في ظل تصاعد التوترات التجارية بين بكين وواشنطن، وجّه وزير الخارجية الصيني وانغ يي دعوة إلى بريطانيا والاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون من أجل حماية النظام التجاري المتعدد الأطراف، ومواجهة ما وصفه بـ«التنمر الأحادي الجانب» في إشارة إلى السياسات الأميركية الأخيرة.
جاءت هذه التصريحات خلال مكالمتين هاتفيتين أجراهما وانغ يوم الثلاثاء مع كل من وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ووزيرة الخارجية النمساوية بياته مينل-رايزنغر، بحسب بيانات نشرتها وزارة الخارجية الصينية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وقال وانغ لنظيره البريطاني: «في ظل الظروف الحالية من التصعيد الأحادي، تقع على عاتق الصين والمملكة المتحدة مسؤولية مشتركة لحماية النظام التجاري المتعدد الأطراف وتعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي».
كما أشار الوزير إلى أن هناك «حوارات اقتصادية وتجارية يجري الإعداد لها بين لندن وبكين»، بهدف توسيع مجالات التعاون التجاري والاستثماري بين الجانبين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وفي مكالمة منفصلة مع وزيرة الخارجية النمساوية، شدد وانغ على ضرورة توحيد المواقف الأوروبية في الدفاع عن التجارة الدولية، قائلاً: «يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي تحمل مسؤولياتهما الدولية والدفاع المشترك عن النظام التجاري المتعدد الأطراف، والعمل معاً لبناء اقتصاد عالمي منفتح وعادل».
تعليق أوروبي حذر
وفي رد فعل أوروبي حذر، قال مسؤول رفيع في المفوضية الأوروبية (فضل عدم الكشف عن اسمه) لموقع Politico: «نرحب بأي دعوة للحوار والتعاون التجاري، ولكننا نراقب أيضاً السياسات الصينية المتعلقة بالدعم الصناعي والوصول إلى الأسواق، لضمان توازن المصالح».
حرب تجارية مستعرة
تأتي هذه التصريحات في ظل احتدام الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، حيث تبادل الطرفان فرض رسوم جمركية مرتفعة، وصلت إلى 145% على بعض المنتجات الصينية، مقابل 125% على بعض الصادرات الأميركية إلى الصين، ما يعمّق التوترات الاقتصادية العالمية.
محللون: بكين تبحث عن شركاء بديلين
يرى خبراء اقتصاديون أن الصين تسعى، من خلال هذه الدعوات، إلى تعزيز علاقاتها مع أوروبا في ظل بيئة دولية معقدة.
يقول الباحث في العلاقات الاقتصادية الدولية «جوشوا كوبر رامينو» لمجلة The Diplomat: «بكين تدرك أن الضغط الأميركي لن يتراجع قريباً، لذا فهي تسعى لاحتواء آثار الحرب التجارية عبر تمتين علاقاتها مع قوى اقتصادية أخرى كالاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة».