استقرت مؤشرات الأسهم الأميركية بقرب أعلى مستوياتها على الإطلاق، ويبدو أن وول ستريت تستعد لإنهاء عام 2023 بمكاسب قوية، مستفيدة من تباطؤ التضخم وتوقعات خفض الفائدة.

بلغ مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي -الذي يستبعد الغذاء والطاقة- وهو مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، نحو 3.2 في المئة في نوفمبر تشرين الثاني، وهي أبطأ زيادة سنوية منذ أبريل نيسان 2021.

ويعني ذلك أن دورة تشديد السياسة النقدية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تقترب من نهايتها، وهو ما أكدته توقعات لجنة السوق المفتوحة لشهر ديسمبر كانون الأول، التي أبقت على الفائدة الأميركية عند النطاق 5.25- 5.5 في المئة للمرة الثالثة على التوالي.

وخفَّضت اللجنة متوسط توقعات الفائدة لعام 2024 بواقع 50 نقطة أساس من 5.1 في المئة إلى 4.6 في المئة، ما يشير إلى تخفيضات متوقعة في أسعار الفائدة بواقع 75 نقطة أساس عن مستوياتها الحالية، ما يدعم تفاؤل وول ستريت بشأن الاستثمارات.

كما توقعت انخفاضاً في مؤشر الإنفاق الشخصي خلال عامَي 2024 و2025 إلى 2.4 في المئة و2.1 في المئة على الترتيب.

أداء الأسهم الأميركية منذ بداية العام

شهدت الأسهم الأميركية تقلبات ملحوظة على مدار عام 2023، إذ واجهت السوق مخاوف متجددة بشأن معدل التضخم، وأزمة الديون الأميركية، فضلاً عن حالة القلق التي ظهرت خلال العام بشأن أزمة البنوك الأميركية مع انهيار بنك سيليكون فالي الذي هدد النظام المالي بأكمله في وقت ما.

لكن يبدو أن وول ستريت استطاعت التغلب على التحديات لتوشك على إنهاء العام قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق، بقيادة مؤشر ناسداك المركب.

  • إس آند بي 500

ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (إس آند بي) بنسبة تزيد على أربعة في المئة في شهر ديسمبر كانون الأول وحده، بينما سجل صعوداً بنحو 678 نقطة أو ما يعادل 16.63 في المئة ليسجل 4,755 نقطة عند إغلاق الجمعة الماضية، مقارنة بإغلاق شهر يناير كانون الأول 2023 عند 4,077 نقطة.

وعادة يشهد مؤشر إس آند بي 500 ارتفاعاً بنسبة 1.3 في المئة في الأيام الخمسة الأخيرة من شهر ديسمبر كانون الأول وأول يومين من شهر يناير كانون الثاني، وفقاً لبيانات من تقويم متداولي الأسهم التي تعود إلى عام 1969، والذي نقلته وكالة رويترز، ما يعزز التفاؤل بشكل حركة المؤشر المستقبلية.

وأرجع التقرير هذه المكاسب المتوقعة هذا العام إلى أن تشديد الفيدرالي سياسته النقدية التاريخية من المحتمل أن تنتهي، وتوقع تخفيضات أسعار الفائدة حتى عام 2024.

  • داو جونز الصناعي

وصل مؤشر داو جونز إلى مستوى قياسي الأسبوع الماضي، وأغلق يوم الجمعة الموافق 22 ديسمبر كانون الأول عند 37.39 ألف نقطة، ما يمثل زيادة بنحو 12.8 في المئة عن اليوم ذاته من العام السابق، وارتفاع بنحو 9.7 في المئة منذ بداية العام الجاري.

  • ناسداك

استفاد مؤشر ناسداك المركب من تعافي أسهم شركات التكنولوجيا، مسجلاً أفضل أداء بين مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية، إذ إنه ارتفع منذ بداية عام 2023، بنحو 3208 نقاط أو ما يعادل 29.4 في المئة.

وعند إغلاق يوم الجمعة الموافق 22 ديسمبر كانون الأول، سجل مؤشر ناسداك 14.99 ألف نقطة، ما يمثل زيادة بنحو 43.2 في المئة مقارنة باليوم ذاته من عام 2022.

وتنتظر وول ستريت خلال بقية العام الجاري بعض البيانات الاقتصادية الأخيرة، من بينها إعانات البطالة الأسبوعية، وبيانات مبيعات المنازل المعلقة، بالإضافة إلى مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن معهد شيكاغو، قبل أن يدخل السوق في عطلة رسمية في الأول من يناير كانون الثاني.