أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الحديد والألومنيوم إلى 50 في المئة، بدءاً من 4 يونيو حزيران، في تصعيد مباشر يأتي بعد اتهام الصين بـ«خرق» اتفاق التخفيف المتبادل للقيود التجارية على المعادن الحرجة. وكردّة الفعل كانت فورية، قفزت أسعار المعادن في السوق الأميركية بقوة، إذ ارتفع سعر لفائف الحديد المدرفلة على الساخن بنسبة 7.4 في المئة، وقفزت أقساط الألومنيوم في السوق المادية بنسبة هائلة بلغت 54 في المئة، حتى النحاس لم يسلم من الحمى، إذ سجّل أعلى مستوياته في شهرين مع تزايد التوقعات بفرض رسوم أميركية عليه أيضاً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
رغم الشكوك التي يبديها بعض المحللين بشأن تنفيذها الكامل، تسببت في حالة من الذعر في أسواق المال الآسيوية، إذ هوت أسهم كبار المنتجين في كوريا الجنوبية وفيتنام.
في سيول، تراجعت أسهم بوسكو POSCO وهيونداي ستيل بنسبة 3 في المئة، فيما انهارت أسهم سي آه ستيل SeAH ستيل بـ8 في المئة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
في فيتنام، انخفضت أسهم شركات حديدية كبرى مثل هوا سين Hoa Sen ونام كيم Nam Kim بنسب تراوحت بين 2.7 في المئة و3.4 في المئة.
سارعت كوريا الجنوبية، رابع أكبر مصدّر للحديد إلى أميركا العام الماضي بعد كندا والمكسيك والبرازيل، إلى عقد اجتماعات طارئة مع كبار المصنعين المحليين، في محاولة لامتصاص الصدمة وبحث سبل الاستجابة.
من جهة أخرى، رحّبت الشركات الأميركية المنتجة للألومنيوم بالقرار، واعتبرته «ضربة ضرورية لوقف تدفق الواردات المدعومة»، حسب ما قاله مارك دافي، رئيس رابطة الألومنيوم الأولي الأميركية، مضيفاً أن القطاع المحلي كان يعاني منذ عقود من المنافسة غير العادلة.
قفزت أسهم شركات الحديد الأميركية بقوة في وول ستريت، إذ ارتفعت أسهم نيوكور Nucor و كليفلاند-كليفس Cleveland-Cliffs وستيل دايناميكس Steel Dynamics بنسب تراوحت بين 11 في المئة و24 في المئة، في مؤشر واضح على الدعم الذي يمنحه القرار للمصانع المحلية على حساب الشركاء التجاريين.
ومع أن ترامب سبق أن غيّر مواقفه بشأن الرسوم في مرات سابقة، إلا أن تصعيده الجديد يأتي في توقيت حساس، إذ تحاول دول حليفة مثل كوريا الجنوبية التفاوض على إعفاءات من الرسوم الجمركية على الحديد والسيارات.
كانت سيول قد اتفقت أواخر أبريل نيسان على التوصل إلى «رزمة تجارية» قبل نهاية مهلة التفاوض التي تنتهي في يوليو تموز، لكن الفراغ السياسي قبيل الانتخابات المرتقبة غيّب القرار السياسي اللازم.
في خلفية المشهد، أعلنت شركة هيونداي ستيل الكورية في مارس عن مشروع لإنشاء مصنع ضخم في ولاية لويزيانا الأميركية بتكلفة 5.8 مليار دولار، لكنه لن يبدأ الإنتاج قبل 2029.
كما وقّعت بوسكو اتفاقاً مبدئياً للمشاركة في المشروع، في محاولة استراتيجية لتوطين جزء من الإنتاج داخل السوق الأميركية تفادياً للرسوم.
أما في الهند فقد دقّت أجراس الخطر، إذ تعتمد نيودلهي بشكل كبير على سوق الألومنيوم الأميركية، حذّر مدير اتحاد الصناعات المعدنية الهندي، بي. كيه. بهاتيا، من «تداعيات كارثية» متوقعة، لكنه عبّر عن أمل بالتوصل إلى حلول عبر الحوار.