في قلب ولاية تكساس الأميركية، وعلى بعد نحو 90 دقيقة من مدينة هيوستن، يقف مطعم «ترامب برغر» ليس كمجرد مطعم يقدم شطائر اللحم، بل كمنصة سياسية واقتصادية تعبّر عن انقسام المجتمع الأميركي بعد انطلاق الولاية الثانية لدونالد ترامب. هذا المطعم الصغير، الذي يضم نحو عشر طاولات فقط، يتحول في عطلات نهاية الأسبوع إلى نقطة جذب لمؤيدي ترامب، لا سيما من راكبي الدراجات النارية والعائلات المحافظة، مقدّماً شطائر تمجّد الرئيس السابق -الحالي مجدداً- وتتهكم على منافسه جو بايدن.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
التضخم في قائمة الطعام
يقدم المطعم شطيرة «ترامب برغر» مقابل 16.99 دولار، بينما يُبقي على «بايدن برغر» في القائمة بسعر 50.99 دولار رغم أنه لم يعد يُقدّم فعلياً.
ويصف القائمون على المطعم هذا الفرق الكبير في السعر بأنه «انعكاس
للتضخم الذي شهدته البلاد خلال ولاية بايدن»، في رسالة ساخرة تندرج ضمن شعارات حملة ترامب لعام 2024.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ويستغل أصحاب المطعم الاستقطاب السياسي لترويج أطباقهم، مؤكدين أن «الخبز غير الطازج والطماطم الجافة» في برغر بايدن ليست سوى رمز لفترة اقتصادية صعبة.
على جانب آخر، بالنسبة لزبائن المطعم، لا تقتصر الجاذبية على الطعام بل تمتد إلى السياسات الاقتصادية.
ومن اللافت أن المطعم، رغم طابعه الاحتفالي بعودة ترامب، لا ينتمي إلى منظمة ترامب العقارية، وافتُتح في 2020، العام الذي شهد هزيمة ترامب أمام بايدن، في مقاطعة صوت فيها 80 في المئة من السكان لصالح المرشح الجمهوري.
بذلك يصبح «ترامب برغر» أكثر من مجرد مكان لتناول الطعام؛ إنه مرآة للاقتصاد الشعبي المحافظ، ولأميركا التي ترى في سياسات ترامب ملاذاً من التضخم والقيود، حتى لو كان الثمن مزيداً من الانقسام الداخلي.
(أ.ف.ب).