سائح أميركي يخترق الجزيرة المحرّمة وينجو من الموت

الجزيرة المحرمة في خليج البنغال (غيتي)
سائح أميركي يخترق الجزيرة المحرّمة وينجو من الموت
الجزيرة المحرمة في خليج البنغال (غيتي)

في مغامرة وصفها البعض بـ«التهور القاتل»، أوقف الأمن الهندي سائحاً أميركياً بعد محاولته الوصول إلى إحدى أكثر القبائل عزلة وغموضاً على وجه الأرض، وهي قبيلة السنتيليز التي تعيش على جزيرة نورث سنتينيل في خليج البنغال.

وبحسب السلطات المحلية، فقد تم توقيف السائح ويدعى بولاكوف بعد أن تمكن من الوصول إلى الجزيرة المحظورة، دون أن ينجح في التواصل المباشر مع أفراد القبيلة الذين لطالما رفضوا أي اتصال خارجي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وتُعد جزيرة نورث سنتينيل، الواقعة ضمن أرخبيل أندامان ونيكوبار، منطقة مغلقة بموجب القانون الهندي لحماية القبيلة وسلامتها من الأمراض الحديثة التي قد تكون قاتلة لهم لعدم امتلاكهم مناعة طبيعية ضدها.

ورغم وصوله إلى الجزيرة، تم رصد بولاكوف من قِبل صياد محلي أثناء عودته، ليُعتقل بعد يومين وتُصادر منه الشرطة قارباً مطاطياً ومحرّكاً، إضافة إلى هاتفه المحمول وكاميرا «جو برو» وزجاجة يُعتقد أنه ملأها بالرمال من الجزيرة، ولم توجَّه إليه أي تهم رسمية حتى الآن، كما لم يُعرف إن كان قد عيّن محامياً.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وقالت كارولين بيرس، مديرة منظمة «Survival International» المعنية بحماية القبائل المعزولة، إن ما قام به بولاكوف هو «تصرف أحمق وخطير»، مضيفة:

«تصرفه لم يهدد حياته فحسب، بل وضع حياة قبيلة بأكملها في خطر، فالأمر معروف منذ زمن أن الشعوب المعزولة لا تمتلك مناعة ضد أمراض مثل الإنفلونزا أو الحصبة، وهو ما قد يؤدي إلى إبادتها بالكامل».

اللافت أن هذه ليست الزيارة الأولى التي يقوم بها بولاكوف لأرخبيل أندامان، حيث قالت الشرطة إنه خطط للرحلة مسبقاً، وزار المنطقة مرتين قبل أن يحاول الوصول للجزيرة المحظورة من شاطئ يبعد نحو 40 كيلومتراً.

وتُعتبر قبيلة السنتيليز الأكثر عزلة بين نحو 100 قبيلة غير متصلة بالعالم الحديث، وتعيش في ظروف بدائية، مستعينة بالرماح والسهام لصيد الأسماك والحيوانات البرية، وتستخدم زوارق بدائية في تحركاتها الساحلية.

ورغم محاولات سابقة نادرة للتواصل معهم، انتهت معظمها بشكل دموي، أشهرها في عام 2018 عندما قُتل المبشر الأميركي جون ألين تشاو بعد محاولته الدخول للجزيرة لنشر المسيحية.

ومن الجدير بالذكر أن القانون الهندي الصادر عام 1956 يمنع تماماً دخول أي شخص إلى جزيرة نورث سنتينيل، ورغم ذلك فلا تزال الجزيرة محط اهتمام من مغامرين ومؤثرين، ما يدفع المنظمات الحقوقية لتجديد الدعوات بحماية سكانها من أي تدخل خارجي.

وتُجري الشرطة الهندية حالياً تحقيقاً خاصاً باستخدام مناظير من قوارب بعيدة عن الجزيرة، وذلك دون أي نية للنزول على أرضها احتراماً لقوانين الحماية.