قفزة في عائدات السياحة المغربية 2024 وسط خطط طموحة للنمو

قفزة في عائدات السياحة المغربية 2024 وسط خطط طموحة للنمو

تواصل الحكومة المغربية جهودها الحثيثة لتعزيز قطاع السياحة بعد التعافي من تداعيات جائحة كورونا، حيث شهد القطاع خلال عام 2024 نمواً ملحوظاً في عدد السياح والإيرادات، رغم استمرار الحاجة إلى تحسينات تضمن استدامة هذا النجاح.

أرقام قياسية في عدد السياح والعائدات

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

حقق المغرب قفزة نوعية في أعداد السياح، حيث استقبل 17.4 مليون زائر في 2024، بزيادة 20% على العام السابق الذي سجل 14.5 مليون سائح، وشكّل المغاربة المقيمون بالخارج نحو نصف العدد الإجمالي للوافدين.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

أما على مستوى العائدات، فقد ارتفعت إيرادات السياحة إلى 112 مليار درهم، مسجلة نمواً بنسبة 7% مقارنة بعام 2023، وزيادة كبيرة بلغت 43% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة في 2019.

ويسهم قطاع السياحة بنسبة 7% من الناتج المحلي الإجمالي المغربي، ويعد مصدراً رئيسياً للعملة الصعبة إلى جانب تحويلات المغاربة في الخارج.

خارطة طريق طموحة نحو 2030

وضعت الحكومة المغربية خطة استراتيجية للفترة 2023-2026 تهدف إلى استقطاب 26 مليون سائح بحلول عام 2030، مستفيدة من استضافة المملكة لكأس العالم المشتركة مع إسبانيا والبرتغال.

وقد أطلقت الحكومة العديد من المبادرات لتعزيز القطاع، بما في ذلك توسيع شبكة الخطوط الجوية منخفضة التكلفة، والترويج لوجهات سياحية جديدة، وإعادة فتح وتجديد الفنادق التي أغلقت بسبب الجائحة أو الأزمات المالية، كما خصص المغرب في عام 2022 دعماً مالياً طارئاً للقطاع بقيمة ملياري درهم (200 مليون دولار).

عوامل النمو والتحديات

يرى خبراء أن عدة عوامل أسهمت في انتعاش السياحة، أبرزها فتح المجال الجوي أمام شركات الطيران منخفضة التكلفة، ما أدى إلى وصول 11.8 مليون سائح جواً، كما عززت مشاركة المنتخب المغربي في كأس العالم 2022 الاهتمام الدولي بالمغرب، حيث شهدت عمليات البحث عن "المغرب" على محرك غوغل قفزة غير مسبوقة من 500 ألف عملية بحث سنوياً إلى 13 مليون عملية خلال شهر واحد.

رغم هذه الإنجازات فلا تزال هناك تحديات، فقد أكد الخبير السياحي زبير بوحوت أن العائدات السياحية بلغت بالكاد 11 مليار دولار، وهو رقم متواضع مقارنة بإسبانيا التي حققت 130 مليار دولار من السياحة في 2024 بعد استقطاب 94 مليون سائح.

وأشار بوحوت إلى ضرورة تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية السياحية والتركيز على جودة الخدمات وتنويع العروض السياحية، مثل سياحة الأعمال والترفيه والتكنولوجيا.

رهان على الفعاليات الكبرى

يستعد المغرب لاستضافة أحداث رياضية كبرى، مثل كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، ما يسهم في تعزيز مكانته كوجهة سياحية عالمية. ويجري العمل على بناء ملعب جديد في الدار البيضاء بسعة 115 ألف متفرج، ليكون الأكبر من نوعه عالمياً.

ورغم أهمية هذه الأحداث، يحذر الخبراء من المبالغة في الاعتماد عليها كعامل رئيسي لنمو السياحة، فبحسب بوحوت، فإن استضافة كأس العالم لا تجلب السياح بشكل مباشر، ولكنها تخلق اهتماماً عالمياً بالمغرب يجب استثماره من خلال سياسات جاذبة للمستثمرين وتحسين جودة الخدمات السياحية.

تعكس النتائج الحالية مدى نجاح الجهود الحكومية، لكنها تؤكد أيضاً الحاجة إلى مزيد من الإصلاحات لضمان استدامة النمو، ويرى محمد بامنصور، رئيس الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي، أن المغرب يحتاج إلى تعزيز الإطار القانوني للاستثمار السياحي، مع التركيز على تحسين جودة الخدمات والتدريب المهني.

كما دعا الخبراء إلى تنويع المنتجات السياحية عبر تطوير سياحة المؤتمرات والأعمال والتكنولوجيا، بالإضافة إلى تنظيم مهرجانات دولية تسهم في جذب المزيد من الزوار وتعزيز مكانة المغرب كوجهة سياحية متكاملة.

بهذه الاستراتيجية المتكاملة، يمكن للمغرب أن يحقق طموحاته في أن يصبح ضمن أفضل 15 وجهة سياحية عالمية بحلول 2030، مستفيداً من زخم الأحداث الرياضية والاستثمارات المتزايدة في القطاع.