فرض تسعير على متحف اللوفر.. حل اقتصادي أم تهديد للسياحة؟

زيادة أسعار اللوفر.. هل تُنقذ المتحف أم تُبعد السياح؟ (شترستوك)
فرض تسعير على متحف اللوفر.. حل اقتصادي أم تهديد للسياحة؟
زيادة أسعار اللوفر.. هل تُنقذ المتحف أم تُبعد السياح؟ (شترستوك)

واجهت فكرة زيادة أسعار دخول السياح من خارج الاتحاد الأوروبي إلى متحف اللوفر، التي اقترحتها وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، انتقادات حادة وتساؤلات حول التطبيق العملي.

يأتي ذلك وسط مشكلات هيكلية يعانيها المتحف الذي استقبل 8.7 مليون زائر عام 2024، 80 في المئة منهم سياح أجانب، بينهم 13 في المئة أميركيون.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وتكشف التحذيرات التي أطلقتها رئيسة متحف اللوفر ومديرته لورانس دي كار كشفت عن تحديات كبيرة تواجه المتحف، أبرزها تسرب المياه، الفيضانات، تقادم المعدات، ومشكلات التحكم في درجات الحرارة، التي تهدد سلامة الأعمال الفنية.

ويُقدّر أن إصلاح هذه المشكلات يتطلب مئات الملايين من اليوروهات، في وقت يعاني فيه المتحف ميزانية هشة تستلزم دعماً حكومياً عاجلاً.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

التسعير التفاضلي.. نقاشات ومعضلات

اقترحت داتي اعتماد سياسة تسعير تفاضلية بدءاً من يناير كانون الثاني 2026، بحيث يُفرض على السياح الأجانب رسوم دخول أعلى مقارنة بالزوار المحليين والأوروبيين.

وأشارت الوزارة إلى أن هذه السياسة تُطبّق بالفعل في دول مثل الولايات المتحدة، إيطاليا، المغرب، وكمبوديا.

لكن هذا الاقتراح أثار انتقادات واسعة، ووصفت مؤسسات متحفية كبرى – رفضت الكشف عن هويتها – الخطة بأنها «متسرعة» وتنطوي على تعقيدات كبيرة في التنفيذ، مشيرة إلى تحديات مثل التحقق من الهويات، والتعامل مع مزدوجي الجنسية، والأزواج والمجموعات السياحية المختلطة.

من جانبها، دافعت فرانسواز بن حمو، خبيرة الاقتصاد الثقافي، عن الفكرة من منطلق اقتصادي، مشيرة إلى أن الزوار القادمين من أماكن بعيدة لن يعترضوا على الأسعار الأعلى، لكنها أكدت أهمية تنفيذ تجريبي للخطوة لضمان نجاحها.

على جانب آخر، اعتبر ممثل الاتحاد العمالي العام في متحف اللوفر، كريستيان غالاني، أن التسعير التفاضلي يتعارض مع مبدأ المساواة في الوصول إلى الثقافة، ويعزّز التمييز بين الزوار.

أزمة التمويل والخطط المستقبلية

يواجه متحف اللوفر تراجعاً في إعانات الدولة التي انخفضت من 111 مليون يورو في 2022 إلى 96 مليون يورو في 2024، مقابل زيادة طفيفة في موارده الخاصة.

وعلى الرغم من عائدات العلامة التجارية للمتحف، بما في ذلك فرعه في أبوظبي، فإن التحديات المالية لا تزال قائمة.

في غضون ذلك، يخطط المتحف لإنشاء مدخل جديد لتخفيف الازدحام عند مدخل الهرم المصمم في الأصل لاستقبال 4 ملايين زائر سنوياً.

كما تشمل المشاريع إنشاء قسم للفنون البيزنطية والمسيحية الشرقية، وتحسين المرافق العامة مثل المطاعم والمراحيض.

ومن المتوقع أن يزور الرئيس إيمانويل ماكرون متحف اللوفر الثلاثاء المقبل لمناقشة حالته المتدهورة والخطط المستقبلية لدعمه، في خطوة قد تسلط الضوء على مستقبل الثقافة في فرنسا وسط التحديات الاقتصادية والتكنولوجية.

(أ.ف.ب).