انخفضت أسهم شركات صناعة السيارات الأميركية والأوروبية يوم الثلاثاء بعد أن تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية باهظة على كندا والمكسيك والصين، ما يهدد سلاسل التوريد المتماسكة في القطاع ويثير مخاوف المستثمرين من ارتفاع التكاليف.

قال ترامب في منشور على تروث سوشيال إنه سيفرض تعريفة جمركية بنسبة 25 في المئة على جميع المنتجات من المكسيك وكندا، وتعريفة إضافية بنسبة 10 في المئة على السلع من الصين، في أول يوم له في منصبه في يناير كانون الثاني.

كانت العديد من شركات صناعة السيارات بَنَت مصانع في المكسيك للاستفادة من العمالة الرخيصة نسبياً وقرب البلاد من السوق الأميركية المربحة، في حين تعد الصين مورداً لمكونات رئيسية معينة.

قال المحلل لدى بيرنستاين، دانييل رويسكا في مذكرة «إذا نُفذت هذه (التعريفات الجمركية)، فهذا يعني كارثة لصناعة السيارات الأميركية وشركات تصنيع ديترويت الثلاث، والتي تستورد جميعها أعداداً كبيرةً من المركبات من كندا والمكسيك، بالإضافة إلى فولكس فاغن وغيرها من الشركات المصنعة الأوروبية الأصلية».

وأضاف «ولكن نظراً للعواقب السلبية الواسعة النطاق على الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة، نتوقع أن هذا من غير المرجح أن يحدث عملياً».

وانخفضت أسهم شركات صناعة السيارات الأميركية جنرال موتورز وفورد موتور بنسبة 7.5 في المئة و1.7 في المئة على التوالي، وانخفضت أسهم تويوتا موتور المدرجة في الولايات المتحدة بنسبة 1.7 في المئة.

من بين شركات صناعة السيارات الأوروبية، انخفضت شركة صناعة جيب ستيلانتيس وفولكس فاغن بنحو 4 في المئة و2 في المئة، كانت سلة أسهم السيارات وقطع الغيار هي القطاع الأسوأ أداءً في أوروبا، إذ انخفضت بنحو 1.8 في المئة مقابل انخفاض بنسبة 0.6 في المئة لمؤشر ستوكس 600 الأوسع.

رفضت ستيلانتيس وفورد التعليق على منشور ترامب، بينما لم تستجب منافستاها جنرال موتورز وتويوتا على الفور لطلبات التعليق.

في الأسبوع الماضي، قال الرئيس المالي لشركة جنرال موتورز بول جاكوبسون إن شركة صناعة السيارات لديها بعض الأصول في المكسيك.

وقال في مؤتمر باركليز عندما سُئل عن التعريفات الجمركية المحتملة «سنواصل العمل مع الإدارة لأنني أعتقد أن هدفنا متسق للغاية مع هدف الإدارة في ما يتعلق بالوظائف في الولايات المتحدة وما يمكن أن يعنيه ذلك».

وقال جون لولر المدير المالي لشركة فورد الأسبوع الماضي إن شركة صناعة السيارات يجب أن ترى مستوى التعريفات الجمركية المفروضة وتقرر التسعير.

في مذكرة نُشرت الأسبوع الماضي، قالت شركة إيفركور آي إس آي إن كل تعريفة جمركية بنسبة 10 في المئة على المكسيك تشكل خطراً بنسبة 20 في المئة على أرباح السهم لشركة جنرال موتورز، و10 في المئة لشركة فورد.

وقال الوسيط الإيطالي إنترمونتي عن ستيلانتيس «نقدر أن كل نقطة مئوية إضافية على التعريفة الجمركية يمكن أن تؤثر على الربح قبل الضريبة بنحو 160 مليون يورو أو 1.4 في المئة من توقعات عام 2025».

من ناحية أخرى، تُصنع نحو ربع المركبات التي تبيعها ستيلانتيس في أميركا الشمالية في المكسيك.

وانخفضت أسهم شركة ماغنا إنترناشونال الكندية لتوريد السيارات المدرجة في الولايات المتحدة بنسبة 3 في المئة، في حين هبطت شركتا أبتيف وبورغ وارنر بنحو 2 في المئة لكل منهما.

وقال غاريت نيلسون المحلل لدى سي إف آر إيه للأبحاث «نرى أن تهديدات التعريفات الجمركية هي بمثابة تكتيك تفاوضي لحمل الدول الأخرى على تقديم تنازلات بشأن قضايا أخرى مختلفة مثل الهجرة غير الشرعية».