يتوقَّع بنك الاستثمار الأميركي « غولدمان ساكس» أن تتجاوز القيمة السوقية للأسهم في الأسواق الناشئة نظيرتها في الولايات المتحدة والأسواق المتقدمة الأخرى في السنوات المقبلة، يرى خبراء البنك زيادة حصة الأسواق الناشئة في سوق الأسهم العالمية من نحو 27 في المئة في الوقت الراهن إلى 35 في المئة بحلول عام 2030، بل أن ترتفع إلى 47 في المئة بحلول عام 2050، ومن المتوقع أن تزيد بحلول عام 2075 إلى 55 في المئة.

وبحلول نهاية هذا العقد، قد تنخفض حصة الولايات المتحدة من القيمة السوقية للأسهم العالمية من 42 في المئة في عام 2022 إلى نحو 35 في المئة في عام 2030، وفقاً لوحدة غولدمان ساكس للأبحاث، كما قد تنخفض حصة أميركا من القيمة السوقية للأسهم العالمية إلى 27 في المئة و22 في المئة بحلول عامَي 2050 و2075 على الترتيب.

الهند والصين تقودان الأسواق الناشئة

ومن المتوقع أن تقود الهند والصين الأسواق الناشئة، قد تزيد حصة الهند من السوق العالمية من مستوى 3 في المئة في عام 2022 إلى 8 في المئة بحلول عام 2050، ثم تنطلق القيمة السوقية للأسهم الهندية لتصل إلى نحو 12 في المئة بحلول عام 2075، الأمر الذي يعكس توقعات ديموغرافية إيجابية ونمواً متسارعاً في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.

ووفقاً لخبراء البنك، من المتوقع ارتفاع حصة الصين من 10 في المئة حالياً إلى 15 في المئة بحلول عام 2050، غير أن التباطؤ الديموغرافي للصين قد يقوّض النمو المحتمل لتنخفض حصة البلاد من القيمة السوقية للأسهم العالمية إلى ما يقرب من 13 في المئة بحلول عام 2075، وفقاً لأبحاث غولدمان ساكس.

زيادة الناتج المحلي الإجمالي للاقتصادات الناشئة

ولكي يتسنَّى فهم كيف سيتحوّل المشهد مستقبلاً، ينبغي أخذ عامل النمو الاقتصادي طويل الأجل في الحسبان، بنى خبراء غولدمان ساكس توقعاتهم على فرضية تقارب الدخل بين الاقتصادات الناشئة والمتقدمة، على الرغم من تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي في كل من الاقتصادات المتقدمة والناشئة خلال السنوات الـ10 إلى الـ15 الماضية، غير أنه يوجد تقارب في مستويات الدخل بينهما.

وكان هذا التقارب على الرغم من الصدمات التي ضربت الاقتصاد العالمي بما في ذلك الأزمة المالية العالمية في عام 2008 وجائحة كورونا.

وتقارب دخول البلدان يعني أن حصة الأسواق الناشئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ستستمر في الارتفاع، إذ سيتحوّل توزيع الدخل العالمي نحو الاقتصادات المتوسطة الدخل، ووفقاً لخبراء غولدمان ساكس، ستكون أكبر خمسة اقتصادات في العالم هي الصين والولايات المتحدة والهند وإندونيسيا وألمانيا بحلول عام 2050.

وهذا يعني أن تزيح إندونيسيا البرازيل وروسيا من قائمة أكبر الأسواق الناشئة، وفقاً لتوقعات غولدمان ساكس للأبحاث.

ومن المتوقع أيضاً أن تحل الصين محل الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2035، وبحلول عام 2075، من المتوقع أن تصبح الصين والهند والولايات المتحدة أكبر ثلاثة اقتصادات في العالم، ويتوقع خبراء غولدمان ساكس أن تشكّل الأسواق الناشئة سبعة من أكبر عشرة اقتصادات في العالم بحلول عام 2075.