هبطت الأسهم اليابانية يوم الجمعة، مع اهتزاز الأسواق العالمية بسبب المخاوف بشأن الاقتصاد الأميركي ومع استعداد المتداولين لمزيد من رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان.
أنهى مؤشر نيكاي 225 تعاملات اليوم على انخفاض بنسبة 5.8%، وهو أكبر انخفاض يومي للمؤشر منذ مارس 2020، وقد امتدت موجة هبوط الأسهم العالمية، التي بدأت في أعقاب صدور بيانات اقتصادية أميركية ضعيفة، وكان المؤشر القياسي الياباني قد خسر بالفعل 2.5% يوم الخميس، وأغلق الآن عند أدنى مستوى له منذ يناير.
كما افتتحت الأسواق الأوروبية على انخفاض يوم الجمعة. وانخفض مؤشر ستوكس أوروبا 600 القياسي بنسبة 1.4%، وانخفض مؤشر داكس الألماني ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 1.2% و0.6% على التوالي، وانخفض مؤشر فوتسي 100 الذي تغلب عليه أسهم البنوك بنسبة 0.4%.
وأشارت العقود الآجلة الأميركية إلى افتتاح ضعيف آخر لوول ستريت، مع انخفاض العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.9%.
في يوم الأربعاء، رفع بنك اليابان أسعار الفائدة بمقدار 15 نقطة أساس إلى 0.25% في ثاني زيادة له هذا العام، وأعلن عن خطط لتقليص مشتريات السندات، ويتوقع المتعاملون المزيد من زيادات أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام مع محاولة البنك المركزي احتواء التضخم.
وقال كين تشيونج مدير استراتيجية الصرف الأجنبي في ميزوهو للأوراق المالية «اتخذ بنك اليابان موقفاً متشدداً بعد رفع أسعار الفائدة المفاجئ بمقدار 15 نقطة أساس، والأمر المهم أن بنك اليابان أشار إلى مخاطر ارتفاع التضخم.. وترك الباب مفتوحاً لمزيد من رفع أسعار الفائدة».
وقد أدى هذا الارتفاع إلى تقليص الفارق في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان، وهو ما دفع الين الياباني إلى الارتفاع مقابل الدولار الأميركي، وقد انخفض الدولار بأكثر من 4% مقابل العملة اليابانية منذ منتصف الشهر الماضي.
وفي يوم الجمعة، سجل الجنيه الإسترليني مزيداً من الضعف مقابل الين، حيث انخفض بنسبة 0.3% إلى 148.9.
وقال فرانك بنزيما، رئيس استراتيجية الأسهم الآسيوية في سوسيتيه جنرال، في مذكرة بحثية يوم الخميس «إن خطر ارتفاع تقلبات الين يهدد سوق الأسهم اليابانية الصاعدة التي استمرت لعقد من الزمان»، وأضاف أن الارتفاع السريع في قيمة العملة من شأنه أن يضر بأرباح المصدرين في البلاد.
لقد ضعف الين بشكل كبير على مدى السنوات الأربع الماضية، حيث انخفض بنسبة 40% مقابل الدولار الأميركي وبنسبة 30% مقابل اليورو خلال تلك الفترة.
وبفضل الأرباح القوية للشركات وإصلاحات حوكمة الشركات الفعالة، دفع الين الضعيف مؤشر نيكاي 225 إلى أعلى مستوياته على الإطلاق هذا العام.
ولكن مع ارتفاع قيمة الين على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، بدأت الأسهم اليابانية في التصحيح، فقد انخفض مؤشر نيكاي بنسبة 12% منذ الثاني عشر من يوليو تموز.
وقال محللون لدى سيتي جروب يوم الخميس «من منظور الأسهم اليابانية، من المتوقع أن يتضاءل الدعم الذي تلقته الأرباح من ضعف الين»، لكنهم ظلوا متفائلين بشأن الأسهم اليابانية في الأمد البعيد، مع اكتساب التضخم قوة دافعة وتزايد قوة «دوامة الأجور والأسعار» الإيجابية في الاقتصاد.
والأمل هو أن يساعد ارتفاع الأجور والأسعار البلاد على التخلص من سنوات من الضعف الاقتصادي.
وفي أماكن أخرى من آسيا، تراجعت الأسواق على نطاق واسع يوم الجمعة، وانخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 3.7%، وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 في أستراليا بنسبة 2.1%، كما خسر مؤشر هانج سينج في هونج كونج 2.1%، وانخفض مؤشر شنغهاي المركب في الصين بنسبة 0.9%.
انخفض مؤشر داو جونز الصناعي في بورصة وول ستريت خلال الليل بنسبة 1.2%، حيث أثارت البيانات الجديدة مخاوف من ضعف الاقتصاد الأميركي مع ارتفاع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها في 23 عاماً، وخسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 1.4% وانخفض مؤشر ناسداك المركب 2.3%.
كشفت بيانات اقتصادية جديدة أن طلبات الحصول على إعانات البطالة لأول مرة ارتفعت الأسبوع الماضي إلى ما يقدر بنحو 249 ألف طلب، وهذا هو أعلى عدد منذ أغسطس آب الماضي، وفقاً لوزارة العمل، وفي الوقت نفسه قفزت المطالبات المستمرة، التي قدمها الأشخاص الذين تلقوا إعانات البطالة لمدة أسبوع على الأقل، إلى 1.877 مليون، وهذا هو أعلى مستوى منذ نوفمبر تشرين الثاني 2021.
وكتب محللو بنك ANZ في مذكرة يوم الجمعة «عززت الأسواق توقعات خفض أسعار الفائدة، حيث أظهرت بيانات التصنيع الضعيفة أن الاقتصاد [الأميركي] يتباطأ بشكل ملموس». ويتوقعون أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بإجراء ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام.
كان بنك الاحتياطي الفيدرالي قد أشار في اجتماعه للسياسات إلى أن خفض أسعار الفائدة الذي طال انتظاره أصبح على الطاولة في سبتمبر أيلول.