تستعد تجارة التجزئة للتعامل مع تحول كبير في السوق مع زيادة الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الملابس الرخيصة في الولايات المتحدة، في ظل هذا التغيير، تتطلع بعض العلامات التجارية إلى الاستفادة من هذا التحول لصالحها، خاصة متاجر الملابس المستعملة التي تراهن على أن المستهلكين قد يفضلون الخيارات البديلة.
في حال تم تطبيق التعريفات الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد تعليقها لمدة 90 يوماً، سيطول التأثير أكبر مصدري الأقمشة مثل بنغلاديش وفيتنام وباكستان، وتعد صناعة الأزياء الأميركية من بين أكثر القطاعات التي تعتمد على سلاسل الإمداد العالمية، وفقاً لجمعية صناعة الأزياء الأميركية التي تمثل مصالح المستوردين وتجار الجملة والمتاجر الكبرى مثل «أوربان أوتفيترز» و«وولمارت»، وقد يكون لهذا التغيير تأثير بالغ على قطاع الأزياء السريعة الذي أصبح جزءاً كبيراً من سوق الملابس الأميركية في العقد الأخير.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ضربة لأزياء «الترند السريع» وتداعياته على الأسواق
تعتبر منصات التجارة الإلكترونية الصينية مثل «شين» و«تيمو» جزءاً كبيراً من سوق الأزياء السريعة في الولايات المتحدة، وحسب تقرير الكونغرس، تشكل هذه العلامات التجارية 17% من سوق الملابس المخفضة في الولايات المتحدة، بدءاً من 2 مايو، سيتم إلغاء استثناء «الحد الأدنى من التعريفات» على الشحنات القادمة من الصين، ما يعني أن المنتجات التي تقل قيمتها عن 800 دولار لن تتمكن من دخول الولايات المتحدة معفاة من الرسوم الجمركية، ستواجه هذه المنتجات الآن زيادة في الرسوم تصل إلى 120% أو رسوم بقيمة 100 دولار على كل عنصر بريدي، لتصل إلى 200 دولار بدءاً من 1 يونيو.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
متاجر الملابس المستعملة في موقع قوة
تحتفل بعض المتاجر بتطبيق هذه التعريفات الجديدة، حيث أعربت شركة «ثريد أب»، المتخصصة في بيع الملابس المستعملة، عن دعمها لإلغاء استثناء الحد الأدنى من التعريفات، وقالت الشركة إن هذا القرار سيقضي على «الميزة غير العادلة» التي تمتعت بها شركات الأزياء السريعة، مشيرة إلى أن زيادة أسعار الأزياء السريعة ستدفع المستهلكين إلى اللجوء إلى البدائل المستعملة، التي تعد أكثر استدامة وأخلاقية من حيث التصنيع.
تأثير التعريفات على صناعة الأزياء السريعة
تعتبر «الأزياء السريعة» نموذجاً تجارياً يعتمد على تصنيع وتصميم الملابس بأسرع ما يمكن وبتكلفة منخفضة، رغم المخاوف المتعلقة بالنفايات البيئية وظروف العمل المشكوك فيها في بعض الأحيان، وفي الوقت الذي يعتبر فيه المستهلكون الشباب الأزياء السريعة خياراً جذاباً بسبب الأسعار المنخفضة، تشير بعض الدراسات إلى أن نسبة كبيرة منهم -تصل إلى 40% من جيل الألفية والجيل Z- قد قاموا بشراء ملابس مستعملة عبر الإنترنت في العام الماضي.
هل تتغير سلوكيات الشراء؟
قد تكون التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية عاملاً مؤثراً، لكنها قد لا تؤدي إلى تغيير جذري في سلوك المستهلكين في قطاع الأزياء السريعة، تشير التحليلات إلى أن العديد من الشركات الكبرى مثل «إتش أند إم» قد تنوعت مصادر إنتاجها لتشمل دولاً مثل فيتنام وبنغلاديش، ما قد يقلل من تأثير التعريفات، كما أن بعض الشركات قد تتمكن من امتصاص تكلفة هذه التعريفات، وفقاً للمحللين.
في النهاية، قد تستفيد شركات الملابس المستعملة مثل «ثريد أب» من هذه التغييرات في سياسات التعريفات، ولكن الأمر سيستغرق وقتاً حتى يظهر التأثير الكامل، وبينما قد يؤدي إلغاء استثناء الحد الأدنى إلى زيادة الأسعار أو تمديد فترات الشحن، فإن السوق الأميركي سيظل عرضة لتغييرات متعددة في أنماط استهلاك الملابس.
{{ article.formatted_date }}
