تتوالى تقارير أرباح الشركات والبنوك الأميركية، لتوضح مدى النجاح في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، لكن المحللين والمستثمرين مهتمون أكثر بكثير بما يخبئه المستقبل.
قال أوهسونغ كوون وسافيتا سوبرامانيان الخبيران الاستراتيجيان لدى «بنك أوف أميركا» في مذكرة بحثية حديثة «تقارير أرباح الربع الأول لا تعكس أداء الشركات خلال الربع الأول».
وتتوقع بيانات «فاكت ست» أنه اعتباراً من هذا الأسبوع، ستنخفض أرباح الشركات المدرجة في مؤشر «إس آند بي 500» بنسبة 6.5 في المئة خلال الربع الأول من 2023، مقارنة بالربع ذاته من العام السابق.
ويمثل ذلك ثاني انخفاض في الأرباح الفصلية على التوالي، والأكبر عبر المؤشر منذ الربع الثاني من 2020.
ولكن حتى مع توقع انخفاض الأرباح إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات، يخشى المستثمرون أن الأسوأ لم يأتِ بعد.
وكتب المحللون لدى «بلاك روك» هذا الأسبوع، «لا نعتقد أن هذا يعكس الضرر القادم بعد، توقعات أرباح الشركات لم تعكس بشكل كامل حتى الركود المتواضع».
وتراجع سهم «جونسون آند جونسون» بنحو 3 في المئة حتى بعد إعلان الشركة عن أرباح وعائدات فاقت التوقعات، وعند البحث عن سبب ذلك الهبوط، نجد أنه يرجع إلى التوقعات المستقبلية السلبية التي عززت مخاوف المستثمرين، إذ خفضت الشركة بشكل طفيف هدف مبيعات المستحضرات الصيدلانية لعام 2025.
المستثمرون في حالة تأهب وحذر
يبحث المستثمرون عن اتجاه السوق وسط البيانات الاقتصادية المتباينة وأسعار الفائدة المرتفعة وتوقعات الركود، يريدون معرفة ما ينتظرهم، وسيترقبون عن كثب تعليقات الرؤساء التنفيذيين حول التوقعات لبقية العام.
وسيراقب المحللون أيضاً عن كثب إعلانات الشركات حول إعادة شراء أسهمها (لتقليل عدد الأسهم وتعزيز سعر السهم)، ومقدار إنفاق الشركات على استثمارات رأس المال.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يقدم فيه الرئيس الأميركي جو بايدن حوافز للشركات للاستثمار في تنمية رأس المال، وهذا -إلى جانب تشديد الائتمان- قد يؤدي إلى إنفاق أموال أقل على عمليات إعادة الشراء لصالح زيادة الإنفاق على المشاريع.
وفي حين أن ذلك قد يكون مفيداً للاقتصاد على المدى الطويل، لكنه يمكن أن يكون له تأثير سلبي على أسعار الأسهم على المدى القصير.
(نيكول جودكايند- CNN).