بدلاً من تصفية محفظة شركاتها.. لماذا لا يلعب صندوق الاستثمارات العامة دوراً أكبر في أسواق الدين والتمويل؟
رؤية جديدة لتمويل شركات الصندوق دون التخارج من الاستثمارات
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
يُعد صندوق الاستثمارات العامة (PIF) أحد أقوى الصناديق السيادية عالمياً، حيث يدير محفظة استثمارية ضخمة تدعم تحقيق رؤية السعودية 2030 عبر تمويل مشاريع استراتيجية ضخمة، ومع تزايد عدد الشركات والمشاريع التابعة للصندوق، تتزايد الحاجة إلى ضخ رؤوس أموال جديدة لدعم النمو والتوسع.
لكن السؤال الأهم؛ هل يجب على الصندوق الاستمرار في تمويل شركاته من موارده الخاصة أو بيع حصص من ملكيته؟ أم أن هناك خياراً آخر أكثر كفاءة واستدامة؟
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
إصدار الصكوك كبديل ذكي للتمويل
بدلاً من أن يكون المصدر الأساسي للتمويل، يمكن للصندوق تمكين شركاته من إصدار صكوك مدعومة بالأصول أو مضمونة من الحكومة، ومن ثم بيعها في الأسواق المالية المحلية والعالمية.
لماذا هذه الاستراتيجية مهمة؟
أولاً، تحافظ على ملكية الصندوق: لا حاجة إلى التخارج من الاستثمارات أو بيع حصص في الشركات.
ثانياً، تجذب رؤوس أموال ضخمة: المؤسسات المالية والصناديق الاستثمارية تبحث عن أدوات استثمارية مضمونة ومستدامة.
ثالثاً، تعزز أسواق الدين في المملكة: ستساعد في خلق سوق نشط للصكوك التجارية، ما يعزز مكانة المملكة كوجهة مالية عالمية.
رابعاً، تقلل من الضغط المالي على الصندوق: بدلاً من تمويل المشاريع مباشرة، يمكن للشركات جمع الأموال ذاتياً عبر الصكوك.
خامساً، مرونة في الهياكل التمويلية: يمكن استخدام صيغ مختلفة من الصكوك لتناسب مختلف القطاعات.
أنواع الصكوك الممكنة لتمويل شركات الصندوق
يمكن لصندوق الاستثمارات العامة وشركاته الاستفادة من عدة أنواع من الصكوك، وفقاً لطبيعة النشاط التجاري والتدفقات النقدية لكل شركة:
1- صكوك المشاركة (Musharakah Sukuk)
• مناسبة للمشاريع الكبيرة والشركات التي تحقق أرباحاً مستمرة.
• تقوم على مبدأ الشراكة في رأس المال والأرباح بين المستثمرين والشركة المصدرة للصكوك.
• تعزز من جاذبية الاستثمار حيث يشارك المستثمرون في المكاسب والخسائر.
2- صكوك المرابحة (Murabaha Sukuk)
• مناسبة للشركات التي لديها احتياجات تمويلية قصيرة ومتوسطة الأجل.
• تعتمد على شراء أصول وإعادة بيعها بربح متفق عليه للمستثمرين.
• تمنح المستثمرين عوائد ثابتة، ما يجعلها جذابة للصناديق السيادية والمؤسسات المالية.
3- صكوك الإجارة (Ijarah Sukuk)
• مناسبة للمشاريع التي تمتلك أصولاً مثل العقارات أو البنية التحتية.
• يتم إصدار الصكوك بناءً على تأجير الأصول للمصدر أو طرف ثالث، ما يحقق تدفقات نقدية منتظمة.
• توفر عائداً ثابتاً للمستثمرين، ما يجعلها جذابة لصناديق التقاعد والاستثمار طويلة الأجل.
4- الصكوك صفرية العائد (Zero-Coupon Sukuk)
• مناسبة للشركات التي تحتاج إلى تمويل كبير، ولديها نمو مرتفع في المستقبل.
• يتم بيع الصكوك بخصم ولا تُدفع أرباح دورية، بل يحصل المستثمرون على المبلغ بالكامل عند الاستحقاق.
• تقلل من الضغط على التدفقات النقدية للشركات في المدى القصير.
5- الصكوك الهجينة (Hybrid Sukuk)
• مناسبة للمشاريع الضخمة ومتعددة القطاعات.
• تمزج بين عدة أنواع من الصكوك مثل المشاركة، والمرابحة، والإجارة لضمان توازن المخاطر والعوائد.
• تلبي احتياجات المستثمرين المختلفين وتعزز سيولة السوق.
كيف يمكن تطبيق هذا النموذج؟
يمكن للصندوق أن يبدأ بتجربة إصدار صكوك لشركة أو أكثر من شركاته الكبرى، مثل:
نيوم (NEOM): تمويل البنية التحتية والتكنولوجيا عبر صكوك الإجارة والمشاركة.
البحر الأحمر العالمية: تمويل تطوير المشاريع السياحية والضيافة بصكوك الإجارة أو الهجينة.
شركة الترفيه السعودية (SEV): تمويل مشاريع الترفيه والبنية التحتية الترفيهية عبر صكوك المرابحة.
السوق جاهزة لهذه الخطوة!
هناك طلب عالمي متزايد على أدوات الدين السعودية، خاصة الصكوك، نظراً لقوة الاقتصاد السعودي وتقييمه الائتماني المرتفع، ومن خلال هذه الاستراتيجية، يمكن لصندوق الاستثمارات العامة تعزيز دوره ليس فقط كمستثمر، بل أيضاً كقائد في تطوير الأسواق المالية في المملكة.
إذا كان يمكننا بناء أكبر المشاريع في العالم، فلماذا لا نبني أكبر وأقوى سوق للصكوك والتمويل الإسلامي؟
هل نرى قريباً أول إصدار لصكوك شركات صندوق الاستثمارات العامة؟