حققت الأسواق الآسيوية مكاسب قوية، اليوم الأربعاء، حيث عوضت الأسهم اليابانية خسائرها المُبكرة بعد أن قلل مسؤول في البنك المركزي الياباني من احتمال رفع أسعار الفائدة على الفور.
وارتفع مؤشر نيكاي القياسي 225 بنسبة 3 في المئة، متعافياً من خسائر بلغت 2.5 في المئة في وقت سابق من الجلسة، بينما سجل مؤشر توبكس في طوكيو، الأوسع نطاقاً من مؤشر نيكاي، مكاسب متواضعة في وقت مبكر من جلسة التداول اليوم الأربعاء، عقب تعليقات جديدة من شينيتشي أوشيدا، نائب محافظ بنك اليابان.
وفي أماكن أخرى من آسيا ارتفع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.4 في المئة، وارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 1.3 في المئة، وارتفع مؤشر تايكس في تايوان بنسبة 3.8 في المئة.
تأتي المكاسب بعد أيام من التقلبات، حيث عانى مؤشر نيكاي يوم الاثنين من أكبر خسارة يومية له منذ عام 1987.
وقال أوشيدا إن التقلبات الشديدة في السوق على مدى الأسبوع الماضي قد تغير «بشكل واضح» مسار رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان، إذ تؤثر على توقعات البنك المركزي بخصوص الاقتصاد والتضخم.
ونقلت وكالة أنباء كيودو اليابانية عن أوشيدا قوله في كلمة ألقاها أمام مسؤولين تنفيذيين في مدينة هاكوداتي شمال اليابان «لن نرفع أسعار الفائدة عندما تكون الأسواق المالية غير مستقرة، وبما أننا نشهد تقلبات حادة في الأسواق المالية المحلية والخارجية، فمن الضروري الحفاظ على المستويات الحالية من التيسير النقدي في الوقت الراهن».
وتتناقض تعليقات أوشيدا مع النبرة المتشددة التي تبناها بنك اليابان في الأسابيع الأخيرة، التي أجبرت العديد من المشاركين في السوق على التخلي عن صفقاتهم المعتمدة على الاقتراض بالين والاستثمار في عملات أخرى مرتفعة العائد، وهي استراتيجية استثمارية مُستخدمة على نطاق واسع، ويُطلق عليها carry trade.
وقد شهدت عقود من أسعار الفائدة المنخفضة للغاية في اليابان قيام العديد من المستثمرين باقتراض الأموال بثمن بخس قبل تحويلها إلى عملات أخرى للاستثمار في أصول ذات عائد أعلى، ووفقاً لبعض مراقبي السوق فإن التراجع عن هذه الاستراتيجية هو المحفز الرئيسي للاضطرابات في السوق.
وارتفع الدولار الأميركي بأكثر من 2 في المئة إلى 147.77 ين في أعقاب تصريحات أوشيدا، وكان هذا اتجاهاً مختلفاً عن الأسابيع الأخيرة أيضاً، عندما كان الين يكتسب قيمة متزايدة مقابل الدولار، بسبب تشدد بنك اليابان.
وتضررت سوق الأسهم اليابانية بشدة من الارتفاع السريع لقيمة الين، الأمر الذي يقوض القدرة التنافسية لصادرات البلاد.
وفي الولايات المتحدة أغلق مؤشر داو جونز يوم الثلاثاء مرتفعاً بنحو 0.8 في المئة، في حين أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وناسداك مرتفعين بنحو 1 في المئة.