من المقرر أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى اليوم الخميس، ومن المرجح أن يكون هذا آخر قرار متوقع يتخذه المركزي الأوروبي لفترة من الوقت، حيث تدفع الحروب التجارية وإعادة التسلح القارة إلى أكبر اضطراب في السياسة الاقتصادية منذ عقود.
فمع تحول التوقعات بوتيرة أسرع مما يمكن للنماذج الاقتصادية أن تضاهيها، وانقسام صناع السياسات بشكل متزايد حول الحاجة إلى المزيد من الدعم، سينصب التركيز على الإشارات التي يرسلها البنك المركزي الأوروبي حول التحركات المستقبلية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
تقترب الأسعار ببطء من مستوى لم يعد يقيد النمو الاقتصادي، وهو ما قد يبشر عادة بنهاية دورة التيسير.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
لكنّ هناك حرباً تجارية مع الولايات المتحدة تلوح في الأفق، والنمو يتضرر بالفعل حيث تقيد الشركات الاستثمار، خوفاً من أن يؤدي الصراع المطول إلى الإضرار بالطلب.
وفي الوقت نفسه، أعلنت كل من ألمانيا والمفوضية الأوروبية عن تغييرات تحويلية في القواعد المالية لتعزيز الإنفاق على الدفاع والبنية الأساسية، جزئياً، لتحل محل الدعم الأميركي، وهو تحول هائل يمكن أن يؤثر على النمو لسنوات.
وقال محللون في بنك أوف أميركا في مذكرة «هذا هو آخر خفض (سهل) لهم مع تنامي الخلاف، لا نعتقد أن التوجيهات ستتغير، لكننا نتوقع خلافاً متزايداً بين أعضاء مجلس الإدارة».
وسيكافح البنك المركزي الأوروبي لمواكبة التغير السريع في التوقعات.
ومن المرجح أن تُظهر توقعاته الاقتصادية الجديدة، استناداً إلى البيانات التي تم جمعها قبل أسابيع، نمواً أضعف ومسار تضخم أعلى قليلاً.
وقال ديفيد أونيجليا من تي إس لومبارد «ستكون هناك ضغوط لإبطاء تخفيف البنك المركزي الأوروبي، بسبب إعادة تصنيف النمو، على الرغم من أن تباطؤ الأجور والعمالة، والتأخر في تأثيرات السياسة المالية، وتصاعد التهديدات الجمركية الأميركية ضد الاتحاد الأوروبي، تُبقي على سعر الودائع أقل من 2% كحالة أساسية».
مصير السياسات التقييدية
والمفتاح الذي يجب البحث عنه يوم الخميس هو ما إذا كان البنك المركزي الأوروبي سيحافظ على لغته القائلة إن السياسة «تظل تقييدية» أو يتخلى عنها، وهو ما يشير إلى أن صناع السياسات يشعرون أنهم قريبون من تحقيق هدفهم.
ولكن حتى إزالة هذه العبارة لا يعني بالضرورة توقفاً مؤقتاً، بل قد يشير بدلاً من ذلك إلى مزيد من عدم اليقين ونقاش صاخب في الأسابيع التي تسبق اجتماع السياسة المقبل.
إن توقعات البنك المركزي الأوروبي تتضمن رهانات السوق على خفض أسعار الفائدة، لذا إذا كان التضخم لا يزال عند 2% بحلول نهاية العام، فإن خفض أسعار الفائدة مرتين أخريين سيظل الحالة الأساسية للبنك المركزي الأوروبي.
كما يشير إلى أن التيسير لديه مجال للاستمرار، تُظهر نماذج البنك المركزي الأوروبي أن سعر الفائدة على الودائع يتوقف عن تقييد النمو في نطاق 1.75% إلى 2.25%.
وهناك عنصر آخر يجب مراقبته وهو ما إذا كانت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد ستحافظ على موقفها بأن اتجاه السياسة واضح وأن توقيت وحجم التيسير فقط هو الموضوع للمناقشة.
وفي الوقت الحالي، يعتقد المستثمرون أن البنك المركزي الأوروبي سيستمر.
وتضع الأسواق أسعاراً لخفض أسعار الفائدة مرتين أخريين هذا العام بعد تحرك يوم الخميس، وهو أقل قليلاً مما كان عليه قبل إعلان الميزانية الألمانية يوم الثلاثاء، لكنه لا يزال ضمن نطاق التوقعات التي شوهدت في الأسابيع القليلة الماضية.
سيعلن البنك المركزي الأوروبي عن قراره بشأن السياسة في الساعة 13:15 بتوقيت غرينتش، يليه المؤتمر الصحفي للاجارد في الساعة 13:45 بتوقيت غرينتش.
(رويترز)