على هامش منتدى الرياض الدولي الإنساني الذي عُقد في العاصمة السعودية قبل أيام من شهر رمضان، تؤكد نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كيلي كليمنتس، في مقابلة خاصة مع CNN الاقتصادية، أن الوضع في سوريا يقدم فرصاً، لكنه أيضاً يواجه تحديات، حيث يستمر اللاجئون في العودة من الدول المجاورة لكنهم أيضاً نزحوا داخلياً في سوريا.
وتتابع كليمنتس قائلة إن نحو 1,000,000 نازح داخلي عادوا الى ديارهم منذ ديسمبر، وعاد ما يقارب 300,000 لاجئ من الدول المجاورة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
يحتاج هؤلاء، بحسب كليمنتس، إلى دعم كبير في الأسابيع والأشهر القادمة وبعضهم على المدى الطويل، وهذا يعتمد على حالة مساكنهم سواء كانت الإصلاحات الصغيرة مطلوبة أو تم تدمير بعض المساكن بالكامل خلال السنوات الـ14 الماضية من الصراع.
مشيرة إلى أن اللاجئين يعانون من شح الموارد، ولا يمتلكون إلا بعض الأساسيات، وهم عاجزون عن تسجيل أطفالهم في المدارس والحصول على الخدمات الصحية وإيجاد طريقة لكسب العيش والحصول على الدعم، وهناك عدة طرق يمكن أن يساعد بها المجتمع الدولي السلطات المحلية لدعم العائلات العائدة، حسب قولها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وتعول كليمنتس على دعم المجتمع الدولي في هذا المجال مشيرة إلى حاجة ماسة إلى مليارات الدولارات لمساعدتهم.
وفي حديث عن مستجدات السودان، تقول كليمنتس إنه تم تهجير نحو 13 مليون شخص في العام ونصف العام الماضيين، معظمهم نازحون داخل السودان، خاصة في منطقة دارفور التي أصبحت منطقة صراع نشطة للغاية، ولكن هناك أيضاً نحو 3.5 مليون لاجئ نزحوا إلى الدول المجاورة.
الاحتياجات هائلة بحسب كليمنتس، وتشمل دعم الغذاء وبرامج الاستجابة لسوء التغذية التي هي في تزايد، والبرامج التي تتوجه إلى النساء والمراهقات بشكل خاص اللاتي تعرضن للعنف، بما في ذلك العنف الجنسي، وتترافق مع ذلك احتياجات صحية ودعم نفسي واجتماعي ضروري، وتؤكد كليمنتس أن الدعم ضروري، ولقد أسهمت دول مجلس التعاون الخليجي في ذلك، وفي مقدمتها السعودية والإمارات، كما قُدِّم الدعم من القطاع الخاص والمانحين، وقامت المفوضية بطلب مبلغ إجمالي قدره 6 مليارات دولار من المجتمع الدولي للاستجابة الإقليمية للاجئين، وكذلك خطة الاستجابة الإنسانية لتلبية تلك الاحتياجات والحماية والمساعدة داخل السودان لدعم نحو 25 مليون شخص.
أما اليمن، فلا يزال يعاني من أزمة إنسانية مع مرور عقد من الصراع وعدم الاستقرار، وتشير كليمنتس إلى أنه يمثل واحدة من أكبر وأعقد حالات الطوارئ الإنسانية في العالم.
وتضيف كليمنتس أن الأوضاع الإنسانية تستمر في التدهور مع الانهيار الاقتصادي، وانعدام الأمن الغذائي، والصدمات المناخية، والنقص المزمن في التمويل لحالة كانت صعبة لسنوات عديدة، فهناك نحو 19.5 مليون شخص، أي نحو 60% من سكان اليمن، يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية هذا العام 2025، وهذا زيادة بمقدار 1.3 مليون على عام 2024، وما يقارب 5 ملايين شخص ما زالوا نازحين داخلياً، العديد منهم قد نزحوا عدة مرات، وتم إجلاؤهم، ولم يتمكنوا من العودة بأمان، هذه حالة تتطلب استمرار الدعم والاهتمام من المجتمع الدولي، حسب كليمنتس.