«هو ليفينغ» الذراع اليمنى للرئيس الصيني يتصدر المحادثات مع أميركا بسويسرا

هو ليفينغ، نائب رئيس وزراء الصين والمقرب من شي، يتصدر محادثات الرسوم الجمركية مع واشنطن. (أ ف ب)
هو ليفينغ نائب رئيس وزراء الصين
هو ليفينغ، نائب رئيس وزراء الصين والمقرب من شي، يتصدر محادثات الرسوم الجمركية مع واشنطن. (أ ف ب)

يستعد هو ليفينغ، نائب رئيس الوزراء الصيني والمقرب من الرئيس شي جين بينغ، لتولي دور محوري في محادثات السبت المقبل مع كبار المسؤولين الأميركيين في سويسرا، في محاولة لكسر الجمود التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.

سيلتقي هو مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت وكبير المفاوضين التجاريين جيميسون جرير، بعد أسابيع من التصعيد الجمركي المتبادل الذي وصل إلى رسوم تتجاوز 100 في المئة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

على الرغم من دعوات الرئيس دونالد ترامب المتكررة للرئيس الصيني للاتصال به مباشرة بشأن صفقة تجارية محتملة، فإن كل الطرق السياسية تمر الآن عبر هو، الذي يشرف على العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الولايات المتحدة.

وبحسب مقابلات أجرتها «رويترز» مع 13 دبلوماسياً ومستثمراً أجنبياً التقوا به خلال العام الماضي، فقد تطور هو من بيروقراطي صارم إلى شخصية تنال احتراماً متزايداً بفضل قدرته على التنفيذ والتواصل.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

من بيروقراطي صامت إلى محاور مؤثر

رغم ضعف لغته الإنجليزية واعتماده سابقاً على نصوص معدة مسبقاً، فإن هو بات أكثر ثقة في لقاءاته، حتى إن قادة شركات عالمية في منتدى بكين الأخير خرجوا بانطباعات إيجابية عنه.

هو، البالغ من العمر 70 عاماً، عقد ما لا يقل عن 60 اجتماعاً مع جهات أجنبية منذ مارس آذار 2024، مقارنة بـ45 اجتماعاً فقط في العام السابق، وفق مراجعة «رويترز» لسجلاته العامة.

يُعرف هو بدفاعه المستمر عن استراتيجية النمو القائمة على التصدير، ورفضه لمخاوف الدول الغربية من فائض الإنتاج الصناعي في الصين، وقال أحد رجال الأعمال الأميركيين إن هو يُعد «الذراع الرئيسي لشي في بناء فائض تجاري بمليارات الدولارات».

ورغم تزايد تواصله مع رجال الأعمال الغربيين، يقول مراقبون إنه ليس مبتكر سياسات بقدر ما هو منفذ دقيق لتوجيهات شي.

انتقادات وتحديات في بداياته الدولية

قبل توليه منصبه الحالي، كان المنصب الاقتصادي الأرفع في الصين بيد ليو هي، الاقتصادي المتعلم في هارفارد، الذي أبرم اتفاقاً تجارياً مع الولايات المتحدة عام 2019. أمّا هو، فكانت بداياته في هذا الدور الدولي أقل إقناعاً، إذ بدا مرهقاً ومحاطاً بعدد كبير من المساعدين في أول إحاطة اقتصادية له الصيف الماضي.

كما واجه انتقادات بسبب تقليله من أهمية سياسات تصدير المعادن النادرة ومخاوف اليابانيين بشأن أمنهم في الصين.

نقطة قوة في التواصل وتنفيذ التعهدات

ومع ذلك، أفاد بعض من التقوا به مؤخراً أن أداءه تطور، وأصبح أكثر وضوحاً في شرح سياسات بكين وتنفيذ الوعود، وهي سمات يندر أن تُرى في مسؤولين آخرين ليسوا مقربين من شي.

أحد المسؤولين الأجانب أشار إلى أن هو قدم تحليلاً دقيقاً للتحديات الاقتصادية في الصين، مثل الانكماش السكاني، وأزمات العقارات، وضغوط التضخم.

من مهندس محلي إلى شخصية وطنية

ينتمي هو إلى إقليم فوجيان، حيث بدأ شي جين بينغ صعوده السياسي، وكان من المقربين منه منذ التسعينيات، حتى إنه حضر زفافه.

اشتهر في تيانجين بلقب «هو المُهدّم»، بسبب مشروعات التجديد العمراني الضخمة التي أطلقها هناك، والتي زادت من ديون المدينة رغم تحسين مظهرها.

وصفه ألفريد وو، الباحث بجامعة سنغافورة الوطنية، بأنه «بيروقراطي محلي نموذجي وتلميذ مخلص لشي جين بينغ»، مشيراً إلى أن أولويته القصوى هي تنفيذ تعليمات الرئيس.

من سويسرا إلى فرنسا.. جولة اقتصادية حساسة

بعد لقائه المسؤولين الأميركيين في سويسرا، من المقرر أن يتوجه هو إلى فرنسا للمشاركة في حوار اقتصادي رفيع المستوى، مما يؤكد دوره المحوري في صياغة العلاقات الاقتصادية العالمية للصين في ظل تصاعد التوترات مع الغرب.