لطالما كانت قصص الشرق الأوسط محط تجاهل أو تصوير غير دقيق، برغم ما عُرف عن المنطقة من الثراء في الحكايات والتاريخ والعمق الثقافي، غير أننا نشهد اليوم تحولاً كبيراً يعيد لسرد القصص الخليجية مكانته، ويأسر المشاهدين في المنطقة وحول العالم بهويته الأصيلة، هذه النقلة النوعية تعيد تشكيل ملامح المشهد الترفيهي في الشرق الأوسط وتفتح الطريق لإبراز القصص المحلية بطريقة تعكس أصالتها وجمالها.
الأصالة والتمثيل الثقافي.. قصصنا صنع أيدينا
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
دائماً ما تعاني الثقافة الخليجية مع تصويرها بشكل مضلل عبر وسائل الإعلام التقليدية، ويتيح ظهور الإنتاجات المحلية أمامنا الفرصة لرؤية أفراد مجتمعنا يسردون قصصنا كما هي وبصورة تعكس تجارب حياتنا بكل واقعية، وتتجاوز هذه الأعمال الأنماط التقليدية، لتُرينا شخصياتٍ من وحي الواقع، تجسّد طموحاتنا وآمالنا وصراعاتنا، ما يعكس التعدد الثقافي والواقع الاجتماعي، ويكفل سرد القصص الخليجية تسليط الضوء على الثقافة المحلية بمختلف جوانبها، سواء كانت تدور حول الهوية المعاصرة أو العلاقات الأسرية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
بروز المواهب المحلية.. نهضة إبداعية
يُعد بروز المواهب المحلية أمام الكاميرات وخلفها أحد أهم جوانب هذا التحول في السرد القصصي، فقد أتاح للكتّاب والمخرجين والممثلين والمنتجين من المنطقة الحصول على منصة يستحقونها، والتي تتيح لهم فرصة خلق قصصٍ تعكس روح الثقافة الخليجية، هذا الازدهار الإبداعي يؤكد أن الشرق الأوسط ليس مجرد سوق للمحتوى العالمي، إنّما هو مصدر للقصص ذات القيمة الفنية، كما أن تزايد المواهب المحلية يعكس تطور القطاع واحتياجه لمزيد من المبدعين وأصحاب المهارات الأصيلة التي تسهم في صناعة محتوى بطابع خاص.
قصص الخليج تجذب العالم.. رابط عالمي
رغم ارتباطها العميق بالمنطقة، تتسم الإنتاجات الخليجية بمواضيعها العالمية، ومع انتشار منصات البث الرقمي، أصبح من الممكن لمحتوى المنطقة أن يتجاوز حدود الشرق الأوسط ليصل إلى مختلف الثقافات العالمية التي تتشارك في موضوعات مثل الطموح وصراعات النفوذ، ما يزيد من جاذبية القصص الخليجية وقدرتها على نيل إعجاب المشاهدين من مختلف أنحاء العالم، كما هي الحال مع نجاح الأعمال الدرامية من كوريا الجنوبية وإسبانيا، فإن الإنتاجات الخليجية اليوم تملك القدرة على تحقيق النجاح نفسه في الساحة العالمية.
تنويع الأنواع الفنية.. أكثر من مجرد سرد قصصي تقليدي
هيمنت الأعمال التاريخية والدرامية على مشهد الترفيه في الشرق الأوسط، إلا أن هناك حاجة لتطوير المحتوى ليتماشى مع التغيرات في تفضيلات الجمهور، واليوم نشهد تنوعاً ملحوظاً في الأنواع الفنية، من التشويق والكوميديا إلى الدراما النفسية والمسلسلات الخيالية التي بدأت تحظى بشعبية كبيرة، تقدم هذه الأعمال المعاصرة وجهات نظر جديدة، بالإضافة إلى كسرها حدود الأنماط التقليدية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك مسلسل الفاشنيستا، أول مسلسل قصير محلي من إنتاجات +OSN الأصلية، الذي حقق نجاحاً باهراً بفضل تطرقه إلى مواضيع مثل الطموح والسلطة والهوية في عالم الأزياء الخليجية، هذا التحول نحو الأنواع الفنية المتنوعة يساعد على الحفاظ على اهتمام المشاهدين ويبرز إمكانيات السرد القصصي في الخليج.
سلوكيات المشاهدين وتغيّر التفضيلات.. طلب على المحتوى المحلي عالي الجودة
من المؤكد أن سلوكيات المشاهدين قد تغيرت، فقد أصبحوا أكثر وعياً، وزاد تأَثُرهم بالمحتوى الذي يعكس حياتهم وطموحاتهم، كما أنهم اليوم يبحثون عن محتوى عالي الجودة يعبر عن تجاربهم الشخصية بطريقة تجذب اهتمامهم وتؤثر فيهم، ويعد نجاح الإنتاجات الخليجية في جذب الجمهور مؤشراً واضحاً على تزايد الطلب على القصص المحلية، التي يتم إنتاجها وفق معايير عالمية، ما يعكس سعي المنطقة للتميز في تقديم محتوى يتنافس عالمياً.
فصل جديد لقطاع الترفيه في الشرق الأوسط
إن صعود السرد القصصي الخليجي ليس مجرد ظاهرة مؤقتة، بل هو تغير كبير يعيد تشكيل مشهد الترفيه في المنطقة، وسيشهد القطاع زيادة استثمارات منصات البث في الروايات المحلية، وتزايد الطلب على المحتوى المحلي، فنحن على أعتاب مرحلة جديدة ستسهم في تقديم قصص الخليج للعالم بأسلوب يعكس أصالتها وقيمتها.
تم إعداد هذه المقالة لصالح CNN الاقتصادية، والآراء الواردة فيها تمثّل آراء الكاتب فقط ولا تعكس أو تمثّل بأي شكل من الأشكال آراء أو وجهات نظر أو مواقف شبكة CNN الاقتصادية.