في الآونة الأخيرة، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي منشورات تزعم انخفاض أسهم عدد من الشركات العالمية، مثل ستاربكس ومكدونالدز بسبب تأثرها بحملات المقاطعة التي أطلقتها الشعوب العربية في أعقاب اندلاع الصراع بين إسرائيل وغزة، لكن إلى أي مدى تعبر تلك المنشورات عن الحقيقة؟
تعود الأحداث برمتها إلى السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما هاجمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة فيما يُعرف بعملية طوفان الأقصى، وقوبل الهجوم بقصف مستمر من جانب الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة على مدار 24 يوماً.
ومنذ ذلك الحين، دعت العديد من الشعوب العربية إلى مقاطعة منتجات الدول الداعمة للجانب الإسرائيلي، والاستعاضة عنها بالمنتجات البديلة محلية الصنع،
هل أثرت المقاطعة حقاً على أسهم الشركات؟
على الرغم من هبوط أسهم بعض الشركات التي شملتها دعوات المقاطعة في بعض الأوقات، فإنه لا يمكن إرجاع السبب الرئيسي لهذا الهبوط إلى نجاح حملات المقاطعة، إذ تزامن ذلك مع تراجع عام في الأسواق العالمية لأسباب متنوعة، ولم يقتصر التراجع على أسهم الشركات المُعرضة للمقاطعة فقط، ويمكن إلقاء نظرة على أداء أسهم بعض هذه الشركات للتعرف على الصورة بشكل أفضل.
أسهم ماكدونالدز
شهدت أسهم ماكدونالدز انخفاضات طفيفة يومي الثاني عشر والثالث والعشرين من أكتوبر تشرين الأول، لكن بشكل عام، زاد سعر السهم بأكثر من عشرة دولارات منذ بدء الصراع، ليرتفع من 248.2 دولار عند إغلاق يوم الجمعة الموافق السادس من أكتوبر تشرين الأول إلى 260.1 دولار عند إغلاق جلسة الاثنين في الثلاثين من الشهر ذاته.
ومع ذلك، يُشير الخبراء لشبكة «CNN الاقتصادية» إلى أنه عادة لا تتأثر أسهم الشركات بدعوات المقاطعة على المدى القصير، إذ تحتاج تداعيات المقاطعة إلى فترة تتراوح بين 6 أشهر وعام لمشاهدة تأثيرها في أسهم الشركة.
ومن المنتظر أن تكشف سلسلة مطاعم ماكدونالدز عن أرباحها الفصلية المقبلة في ديسمبر كانون الأول، في تقرير من شأنه الكشف عن حجم المبيعات ومدى تأثره بدعوات المقاطعة في المنطقة العربية.
هل تأثرت أرباح بيبسيكو وكوكاكولا؟
كانت شركتا بيبسيكو وكوكاكولا من بين العلامات التجارية التي واجهت انتقادات ودعوات واسعة للمقاطعة، لكن لا يبدو أن أسهم الشركتين قد تأثرت على نحو مباشر بهذه الدعوات.
وارتفع سعر سهم شركة كوكاكولا من 53.1 دولار عند إغلاق يوم الجمعة الموافق السادس من أكتوبر تشرين الأول ليصل إلى 56.1 دولار في الثلاثين من الشهر ذاته، بينما صعد سهم بيبسيكو من 160.29 دولار إلى 162.28 دولار خلال الفترة ذاتها.
ومن المنتظر أن تعلن الشركتان عن نتائج الأعمال الفصلية والتفاصيل الخاصة بحجم المبيعات والأرباح في ديسمبر كانون الأول المقبل.
ستاربكس
استمرت عمليات المقاطعة لسلسلة مقاهي ستاربكس لأكثر من ثلاثة أسابيع، وليس فقط من العالم العربي، لكن أيضاً من المؤيدين للجانب الفلسطيني في جميع أنحاء العالم.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشر اتحاد عمال ستاربكس في بوسطن منشوراً للتضامن مع الفلسطينيين على منصة التواصل الاجتماعي إكس قائلين «إننا نتضامن مع شعب فلسطين، وندين جيش الدفاع الإسرائيلي لقصفه وقتله وجرحه الفلسطينيين الأبرياء بلا معنى وبوحشية».
لكن شركة ستاربكس انتقدت هذا المنشور، وقالت على حسابها الرسمي، «نحن ندين بشكل لا لبس فيه أعمال الإرهاب والكراهية والعنف هذه، ونختلف مع التصريحات والآراء التي عبر عنها اتحاد العمال وأعضاؤه»، وهو ما أثار سخط الشعب العربي، وأسهم في تعزيز دعوات المقاطعة.
على الجانب الآخر، لم ينجح مقهى ستاربكس في تهدئة مؤيدي إسرائيل الذين شنوا حملات لمقاطعة سلسلة المقاهي في الولايات المتحدة، وكانت دعوات المقاطعة على الجانبين سبباً في مشاهدة بعض التراجع الطفيف لسهم المقهى.
وشهد سهم المقهى تقلبات ملحوظة في الأسابيع الماضية، لكنه بشكل عام هبط من 92.8 دولار عند إغلاق يوم الجمعة الموافق السادس من أكتوبر تشرين الأول، ليصل إلى 92 دولاراً عند إغلاق الجمعة الماضية.
استفادة العلامات المحلية
في المقابل، شهدت العلامات التجارية المحلية ارتفاعاً في الطلب في عدد من الدول مثل مصر، إذ كشفت شركة سبيرو سباتس المصرية للمشروبات عن زيادة توزيع منتجاتها في جميع أنحاء الجمهورية بعد تزايد الطلب عليها.