هل تعود حرارة المحادثات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم بعد أسابيع من التوتر؟ هذا ما توحي به تصريحات عدد من كبار المسؤولين الأميركيين، وسط مؤشرات على اقتراب مكالمة مرتقبة بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ.
تجدد الخلاف بعد اتهام ترامب للصين، يوم الجمعة الماضية، بانتهاك اتفاق جنيف الذي أُبرم الشهر الماضي ويفترض أن يجمّد التصعيد الجمركي لمدة 90 يوماً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
نصّ الاتفاق على خفض الولايات المتحدة رسومها الإضافية على الواردات الصينية من 145 إلى 30 في المئة، مقابل خفض الصين رسومها من 125 إلى 10 في المئة، لكن واشنطن ترى أن بيجين لم تلتزم.
مماطلة صينية؟
نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصادر أميركية رسمية أن الصين تبطئ عمداً إصدار تراخيص تصدير المعادن النادرة وغيرها من المكونات الأساسية لصناعة السيارات والرقائق الإلكترونية، وهي معلومات أكدها وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يوم الأحد.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وفي مقابلة مع برنامج «Face the Nation» على شبكة سي.بي.إس ، قال بيسنت «أنا واثق أن الأمر سيتضح ويتحلحل عندما يتحدث الرئيس ترامب مع الرئيس شي»، مضيفاً أن بيجين لا تزال تحجب بعض المنتجات التي التزمت بإطلاقها.
وعند سؤاله إن كانت المعادن النادرة من بين تلك المنتجات، أجاب بـ«نعم»، ثم أضاف «ربما خلل في النظام الصيني، وربما مقصود، سنعرف بعد المكالمة».
هل تحدث المكالمة هذا الأسبوع؟
لمح مدير المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، كيفن هاسيت، إلى أن الاتصال قد يتم خلال الأسبوع الجاري، لكنه أكد عدم وجود موعد رسمي بعد.
من جهته، قال وزير التجارة هوارد لَتنيك لقناة «فوكس نيوز» إن بلاده بدأت اتخاذ خطوات لإظهار الجانب الصيني «ما يشعر به الطرف الآخر عندما يتم التباطؤ عمداً»، مضيفاً «رئيسنا يعرف ما عليه فعله، وسيتصرف قريباً».
لتنيك دافع أيضاً عن استراتيجية ترامب الجمركية رغم قرار محكمة أميركية بتعليق بعض الرسوم بانتظار الاستئناف، قائلاً: «الرسوم لن تختفي، سنكسب المعركة القضائية في النهاية».
تصعيد جديد على جبهة أخرى
في موازاة الملف الصيني، أعلن ترامب عزمه مضاعفة الرسوم على واردات الصلب والألومنيوم إلى 50 في المئة بدءاً من 4 يونيو حزيران، ما أثار غضب الاتحاد الأوروبي الذي توعد بالرد.
وبرر هاسيت القرار بأن «إغراق الصين للأسواق بالصلب الرخيص يضر الصناعة الأميركية ويقوّض الاستعداد العسكري»، وأضاف: «لا يمكن أن نخوض حرباً ولدينا مدافع بلا قذائف، من دون صناعة فولاذ متينة، لا استعداد دفاعياً».
بين التصعيد والتهدئة، تبقى مكالمة ترامب وشي المرتقبة نقطة التحول المقبلة في هذا النزاع التجاري المتجدد، فهل تحقّق الانفراجة؟ أم تعود «حرب الرسوم» من جديد؟