيد من هذه العطل بشكل خاص قطاعا السياحة والضيافة، إلى جانب متاجر التجزئة، بما في ذلك المشاريع الصغيرة، فوفقاً لدراسة أُجريت عام 2018 في المملكة المتحدة، تُحقق المتاجر الصغيرة أرباحاً إضافية تصل في المتوسط إلى 253 جنيهاً إسترلينياً (نحو 340 دولاراً) في أيام العطل المصرفية.