مكالمة ترامب وبوتين.. اتفاق على وقف مؤقت لقصف منشآت الطاقة

مكالمة ترامب وبوتين.. هدنة مؤقتة لقطاع الطاقة ومفاوضات مرتقبة (شترستوك)
بوتين وترامب.. وقف مؤقت لقصف الطاقة وخلاف على الهدنة الكاملة
مكالمة ترامب وبوتين.. هدنة مؤقتة لقطاع الطاقة ومفاوضات مرتقبة (شترستوك)

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، عن موافقته على وقف استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية مؤقتاً، دون الالتزام بوقف إطلاق نار شامل لمدة 30 يوماً، في خطوة تعكس تعقيدات الصراع الأوكراني الروسي.

هذه الخطوة تثير تساؤلات حول التداعيات الاقتصادية لهذا الاتفاق المحدود، في ظل استمرار الحرب وتأثيراتها على أسواق الطاقة العالمية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

الانعكاسات الاقتصادية للقرار

يعد وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة عاملاً مهماً قد يؤثر على أسعار الطاقة عالمياً، فمنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، شهدت الأسواق تقلبات حادة، خاصة مع استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية، ما أدى إلى انقطاع إمدادات الكهرباء وتعطل عمليات الإنتاج الصناعي.

وقد يحد القرار الروسي، ولو كان مؤقتاً، من الضغوط التصاعدية على أسعار النفط والغاز، لكنه لا يضمن استقراراً طويل الأمد.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وفي سياق متصل، استفادت أوكرانيا من استهدافها العميق للبنية التحتية الروسية، بما في ذلك منشآت الطاقة، عبر هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ، وهو ما اعتبرته موسكو تهديداً مباشراً لاقتصادها.

ويمكن أن يمنح وقف استهداف هذه المنشآت روسيا فرصة لاستعادة الاستقرار في سوقها المحلية، لكنه قد يؤدي أيضاً إلى تعزيز قدرة أوكرانيا على إعادة تأهيل قطاعها الطاقي المتضرر.

أهداف بوتين

يرى المحللون الذين تحدثت لهم وكالة رويترز أن بوتين قد يستخدم هذا الاتفاق التكتيكي لكسب الوقت وتعزيز موقفه العسكري، خاصة مع تقدم القوات الروسية في الشرق الأوكراني.

كما أن الامتناع المؤقت عن استهداف منشآت الطاقة قد يساعد روسيا في إعادة تنظيم قدراتها اللوجستية والاستفادة من صادرات الطاقة دون مزيد من التصعيد العسكري.

ورغم أن الاتفاق لا يشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار، فإنه قد يؤثر على المفاوضات المستقبلية بشأن تسوية النزاع.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى التوصل لاتفاق دائم، يبدو أن الكرملين يضع شروطاً صارمة، أبرزها إنهاء الدعم العسكري والاستخباراتي الغربي لأوكرانيا.

ردود الفعل الأوكرانية والغربية

رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالاتفاق المحدود، لكنه حذر من أن موسكو قد تستغل هذه الهدنة الجزئية لإطالة أمد الحرب، ودعا المجتمع الدولي لرفض أي محاولات روسية لكسب الوقت دون تقديم تنازلات جوهرية.

في الوقت ذاته، تراقب الدول الأوروبية تطورات المحادثات بقلق، إذ أكد الاتحاد الأوروبي أن روسيا عززت إنتاجها العسكري، ما يشير إلى استعدادها لمواجهات مستقبلية.

كما أن النهج الأميركي في إدارة الأزمة يثير مخاوف بعض الحلفاء الغربيين، خاصة في ظل توجه ترامب نحو تطبيع العلاقات مع موسكو، وهو ما قد يؤدي إلى تغييرات استراتيجية في ميزان القوى داخل أوروبا.

ويبدو أن الاتفاق الجزئي على وقف استهداف منشآت الطاقة يمثل خطوة صغيرة ضمن معركة أكبر، إذ يسعى كل طرف إلى تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية دون تقديم تنازلات كبيرة.

ومع استمرار المحادثات في جدة، يبقى السؤال مفتوحاً حول مدى جدية الطرفين في تحقيق وقف إطلاق نار شامل يمهد الطريق لاتفاق سلام دائم.