الصين تعمّق علاقاتها مع شركائها التجاريين في أميركا اللاتينية

نمو مستمر في العلاقات الاقتصادية الصينية اللاتينية (شترستوك)
الصين تعمّق علاقاتها مع شركائها التجاريين في أميركا اللاتينية
نمو مستمر في العلاقات الاقتصادية الصينية اللاتينية (شترستوك)

تستضيف الصين هذا الأسبوع قمة تضم شركاءها التجاريين الرئيسيين في أميركا اللاتينية، في مسعى لتعزيز النفوذ والشراكات في المنطقة، بعد نجاح بكين وواشنطن في نزع فتيل حربهما التجارية.

من المقرر أن يحضر مسؤولون من أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بمن فيهم رؤساء البرازيل وكولومبيا وتشيلي، الاجتماع الوزاري لمنتدى الصين- سيلاك في بكين غداً الثلاثاء.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وتعني سيلاك: تجمع دول أميركا اللاتينية والكاريبي.

بلغت قيمة التجارة الثنائية للصين مع هذا التجمع 427 مليار دولار أميركي في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2024، وفقاً للبيانات الصينية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

سيلقي الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة في القمة، وكانت آخر مرة حضر فيها شي المنتدى قبل 10 سنوات.

يتحدى منتدى الصين- سيلاك الهيمنة الجيوسياسية والاقتصادية الأميركية الراسخة في المنطقة، التي سعت إدارة ترامب إلى ترسيخها، وينعقد بعد محادثات تجارية بالغة الأهمية بين الولايات المتحدة والصين انتهت بنتائج إيجابية.

ومنذ أن فرض أكبر اقتصادين في العالم تعريفات جمركية باهظة تجاوزت 100 في المئة على سلع بعضهما بعضاً الشهر الماضي، تواصلت الصين مع دول جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى داعيةً شركاءها التجاريين إلى الصمود في وجه «التجبر الأميركي الأحادي» ودعم التعددية، كما أحرزت الصين تقدماً في قضايا التجارة مع الاتحاد الأوروبي، حيث وافقت على مناقشة تحديد حد أدنى لأسعار السيارات الكهربائية صينية الصُنع.

يُعدّ منتدى الصين- سيلاك منصة تعاون حكومية بين الصين ودول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، ووسيلة لتعميق الحوار بين الصين ودول المجموعة بشأن التجارة والاستثمار والبنية التحتية في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية.

وسلطت قضية قناة بنما الضوء على التوترات بين الصين والولايات المتحدة في المنطقة، حيث هدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، باستعادة السيطرة على القناة.

تجارة السلع

تُعدّ الصين المشتري الرئيسي للمواد الخام من أميركا اللاتينية، بما في ذلك النحاس والحديد.

وستستقبل بكين الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على هامش المنتدى، ومن المتوقع أن يتم توقيع أكثر من اثنتي عشرة اتفاقية ثنائية.

وتُعدّ الصين أكبر سوق للبضائع البرازيلية بفارق كبير عن أي دولة أخرى، حيث تستورد سلع مثل فول الصويا وخام الحديد والنفط الخام.

في العام الماضي اشترت الصين فول صويا بقيمة 37 مليار دولار من البرازيل، ما جعلها المورد الرئيسي لفول الصويا للصين، أكبر مشترٍ لفول الصويا في العالم.

وفي إطار سعيها إلى تنويع مصادرها بعيداً عن الولايات المتحدة استأنفت الصين استيراد شحنات فول الصويا البرازيلية الأسبوع الماضي من خمس شركات كانت قد عُلّق التعامل معها سابقاً بسبب مخاوف تتعلق بصحة النباتات.

وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد الرئيس التشيلي غابرييل بوريك حضوره القمة في بكين، وقال إنه سيلتقي الرئيس شي.

وقد يناقش الاجتماع المصالح التجارية للشركات الصينية في ثاني أكبر منتج لليثيوم في العالم، بعد أن أعلنت مجموعة تسينغشان للمعادن حرصها على فرص الاستثمار في قطاع الليثيوم في تشيلي.

ويمهّد هذا التجمع رفيع المستوى الطريق نحو قمة البريكس التي ستُعقد في ريو دي جانيرو في يوليو.

وبخلاف بنما، التي انسحبت من مبادرة الحزام والطريق في وقتٍ سابق من هذا العام، تطمح كولومبيا للانضمام إلى برنامج مبادرة الحزام والطريق الصيني الرائد، على خطى بيرو التي افتتحت ميناء تشانكاي المرتبط بمبادرة الحزام والطريق قبل ستة أشهر، بهدف تعزيز الربط البحري بين الصين وأميركا الجنوبية.