أبلغ الاتحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان والهند منظمة التجارة العالمية بنيّتهم فرض رسوم جمركية انتقامية على بعض المنتجات الأميركية، رداً على الرسوم التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على واردات الصلب والألومنيوم.
وأظهرت وثائق قُدمت إلى منظمة التجارة العالمية خلال الشهر الماضي، واطلعت عليها وكالة «فرانس برس» يوم الأربعاء، أن هذه الدول ترى أن من حقها اتخاذ إجراءات مماثلة بعدما رفعت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على شركائها التجاريين في مارس، وفرضت رسوماً قطاعية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وتُعد هذه الإجراءات امتداداً للرسوم التي فرضتها إدارة ترامب في عام 2018 خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض.
وقد أبلغت كل من الدول الأربع –بشكل منفصل– منظمة التجارة العالمية بأن هذه الرسوم تمثل استخداماً غير مشروع لما يُعرف بـ«تدابير الحماية التجارية»، وهي إجراءات يُسمح بها فقط في حال وجود زيادة مفاجئة في الواردات تهدد الصناعات المحلية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
في المقابل، رفضت واشنطن اعتبار هذه الرسوم «إجراءات حماية»، مؤكدة أنها «تدابير أمن قومي».
لكن الاتحاد الأوروبي شدد، في إخطار رسمي بتاريخ 16 أبريل، على أن «هذه التدابير، رغم توصيف الولايات المتحدة لها كإجراءات أمنية، تبقى في جوهرها تدابير حماية تجارية».
وأضاف التكتل أنه بعد انقضاء مهلة الإخطار البالغة 30 يوماً، فإنه يعتزم تعليق «بعض التنازلات والالتزامات الأخرى» التي تندرج ضمن الاتفاق الدولي بشأن تدابير الحماية، بدءاً من 16 مايو.
خسائر بالمليارات ورسوم انتقامية
وذكر الاتحاد الأوروبي أن هذه الرسوم الأميركية أثّرت على سلع منشؤها الاتحاد بقيمة لا تقل عن 1.4 مليار يورو، مع توقعات بتحصيل رسوم تصل إلى 215 مليون يورو.
ورداً على ذلك، أعلن التكتل الأوروبي عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على قائمة طويلة من السلع الأميركية، بقيمة إجمالية تبلغ 846 مليون يورو (948 مليون دولار).
واتخذت الهند وبريطانيا واليابان مواقف مماثلة في إخطاراتها الأخيرة لمنظمة التجارة العالمية.
وقالت الهند، وهي من أكبر منتجي الصلب الخام في العالم، إن الإجراءات الأميركية ستؤثر على صادراتها بقيمة 7.6 مليار دولار، مع توقعات بتحصيل 1.91 مليار دولار كرسوم جمركية.
وأشارت نيودلهي إلى أنها سترد بتعليق تنازلات تجارية تعادل قيمة الرسوم المفروضة، دون أن تحدد أنواع المنتجات التي ستشملها الإجراءات الانتقامية.
أما بريطانيا، فقد قدمت إخطارها في 8 مايو، في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه عن اتفاق تجاري مع إدارة ترامب، ركّز بشكل خاص على إعفاء السيارات والفولاذ والألومنيوم البريطاني من الرسوم الأميركية، ومن المرجح أن تُراجع لندن موقفها في ضوء هذا الاتفاق.
{{ article.formatted_date }}
