في مهرجان برلين السينمائي، سلطت النجمة الأميركية الحائزة على الأوسكار، جيسيكا شاستين، الضوء على الطابع السياسي العميق لفيلمها الجديد «أحلام» (Dreams) الذي يحكي قصة راقص باليه مكسيكي يحلم بالانتقال إلى الولايات المتحدة، يتزامن عرض الفيلم مع ولاية دونالد ترامب الثانية التي شهدت تصعيداً في سياسات الهجرة؛ ما يضفي على الفيلم بُعداً إضافياً في سياق الجدل الأميركي المكسيكي المستمر.
قصة حب محفوفة بالمخاطر
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
الفيلم الذي أخرجه المكسيكي ميشيل فرانكو، يروي قصة فيرناندو (إسحاق هيرنانديز)، راقص الباليه الشاب من مكسيكو سيتي، الذي يطمح إلى الشهرة العالمية، يؤمن فيرناندو أن حبيبته جينيفر (شاستين)، وهي اجتماعية ثرية تعيش في سان فرانسيسكو، ستساعده في تحقيق طموحاته، فيقرر الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة للوصول إليها.
في رحلة محفوفة بالمخاطر، يعبر فيرناندو الحدود داخل شاحنة مكتظة، وكاد أن يفقد حياته عندما تُرك على قارعة الطريق في يوم شديد الحرارة، لكنه سرعان ما يواجه واقعاً مختلفاً عند وصوله إلى سان فرانسيسكو، حيث يجد صعوبة في التأقلم مع عالم جينيفر النخبوي؛ ما يؤدي إلى تصاعد التوتر بينهما.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
رسالة سياسية في ظل سياسات ترامب
خلال مؤتمر صحفي سابق لعرض الفيلم في برلين، أكدت شاستين أن العمل «يتناول بشكل عميق العلاقة بين الولايات المتحدة والمكسيك»، ووصفت قصته بأنها «لا يمكن إنكار طابعها السياسي»، خاصة في ظل الأحداث الجارية.
تأتي هذه التصريحات في وقت صعّد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من سياساته تجاه الهجرة مع بداية ولايته الثانية في يناير، حيث أصدر سلسلة أوامر تنفيذية تهدف إلى إعادة تشكيل سياسة التعامل مع المهاجرين، خصوصاً من المكسيك، كما أعلن ترامب حالة الطوارئ الوطنية على الحدود، متوعداً بإرسال قوات لوقف ما وصفه بـ«الغزو الكارثي».
انعكاس معقد للعلاقات الأميركية-المكسيكية
المخرج ميشيل فرانكو، المعروف بأفلامه المثيرة للجدل مثل «النظام الجديد» و«مزمن» (Chronic)، أشار إلى أن العلاقة بين الشخصيتين في الفيلم تعكس العلاقة المعقدة بين البلدين، وقال: «العلاقة بين المكسيك والولايات المتحدة معقدة، فنحن بحاجة إلى بعضنا البعض، لكننا نستغل بعضنا أيضاً».
في الفيلم، تتخذ جينيفر قراراً مصيرياً للحفاظ على علاقتها بفيرناندو، مع محاولة التمسك بحياتها في سان فرانسيسكو، إلا أن تداعيات هذا القرار تأتي كارثية.
أدوار جريئة خارج القوالب التقليدية
شاستين، البالغة من العمر 47 عاماً، والتي عُرفت بأدوارها التي تحمل طابعاً نسوياً، وصفت تجربتها في تجسيد شخصية جينيفر بأنها «مغامرة شيّقة»، وأضافت: «لم أستطع تصفية الشخصية من خلال قناعاتي الأخلاقية أو السياسية، لأن ذلك كان سيغير القصة بالكامل».
وأكدت أنها تنجذب للأدوار التي تجسد شخصيات ترتكب الأخطاء وتتخذ قرارات مثيرة للجدل، قائلة: «لا يهمني إن كانت الشخصيات محبوبة أو لا، لكنني أريد أن تثير النقاش».
بهذا الطرح، يبدو أن «أحلام» ليس مجرد دراما رومانسية، بل نافذة على جدل سياسي مستمر حول الهجرة، خاصة في ظل ولاية ترامب الثانية؛ ما يجعله أكثر إثارة للجدل في هذا التوقيت الحساس.