ترامب وماسك

ترامب وماسك
علي حمودي clock

علي حمودي

خبير اقتصادي , الرئيس التنفيذي لشركة ATA Global Horizons

من الطبيعي، بل ومن الطبيعي جداً، أن العديد من الأفراد الذين عملوا عن كثب مع الرئيس ترامب ولصالحه، لا يدومون طويلاً، ويواجهون تحديات متنوعة، وكثيراً ما تنتهي علاقاتهم برحيلهم مصحوباً بالجدل وتبادل الإهانات.

كيف اشتعلت علاقة ترامب وماسك؟

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

انطلق تحالف دونالد ترامب وإيلون ماسك كصاروخ سبيس إكس، كان مشحوناً للغاية، وارتفع عالياً، ثم انفجر.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

بلغت ذروة الانهيار المذهل يوم الخميس عندما هدد ترامب بإلغاء عقود ماسك الحكومية، وادعى ماسك أن إدارة ترامب لم تنشر جميع السجلات المتعلقة بقضية جيفري إبستين الجنسية لأن ترامب مذكور فيها.

حتى إن رائد الأعمال في مجال التكنولوجيا نشر منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي يدعو فيه إلى عزل ترامب، وانتقد بشدة التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس، متوقعاً ركوداً اقتصادياً هذا العام.

اندلع الخلاف الفوضوي بين رئيس الولايات المتحدة وأغنى رجل في العالم على منصتي التواصل الاجتماعي الخاصة بكل منهما، بعد أن سُئل ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض مع الزعيم الألماني الجديد عن انتقادات ماسك لمشروع قانون الإنفاق.

كان ترامب قد التزم الصمت إلى حد كبير، بينما كان ماسك يثور غضباً على مدار الأيام القليلة الماضية على منصته الاجتماعية «إكس»، مندداً بما يُسمى «مشروع القانون الكبير الجميل»، لكن ترامب ردّ عليه يوم الخميس في المكتب البيضاوي، قائلاً إنه «يشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه ماسك».

ردّ ماسك على وسائل التواصل الاجتماعي فوراً، ترامب، الذي كان من المفترض أن يقضي يوم الخميس في مناقشة إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا مع المستشار الألماني فريدريش ميرز، زاد من حدة التوتر عندما لجأ إلى شبكته الاجتماعية الخاصة، «تروث سوشيال»، وهدد باستخدام الحكومة الأميركية لضرب أرباح ماسك من خلال مهاجمة العقود التي تحتفظ بها شركته للإنترنت «ستارلينك» وشركة الصواريخ «سبيس إكس».

كتب ترامب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي: «أسهل طريقة لتوفير المال في ميزانيتنا، مليارات الدولارات، هي إنهاء الدعم الحكومي وعقود إيلون ماسك».

ردّ ماسك سريعاً على «إكس»: «هيا، أسعدني».

بعد ساعات، أعلن ماسك أن سبيس إكس ستبدأ بتفكيك المركبة الفضائية التي استخدمتها لنقل رواد الفضاء والبضائع إلى محطة الفضاء الدولية لصالح ناسا.

كما صرّح ماسك، دون تقديم دليل على كيفية معرفته بهذه المعلومات، بأن ترامب «موجود في ملفات إبستين، هذا هو السبب الحقيقي لعدم نشرها، أتمنى لك يوماً سعيداً يا ترامب!».

انكشف الخلاف المتفاقم كما بدأت علاقتهما - بسرعة، وكثافة، وبشكل علني للغاية، وسرعان ما أثّر ذلك على ماسك مالياً.

بعد أن بدأ ترامب بانتقاد ماسك، انخفضت أسهم شركته للسيارات الكهربائية تسلا بأكثر من 14%، ما أدى إلى انخفاض قيمة تسلا السوقية بنحو 150 مليار دولار. وخسر ماسك نحو 20 مليار دولار من حصته الشخصية في تسلا.

أعتقد أن السؤال الآن هو إلى أين يتجه الخلاف تالياً، قد يجد الجمهوريون في الكونغرس صعوبة أكبر في دعم مشروع قانون ترامب الضريبي، حيث يوفر ماسك غطاء بلاغياً، وربما مالياً، لمن يخالفونهم الرأي.

وقد هدد ترامب بالفعل بإلغاء عقود ماسك الحكومية، لكنه قد يستهدف أيضاً حلفاءه المتبقين من حزب دوغ في الإدارة، أو يعيد فتح تحقيقات عهد بايدن في تعاملات ماسك التجارية.

لذا أعتقد أن كل شيء مطروح الآن:

على أقل تقدير، يبدو أن الديمقراطيين سعداء بالوقوف متفرجين في الوقت الحالي، وترك الرجلين يتبادلان الضربات. إلى أن يتخلى ترامب وماسك عن هذا الصراع، من المرجح أن يطغى الضجيج على كل شيء آخر في السياسة الأميركية.

لكنني لا أتوقع أن ينتهي هذا الخلاف قريباً، والمختلف والمهم والمثير الآن عمّن عمِلَ مع ترامب في السابق وفارقه متخاصماً، إن الخلاف الآن هو مع أغنى رجل في العالم والذي يملك أشهر منصة تواصل اجتماعي في العالم ولديه الكثير الوسائل والإمكانيات التي من الممكن أن تُغضب ترامب وتزيد من حدة ردة الفعل من الطرفين.

كتب ماسك على موقع «أكس»

لم يتبقَّ لترامب سوى ثلاث سنوات ونصف كرئيس، لكنني سأبقى في السلطة لأكثر من أربعين عاماً، أيامٌ مثيرةٌ قادمة وقد تكون مدهشة في هذا الفصل من رئاسة ترامب!

تم إعداد هذه المقالة لصالح CNN الاقتصادية، والآراء الواردة فيها تمثّل آراء الكاتب فقط ولا تعكس أو تمثّل بأي شكل من الأشكال آراء أو وجهات نظر أو مواقف شبكة CNN الاقتصادية.