خفّضت منظمة التجارة العالمية، يوم الأربعاء، توقعاتها لتجارة السلع العالمية بشكل حاد من نمو قوي إلى انخفاض، مُشيرةً إلى أن فرض المزيد من الرسوم الجمركية الأميركية وتداعياتها قد يُؤدي إلى أكبر ركود منذ ذروة جائحة كوفيد. وقالت المنظمة إنها تتوقع انخفاض تجارة السلع بنسبة 0.2 في المئة هذا العام، مُتراجعةً عن توقعاتها في أكتوبر بنمو بنسبة 3 في المئة، مضيفة أن تقديرها الجديد استند إلى الإجراءات المُطبقة في بداية هذا الأسبوع.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية إضافية على واردات الصلب والسيارات، بالإضافة إلى تعريفات جمركية عالمية أكثر شمولاً، قبل أن يُعلّق بشكل غير متوقع الرسوم الجمركية المرتفعة على اثنتي عشرة دولة.
واشتعلت حربه التجارية مع الصين، إذ فرضت كل دولة رسوماً جمركية متبادلة على واردات الأخرى تتجاوز 100 في المئة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأعلنت منظمة التجارة العالمية أنه في حال أعاد ترامب تطبيق المعدلات الكاملة لتعريفاته الجمركية الأوسع، فسيؤدي ذلك إلى انخفاض نمو تجارة السلع بنسبة 0.6 نقطة مئوية، مع خفض آخر قدره 0.8 نقطة مئوية بسبب الآثار غير المباشرة التي تتجاوز التجارة المرتبطة بالولايات المتحدة.
وأضافت رئيسة منظمة التجارة العالمية أوكونجو إيويالا أنه إذا شهدنا انكماشاً في البضائع العالمية، فإن القلق من أن يمتد إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي بشكل عام، مبينة أن المخاوف التجارية يمكن أن يكون لها آثار سلبية غير مباشرة على الأسواق المالية، وعلى قطاعات أخرى أوسع من الاقتصاد.
وأعربت عن قلقها بشأن تأثير ذلك على الدول النامية، مشيرة إلى أن أكبر مخاوفها هو انفصال اقتصادَي الصين والولايات المتحدة.
وتقدر المنظمة أن تجارة السلع بينهما ستنخفض بنسبة 81 في المئة، وهو انخفاض كان من الممكن أن يصل إلى 91 في المئة لولا الإعفاءات الأخيرة لمنتجات مثل الهواتف الذكية.
وقالت أوكونجو إيويالا إنه قد يكون للانفصال عواقب وخيمة إذا أسهم في تجزئة أوسع للاقتصاد العالمي على أسس جيوسياسية إلى كتلتين معزولتين.
وقالت منظمة التجارة العالمية، التي تتوقع أيضاً انتعاشاً متواضعاً بنسبة 2.5 في المئة في عام 2026 إن الطبيعة غير المسبوقة للتحولات الأخيرة في السياسة التجارية تعني أنه ينبغي تفسير التوقعات بحذر أكبر من المعتاد.
وقال هيكتور توريس، المدير التنفيذي السابق لصندوق النقد الدولي، إن بقايا نظام تجاري متدهور قائم على القواعد تفسح المجال لاضطراب متقلب قائم على الصفقات، وتتوقف أي توقعات على قدرة الحكومات على إبرام صفقات ثنائية مع إدارة ترامب.
وقالت وكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية إن النمو الاقتصادي العالمي قد يتباطأ إلى 2.3 في المئة، إذ تدفع التوترات التجارية وعدم اليقين باتجاه ركودي.
وأضافت منظمة التجارة العالمية، ومقرها جنيف، أنه من المتوقع أن يؤدي اضطراب التجارة بين الولايات المتحدة والصين إلى زيادة صادرات السلع الصينية في جميع المناطق خارج أميركا الشمالية بنسبة تتراوح بين 4 في المئة و9 في المئة.
وأضافت منظمة التجارة العالمية أنها تتوقع نمو تجارة الخدمات التجارية بنسبة 4.0 في المئة في عام 2025 و4.1 في المئة في عام 2026، وهو أقل بكثير من التوقعات الأساسية البالغة 5.1 في المئة و4.8 في المئة.
(رويترز)