في تصعيد جديد لحملته ضد مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الاثنين، انتقادات حادة لرئيس المجلس جيروم باول وأعضاء مجلس المحافظين، مطالباً بتخفيض أسعار الفائدة إلى مستويات شديدة الانخفاض.
وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال: «يجب أن يشعر مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالخزي لِما سمح بحدوثه للولايات المتحدة». وأرفق منشوره بمخطط يُظهر ترتيب عدد من البنوك المركزية حول العالم حسب معدلات الفائدة الأساسية، وادّعى فيه أن الولايات المتحدة تحتل أحد أعلى المعدلات، وقد دوّن ترامب بخط يده على المخطط عبارة وجّه فيها انتقادات مباشرة لباول، قال فيها إن باول «كلّف الولايات المتحدة ثروة ضخمة ولا يزال يفعل ذلك».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، خلال مؤتمر صحفي، أن ترامب أرسل هذا المخطط مباشرة إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وأضاف ترامب في منشوره: «المجلس لا يفعل شيئاً سوى المشاهدة، لذا فهم يتحمّلون اللوم أيضاً، يجب أن ندفع فائدة بنسبة 1% أو أقل!».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
لماذا لم يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة؟
منذ أشهر، يواصل ترامب هجماته على باول، واصفاً إياه بأوصاف لاذعة مثل «الأحمق» و«الغبي»، رغم أن ترامب نفسه هو من عيّن باول في المنصب عام 2018، فإن العلاقة بينهما توترت لاحقاً بسبب رفض المجلس خفض أسعار الفائدة حسب رغبة ترامب.
وقال ترامب إن الحكومة الفيدرالية تُجبر على دفع فوائد هائلة على ديونها نتيجة رفض الفيدرالي خفض الفائدة، وأشارت ليفيت إلى أن «الشعب الأميركي يريد اقتراض المال بتكلفة منخفضة، ويجب أن يتمكّن من ذلك، لكن للأسف ما زالت أسعار الفائدة مرتفعة».
ورغم قيام بنوك مركزية أخرى مثل البنك المركزي الأوروبي وبنك المكسيك بخفض الفائدة هذا العام، فإن الاحتياطي الفيدرالي لم يتخذ خطوات مماثلة، مبرراً ذلك بضرورة تقييم تأثير السياسات الاقتصادية الحالية قبل الإقدام على أي خفض جديد.
من جانبه، تجاهل باول الرد على انتقادات ترامب، مؤكداً أن مهمة البنك المركزي تتركز فقط على السيطرة على التضخم والحفاظ على قوة سوق العمل، وأوضح في جلسة استماع بمجلس الشيوخ في 24 يونيو أن المجلس «لا يأخذ في الحسبان الاعتبارات السياسية عند اتخاذ قراراته».
ترامب يقترب من إعلان خليفة باول
ورغم أن ولاية باول كرئيس للاحتياطي الفيدرالي تنتهي في مايو 2026، فإن ترامب أعلن أنه سيُعلن قريباً عن مرشحه لخلافته، في خطوة غير مسبوقة بتاريخ البنك الذي يمتد لأكثر من 100 عام.
وفي حال أعلن ترامب عن مرشحه خلال الصيف الحالي، فإن هذا الشخص سيتحول إلى ما يشبه «الرئيس الموازي» للمجلس، وهو ما قد يربك الأسواق المالية، ويضعف الدولار، ويرفع معدلات الفائدة طويلة الأجل، حسب خبراء اقتصاديين.
ويُتداول حالياً عدد من الأسماء كمرشحين محتملين لهذا المنصب، من بينهم وزير الخزانة سكوت بيسنت، والحاكم السابق في المجلس كيفن وورش، والحاكم الحالي كريستوفر والر، والمستشار الاقتصادي السابق في البيت الأبيض كيفن هاسيت، إضافة إلى ديفيد مالباس الذي سبق أن عيّنه ترامب لرئاسة البنك الدولي.
وفي مقابلة مع قناة «فوكس بيزنس» بُثّت يوم الأحد، قال ترامب: «سوف نختار شخصاً يستطيع خفض أسعار الفائدة».
وعندما سُئل عن رأيه في ترشيح وورش، قال: «كيفن موهوب جداً، لكنني لا أعلم إن كان هو من سأختاره، لكنه شخص موهوب بالفعل».
وختم ترامب حديثه بالقول: «لن يفعل ما يفعله باول».