دبي تواصل كسر الأرقام القياسية في السياحة بـ18.72 مليون زائر عام 2024

مدينة دبي (صورة أرشيفية)
القطاع العقاري في دبي
مدينة دبي (صورة أرشيفية)

أعلنت دبي عن استقبال أكثر من 18.72 مليون زائر دولي خلال عام 2024، بزيادة قدرها 9 في المئة مقارنة بعام 2023، الذي استضافت فيه 17.15 مليون زائر دولي، لتواصل تسجيل أرقام قياسية في كل عام.

وأكد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن النمو المطّرد الذي يشهده قطاع السياحة في دبي هو نتاج رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لمستقبل اقتصاد الإمارة والتي ترجمتها «أجندة دبي الاقتصادية D33» بأهداف طموحة، منها تأكيد مكانة دبي كمدينة عالمية رائدة للأعمال والترفيه، وواحدة من أفضل مدن العالم للزيارة والعيش والعمل.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وأضاف الشيخ حمدان بن محمد بن راشد «النتائج القوية لقطاع السياحة تؤكد التنامي المستمر لمكانة دبي على خريطة السياحة الدولية كوجهة مفضلة للزوار من كل أنحاء العالم، وتأتي كإنجاز جديد يضاف إلى سجل إنجازات دبي في جميع القطاعات، الثقة العالمية في دبي كمدينة جديرة بالزيارة هي ثمرة رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ونتيجة لتضافر الجهود والتعاون البنّاء بين القطاعين العام والخاص والشركاء المحليين والدوليين».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وتابع «رؤيتنا واضحة وهدفنا ثابت في تحقيق الريادة واستمرار تصدّر دبي للمشهد السياحي العالمي، وترسيخ مكانتها كوجهة عالمية رائدة، ومستمرون في العمل مع شركائنا لتصبح المدينة الأكثر استقطاباً للزوار الدوليين في العالم، شكراً لكل من شارك في هذا الإنجاز، وأدعو الجميع لمضاعفة العمل نحو مستويات جديدة من النجاح والاستفادة من تنوع الأسواق المستهدفة لتعزيز مساهمة قطاع السياحة كرافد رئيسي لاقتصاد دبي».

النتائج القوية لقطاع السياحة

وتعكس هذه النتائج القوية المشجّعة رؤية القيادة الرشيدة لنمو قطاع السياحة، كما تتماشى مع مستهدفات أجندة «دبي الاقتصادية D33» لمضاعفة حجم اقتصاد الإمارة بحلول عام 2033، وتعزيز مكانتها كمدينة عالمية رائدة للأعمال والترفيه، فضلاً عن استمرار جاذبية قطاع السياحة للاستثمار إلى جانب قطاعات أخرى لا سيما في ظل محافظة دبي على مركزها الأول عالمياً في جذب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في النصف الأول من عام 2024، وذلك وفقاً لبيانات «فايننشال تايمز– إف دي آي ماركتس»، وأيضاً الإعلان عن مشاريع بنية تحتية رئيسية، مثل توسعة مطار آل مكتوم الدولي، والتي ستسهم بدورها في النمو الاستراتيجي، وتحسين التجارب المتاحة لسكان وزوّار المدينة على حد سواء.

وكشفت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي عن أحدث الإحصاءات الخاصة بأعداد الزوار الدوليين وأداء ومؤشرات قطاع الضيافة لعام 2024، وذكرت أنه وفي إطار رؤية ودعم القيادة الرشيدة، كانت الشراكات المحلية والدولية البناءة، إلى جانب الحملات التسويقية العالمية المبتكرة والمستهدفة لشرائح متنوعة، وأيضاً الأحداث الكبرى التي استضافتها المدينة، من العوامل الرئيسية التي أسهمت في تحقيق أرقام قياسية خلال عام 2024، وهو ما عزز سمعة المدينة كواحدة من أبرز وجهات السفر في العالم، وأكد النهج الاستراتيجي الناجح المتبع نحو تنمية القطاع، والاستثمار في البنية التحتية وكذلك في المواهب لتلبية الطلب المتزايد.

وجهة جاذبة بمقومات هائلة

وواصلت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي التعاون والتنسيق مع شركائها في القطاعين العام والخاص لتطوير وتعزيز العروض المتنوعة في المدينة، وكذلك الاستفادة من البنية التحتية المتطورة التي تتمتع بها، وتقديم خدمات راقية واستثنائية للضيوف في مختلف مراحل رحلاتهم، فضلاً عن التركيز على تلبية مختلف الأذواق والميزانيات؛ وتوافق ذلك مع النهج الذي تتبناه الدائرة والمتمثل في استراتيجية تنويع الأسواق والتي كانت فعّالة وناجحة في أكثر من 60 دولة، وأسهمت جميعها في تحقيق هذا الأداء المتميز لدبي في قطاع السياحة خلال 2024.

وحرصت الدائرة على مد جسور التعاون مع الشركاء والجهات المعنية المحلية وأكثر من 3000 شريك دولي، لتستعرض من خلال الأنشطة والحملات التسويقية التي تنفذها على مدار العام المقومات والعروض التي تتميز بها دبي ليس لجعلها المدينة المفضلة للزيارة فحسب، بل أيضاً الوجهة التي تستقطب الراغبين في الإقامة بها من مختلف أنحاء العالم.

واستطاعت دبي من خلال موقعها الاستراتيجي بين الشرق والغرب، وسهولة الوصول إليها من مختلف الوجهات العالمية، أن تجذب شرائح متنوعة من الزوار الدوليين من مختلف أنحاء العالم، وهو ما عكسته الإحصاءات الخاصة بمصادر الزوار إلى دبي حسب المنطقة الجغرافية، حيث أسهمت دول شمال شرق وجنوب شرق آسيا بنسبة نمو فاقت 24 بالمئة، تلتها إفريقيا بنسبة نمو بلغت نحو 20 بالمئة، ورابطة الدول المستقلة وأوروبا الشرقية بأكثر من 16 بالمئة، وشهدت نسبة الزوار من أوروبا الغربية نمواً بنحو 14 بالمئة، وحافظت على مركزها كأكثر المناطق الجغرافية التي تصدِّر الزوّار إلى دبي.

وقال هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، إن الأداء الاستثنائي لقطاع السياحة في دبي خلال عام 2024 هو دليل على الرؤية الثاقبة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وكذلك يتماشى مع مستهدفات أجندة «دبي الاقتصادية D33» الرامية إلى جعلها أفضل مدينة في العالم للعيش والعمل والزيارة.

وأكد أن دبي استطاعت تحقيق معدلات نمو قياسية في قطاع السياحة للعام الثاني على التوالي، وذلك بعد أن استعادت مسارها التصاعدي الذي كانت تسير عليه لسنوات قبل الجائحة العالمية، إذ تغلبت على العديد من التحديات العالمية، من خلال التخطيط الدقيق وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات الديناميكية والمرنة.

وقال إن هذا الإنجاز جاء كركيزة أساسية لاستراتيجية النمو المتنوعة التي تتبناها المدينة، والتي تعزز الأهداف المتكاملة لأجندة «دبي الاقتصادية D33» من خلال استقطاب المواهب، وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر، وتعزيز القدرة التنافسية العالمية للشركات العاملة ضمن منظومة دبي.

وأوضح أن دبي تتميز بقدرتها على التكيف والابتكار، وهو ما يحدد مسارها الاقتصادي، ويدعم ذلك كله مجموعة من القطاعات، وقدرة المدينة على ربط مجموعة من الوجهات العالمية، ووجود منظومة ملائمة للأعمال بشكل متزايد، كما عزز التطوير المستمر للبنية التحتية على مستوى عالمي، والاستثمار المتواصل في زيادة القدرة الاستيعابية مكانة دبي كوجهة عالمية رائدة في مختلف القطاعات الحيوية.

وأشار إلى أن دبي ومع تطلعها لعام 2025، تواصل رسم مسارات نمو جديدة من خلال الابتكار لتجاوز السياحة التقليدية، وتعزيز فرص الاستثمار ذات التأثير الواضح، ورعاية ريادة الأعمال، واستقطاب المواهب العالمية، من أجل تعزيز مكانة الإمارة ليس فقط كوجهة مفضلة للزيارة، ولكن أيضاً كلاعب رئيسي ومهم في الريادة الاقتصادية العالمية والابتكار.

منشآت فندقية جديدة

وأسهمت الفنادق بشكل كبير في هذا الأداء المميز للمدينة، باعتبارها عنصراً مهماً لتعزيز التجارب، إذ شهدت السعة الفندقية نمواً لتلبية متطلبات كل من الضيوف وكذلك الجهات المعنية في قطاع الضيافة على حد سواء، وفي ظل افتتاح منشآت فندقية مميزة مثل «ون آند أونلي ون زعبيل» و«سايرو ون زعبيل» و«ذا لانا» من مجموعة «دورشيستر كوليكشن»، فقد بلغ عدد الغرف الفندقية المتاحة في دبي مع نهاية شهر ديسمبر الماضي 154.016 غرفة في 832 منشأة، مقارنة بـ150,291 غرفة فندقية في 821 منشأة في عام 2023، وهو ما يجعل دبي تتقدم بشكل واضح على مدن رئيسية مثل نيويورك، وبانكوك، وباريس، وسنغافورة، وذلك وفقاً لبيانات مؤسسة «إس تي آر»، المتخصصة في الأبحاث والاستشارات الفندقية.

وستسهم المشاريع السياحية الجديدة التي ستفتح أبوابها خلال الفترة المقبلة، مثل منتجع «جميرا مرسى العرب» وفندق «ماندارين أورينتال وسط مدينة دبي»، في ضمان مواكبة المدينة للطلب المتزايد على الإقامة في منشآتها الفندقية سواء من الزوار الدوليين أو المقيمين.

وتحظى فنادق دبي بتقدير عالمي بسبب جودة ومستوى الضيافة المميز الذي تقدمه، حيث تمكن فندق «ذا لانا» في عامه الأول من أن يحلّ في المركز الـ23 ضمن قائمة أفضل 50 فندقاً في العالم لعام 2024، بينما حلّ «أتلانتس ذا رويال» في المركز التاسع في عامه التشغيلي الثاني.

مؤشرات الضيافة

وحافظت مؤشرات الضيافة على أدائها المرتفع خلال عام 2024، حيث ارتفعت نسبة متوسط الإشغال الفندقي في دبي إلى 78.2 بالمئة، مقارنة بـ77.4 بالمئة للفترة المماثلة من عام 2023، بينما ارتفع عدد الليالي الفندقية المحجوزة إلى 43,03 مليون ليلة، بنسبة نمو 3 بالمئة مقارنة بـ41,70 مليون في عام 2023.

أما معدل السعر اليومي فقد عكس التزام قطاع الضيافة بتلبية جميع الميزانيات والأذواق، ووصل إلى 538 درهماً مرتفعاً بشكل طفيف على عام 2023 الذي سجل فيه 536 درهماً.

وبحسب بيانات «إس تي آر»، فقد قدمت فنادق دبي قيمة أكبر من مدن شهيرة مثل باريس، ونيويورك، ولندن، وسنغافورة، بينما بلغ متوسط العائدات من الغرف المتوفرة 421 درهماً في عام 2024 بزيادة قدرها 2 بالمئة على ما سجله في عام 2023 والبالغ 415 درهماً.

وقال عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، إنّ الأداء المتميّز لقطاع السياحة في دبي خلال عام 2024 يعكس التوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة، والالتزام المتواصل، والجهود المشتركة مع شركائنا والجهات المعنية، مشيراً إلى أن الاستراتيجية التسويقية، التي ارتكزت على إطلاق حملات عالمية متخصصة ومتنوعة أسهمت في استعراض أفضل ما يمكن أن تقدمه المدينة لزوارها، كما وفرت الشراكات المتميزة مع علامات تجارية وشخصيات مهمة من القطاعين العام والخاص الفرصة للوصول إلى شرائح أخرى من الجمهور المستهدف في العديد من الأسواق، فضلاً عن الترويج لدبي كمركز رائد للأعمال والترفيه والابتكار.

وأضاف كاظم أن هذه العلاقات القوية كثّفت جهودنا حول العالم، لتجعل من دبي الوجهة المفضلة للزيارة سواء للمسافرين لأول مرة أو الزوار المتكررين، كما أنها جعلت الكثير منهم يفكر في الانتقال إلى دبي للإقامة والعيش بها، مشيراً إلى أن شعور الانتماء الحقيقي للمقيمين في المدينة ممن يمثلون جاليات أكثر من 200 جنسية أسهم في دعوتهم لأقربائهم وأصدقائهم لزيارة الإمارة والاستمتاع بالتجارب التي توفرها.

وأضاف «في الوقت الذي نستثمر فيه هذا الزخم والبناء عليه خلال عام 2025، فإننا ملتزمون بالحفاظ على تقديم أرقى معايير الخدمة والابتكار المستمر لتجاوز التوقعات، سواء للذين يزورون المدينة لأول مرة، أو للضيوف وسكان المدينة الذين يستكشفونها ويستمتعون بأسلوب الحياة المميز بها».

شراكات استراتيجية وحملات تسويقية

وأطلقت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي وبدعم من شركائها الرئيسيين والجهات المعنية، حملات تسويقية عالمية مبتكرة، ركّزت من خلالها على المقوّمات التي تتمتّع بها المدينة والعروض التي تقدمها، وجاذبيتها لتحافظ على مكانتها في أذهان الراغبين في السفر من شتى أنحاء العالم.

وشملت الحملات العالمية البارزة في عام 2024 (?Dubai, What’s Not To Love)، والتي عززت مكانة المدينة كوجهة مفضلة للزيارة خلال فصل الشتاء، في حين اتخذت الحملة الأخيرة نهجاً جديداً وهي بعنوان (If You Go, You Know)، حيث استعرض المقيمون في دبي المعالم والتجارب المفضلة لديهم فيها، لتشجيع مواطنيهم على زيارتها والاستمتاع بكل ما يمكن أن تقدمه لهم، فيما شملت الحملات المخصصة لأسواق محددة مثل (Dubai: A Whole New You)، والتي ضمت ثنائي بوليوود الأب سيف علي خان والابنة سارة، إلى جانب (?Dubai: Who’s Ready) بمشاركة الممثلين الكوريين بارك شين هيه وبارك هيونغ سيك من مسلسل «Doctor Slump» على نتفليكس.

وإلى جانب إطلاق الحملات التسويقية العالمية، عقدت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي عدة شراكات إستراتيجية لاستعراض مقومات وعروض المدينة، وهو ما أسهم في نمو أعداد الزوار، وتعزيز التجارب السياحية بشكل أكبر؛ فعلى سبيل المثال، وقعت الدائرة خلال عام 2024 اتفاقيات استراتيجية مع طيران الإمارات، وفنادق ومنتجعات آي إتش جي، وهيلتون، ومجموعة إعمار للضيافة، وكان الهدف منها جميعها الارتقاء بتجربة الزوار في المدينة، فضلاً عن الاستفادة من الانتشار الواسع لهذه العلامات التجارية العالمية بين المسافرين المحتملين.

كما تعاونت الدائرة مع شخصيات عالمية شهيرة، مثل المغني الكولومبي جيه بالفين، الذي صور مقطعي فيديو موسيقيين في المدينة، وكذلك اليوتيوبر الأميركي مستر بيست، إلى جانب العديد من الشخصيات التي تتمتع بحضور جماهيري كبير وإنشاء محتوى جذاب.

وحصد قطاع السياحة في دبي خلال عام 2024 العديد من الجوائز العالمية التي تؤكد أداءه الاستثنائي ومكانته الرائدة على الساحة العالمية، فقد تم اختيار دبي كأفضل وجهة للتسوق وأفضل وجهة للمعارض في الدورة الـ31 من حفل جوائز السفر العالمية الذي أقيم في شهر نوفمبر 2024، كما حاز ميناء راشد لقب أفضل ميناء عالمي للسفن السياحية، في حين تصدر مطار دبي الدولي قائمة أفضل المطارات العالمية، وتصدّر مطار دبي الدولي قائمة أكثر المطارات الدولية إشغالاً عالمياً طوال 10 سنوات، وذلك وفقاً لإحصاءات مجلس المطارات الدولي لعام 2023.. واستكمالاً لهذا الإنجاز، استقبل المطار في عام 2024 نحو 92.3 مليون مسافر.