قالت إندونيسيا اليوم السبت إنها تتوقع الانتهاء من مفاوضات اتفاق التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية يونيو حزيران الجاري. جاء ذلك بعد مسار تفاوضي امتد لتسع سنوات، في خطوة تهدف إلى تعزيز صادرات البلاد وتنويع شراكاتها الاقتصادية وسط تحديات الرسوم الجمركية الأميركية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وأعلن إيرلانغا هارتارتو، وزير الشؤون الاقتصادية لإندونيسيا، عقب لقائه المفوض الأوروبي لشؤون التجارة ماروش شيفتشوفيتش في بروكسل يوم الجمعة، أن الطرفين اتفقا على إغلاق الملفات العالقة، وأنهما «جاهزان لإعلان ختام المفاوضات الجوهرية بحلول نهاية يونيو 2025»، وفقاً لبيان رسمي.
ولم يقدم المسؤول الإندونيسي تفاصيل إضافية بشأن الملفات التي تم التوافق عليها، كما لم يصدر تعليق من وفد الاتحاد الأوروبي في جاكرتا حتى لحظة نشر الخبر، بحسب رويترز.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
الاتحاد الأوروبي خامس شريك تجاري لإندونيسيا
بحسب تصريحات هارتارتو، بلغ حجم التبادل التجاري بين إندونيسيا والاتحاد الأوروبي في عام 2024 ما قيمته 30.1 مليار دولار، وحققت إندونيسيا فائضاً تجارياً بقيمة 4.5 مليار دولار، ما يعكس أهمية السوق الأوروبية لصادراتها الصناعية والزراعية.
وشهدت المفاوضات بين الجانبين تعثرات سابقة على خلفية خلافات تتعلق باللوائح البيئية الأوروبية، لا سيما القيود المفروضة على المنتجات ذات الصلة المحتملة بقطع الغابات، وهو ما يمس مباشرة صادرات زيت النخيل الإندونيسي.
كما أبدى الاتحاد الأوروبي اعتراضه على حظر إندونيسيا لتصدير المواد الخام المعدنية، وهو إجراء تبنته جاكرتا لحماية صناعتها التحويلية الناشئة في مجالات مثل النيكل والألومنيوم.
تسارع تفاوضي مدفوع بالضغوط الأميركية
تسعى إندونيسيا لتسريع وتيرة الاتفاقات التجارية الحرة في ظل التوترات المتصاعدة مع الولايات المتحدة.
وتواجه البلاد رسوماً جمركية أميركية محتملة بنسبة 32 في المئة على سلعها، ضمن حزمة «الرسوم المتبادلة» التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا العام، والتي تم تعليق تنفيذها مؤقتاً حتى يوليو تموز المقبل.
وقد شجعت هذه الضغوط الحكومة الإندونيسية على إعادة توجيه صادراتها إلى أسواق بديلة وتقليل اعتمادها على الشركاء التجاريين التقليديين، مثل الولايات المتحدة، التي تشهد علاقتها التجارية مع العديد من الدول تحولات دراماتيكية في ظل سياسة ترامب الحمائية.
سياق أوسع من إعادة تشكيل التجارة العالمية
تأتي هذه التطورات في وقت يعيد فيه العالم رسم خرائط التجارة العالمية، مدفوعاً بالمنافسة التكنولوجية، وسلاسل الإمداد الجديدة، والتحالفات التجارية الناشئة.
وإذا ما تم الإعلان الرسمي عن اتفاق التجارة الحرة بين إندونيسيا والاتحاد الأوروبي هذا الشهر، فسيُعد خطوة محورية في استراتيجية جاكرتا لتحقيق توازن بين الشرق والغرب اقتصادياً.