«سند» توسّع نفوذها في قطاع الطيران عالمياً عبر شراكة محورية مع AerCap

«سند» توسّع نفوذها في قطاع الطيران عالمياً عبر شراكة محورية مع AerCap

في إحدى أكبر صفقات مكونات الطائرات عالمياً، أعلنت مجموعة «سند»، التابعة لـ"مبادلة" والمتخصصة في هندسة الطيران وحلول التمويل، إبرام اتفاق استراتيجي مع شركة «أيركاب ماتريلز» العاملة في توزيع مكونات محركات وهياكل الطائرات. 

وتشمل الصفقة التي بلغت قيمتها أكثر من 400 مليون درهم (110 ملايين دولار) بيع محفظة ضخمة تضم أكثر من 6000 مكون عالي الطلب لطائرات من طرازات إيرباص وبوينغ وإمبراير، موزعة على أكثر من 20 دولة، وتأتي في وقتٍ يشهد فيه القطاع تحديات غير مسبوقة في سلاسل التوريد العالمية. 

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وفي حديث مع «CNN الاقتصادية»، أكد منصور جناحي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة سند، أن الاتفاقية الموقعة مع شركة «أيركاب ماتريلز» تمثل نقطة تحول استراتيجية في مسيرة الشركة.

وقال جناحي: «تأتي هذه الصفقة في توقيت حاسم، حيث نواجه تحديات متزايدة في قطاع الطيران، خاصة مع التغيرات السريعة التي تشهدها سلاسل التوريد واحتياجات المشغلين المتغيرة.. من هنا، عملنا على إعادة تشكيل استراتيجيتنا في إدارة أصول مكونات الطائرات لضمان مرونة أكبر وكفاءة في عملياتنا، وتعزيز قدرتنا على التوسع والنمو المستدام».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وأضاف: «تُمكّننا هذه الصفقة من تحقيق قيمة أكبر من أصولنا، ما يسمح لنا بتوجيه رأس المال نحو خدماتنا الأساسية في مجالات الصيانة والإصلاح والعَمرة والتمويل.. كما تعزز مكانتنا كشريك عالمي موثوق يدعم مرونة قطاع الطيران».

وأشار إلى القدرات اللوجستية المتقدمة لشركة «أيركاب ماتريلز»، مبيناً: «تتمتع أيركاب ماتريلز ببنية تحتية عالمية للتوزيع عبر أكثر من 20 دولة، وتوفر أكثر من 6,000 مكون عالي الطلب ضمن شبكتها، ما يتيح لشركات الطيران الحصول على قطع الغيار بشكل أسرع وأكفأ.. هذا يسهم في تقليل أوقات التسليم ويعزز من موثوقية الأساطيل في ظل الاضطرابات التي تشهدها سلاسل التوريد».

وحول حجم الصفقة، صرح جناحي بأنه «تبلغ قيمة الصفقة أكثر من 400 مليون درهم إماراتي (110 ملايين دولار)، وهي من أكبر صفقات بيع محافظ مكونات الطائرات في القطاع حتى الآن.. تؤكد هذه الصفقة ريادة (سند) كلاعب استراتيجي في تعزيز سلاسل التوريد للطيران عالمياً، وتجسد مكانة أبوظبي المتنامية في مجال الابتكار والاستثمار في قطاع الطيران».

كما أوضح جناحي كيف ستؤثر الصفقة على نماذج الأعمال والإيرادات، قائلاً: «نحن نستخدم هذه الفرصة لتوجيه رأس المال نحو مبادرات نمو استراتيجية في مجالات الصيانة والإصلاح والعَمرة والتمويل.. من خلال بيع جزء من مخزون المكونات نتمكن من تعزيز السيولة واستكشاف نماذج أكثر مرونة لإدارة الأصول، ما يدعم توسعنا مع الحفاظ على كفاءة رأس المال».

وفي ما يتعلق بالتحديات التي واجهت تنفيذ الصفقة، قال: «كان من الضروري تنسيق عالي المستوى بين فرقنا وفرق (أيركاب ماتريلز)، خاصة مع تعدد منصات الطائرات والأصول المختلفة التي تخضع لأنظمة قانونية دولية. شملت التحديات مواءمة تقييم الأصول، ونقل عقود التمويل، وضمان استمرارية العمليات التشغيلية خلال فترة الانتقال.. ولحسن الحظ، ساعدنا التزام الجانبين بالشفافية والدقة الفنية، بالإضافة إلى تكامل خبراتنا، على تجاوز هذه التحديات وتحقيق صفقة ذات فائدة استراتيجية للطرفين، تفيد منظومة الطيران العالمية بشكل عام».

نقطة تحول في خدمات ما بعد البيع للطيران

الصفقة التي وُقعت على هامش الاجتماع السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) في نيودلهي تمثّل محطة تحول استراتيجية في سوق خدمات ما بعد البيع في قطاع الطيران، حيث توفّر وصولاً فورياً إلى المكونات الحيوية التي تعانيها الأسواق بسبب اضطرابات سلاسل التوريد، الأمر الذي يتيح لشركات الطيران الحفاظ على جاهزية أساطيلها وتعزيز كفاءتها التشغيلية.

وقال منصور جناحي، الرئيس التنفيذي لمجموعة سند: «تأتي هذه الصفقة في صلب التزام سند بدعم استقرار سلسلة الإمداد العالمي وتعزيز جاهزية القطاع لمواجهة الطلب المتزايد على خدمات الصيانة والإصلاح والعَمرة.. لقد بنينا مخزوناً استراتيجياً خلال السنوات الماضية، واليوم نتيحه للسوق العالمي من خلال شراكة راسخة مع أيركاب».

أهمية التوقيت

تأتي هذه الصفقة التي تضم محفظتها مكونات لطائرات إيرباص (A220, A320, A330, A340, A380)، وبوينغ (737, 777, 787)، وإمبراير (E-Jet) في توقيت حرج، حيث تسعى شركات الطيران إلى تجاوز الاختناقات التشغيلية المتراكمة منذ الجائحة، وتُعد القدرة على توفير قطع الغيار بشكلٍ فوري عاملاً حاسماً في استقرار أعمال المشغلين الجويين.

هذه الصفقة تأتي في لحظة يتعرض فيها قطاع الطيران لضغوط مزدوجة؛ من جهة ارتفاع غير مسبوق في الطلب على السفر الجوي بعد الجائحة، ومن جهة أخرى نقص حاد في سلاسل التوريد لمكونات الطائرات بسبب اضطرابات جيوسياسية ومشكلات إنتاج عالمية.

وتحاول شركات مثل سند وأيركاب ملء هذا الفراغ من خلال حلول مبتكرة لإدارة المخزون وتمويل المكونات، ما يرسّخ دور الشرق الأوسط لاعباً رئيسياً في سلاسل القيمة العالمية في قطاع الطيران.

أمّا بالنسبة لشركة أيركاب ماتريلز، فإن الاستحواذ على هذا المخزون يعزّز قدراتها على دعم قاعدة عملائها العالميين بشكلٍ أكثر مرونة.

وقال إنجوس كيلي، الرئيس التنفيذي للشركة في البيان الصحفي: «نحن فخورون بهذه الشراكة مع سند التي تفتح أمامنا آفاقاً جديدة من حيث التوسع والجاهزية.. فالعالم يحتاج إلى حلول أسرع وأكثر ذكاءً، وهذه الصفقة تمكّننا من تقديم ذلك بفاعلية».

تكتيك للعالمية

ولا تعتبر الصفقة مجرد عملية نقل أصول، بل تحالفاً استراتيجياً يجمع خبرة «سند» العميقة في مجال إدارة الأصول وهندسة الطيران، مع قوة أيركاب كشريك عالمي في خدمات ما بعد البيع.

ويستهدف الطرفان من خلال هذا التعاون المشترك إعادة تعريف معايير الجاهزية والسرعة في قطاع الطيران، عبر تطوير خدمات مصممة خصيصاً لتلائم متطلبات الأسواق المتغيرة، في وقتٍ تتسابق فيه شركات الطيران لتقليل أوقات التوقف وتحقيق أعلى درجات الكفاءة التشغيلية.

يذكر أن مجموعة «سند» مملوكة بالكامل لشركة مبادلة للاستثمار، ومن الشركات الرائدة عالمياً في هندسة الطيران وخدمات التمويل، بخبرة تمتد لأكثر من 87 عاماً، وتقدّم خدمات الصيانة والإصلاح والعَمرة، بالإضافة إلى حلول مالية تدعم جاهزية شركات الطيران في مختلف أنحاء العالم.