قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة إن قرار تعيين رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي سيعلن قريباً جداً، مؤكداً أنه يرى أن «الرئيس الفيدرالي الجيد» هو من يقدم على خفض أسعار الفائدة. وفي حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان»، أوضح ترامب أن القرار «قادم قريباً جداً»، مضيفاً أن اسم كيفن وورش، الحاكم السابق في الفيدرالي، مطروح بجدية وهو «يحظى باحترام واسع»، بحسب تعبيره، وينظر إلى وورش باعتباره من أبرز المرشحين لتولي المنصب خلفاً لجيروم باول.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ضغوط متكررة على باول لخفض الفائدة
في وقت سابق من يوم الجمعة، جدد ترامب دعوته للاحتياطي الفيدرالي إلى خفض سعر الفائدة بمقدار نقطة مئوية كاملة، معتبراً أن باول يتباطأ بشكل كبير في الاستجابة للتحديات الاقتصادية، بحسب رويترز.
يذكر أن ترامب لطالما وجه انتقادات علنية إلى جيروم باول منذ توليه المنصب في 2018، ووصف أداءه مراراً بأنه «مخيب»، معتبراً أن أسعار الفائدة المرتفعة تضعف القدرة التنافسية لأميركا مقابل الصين ودول أخرى.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
في 29 مايو أيار، عقد ترامب لقاء وجهاً لوجه مع باول في المكتب البيضاوي، هو الأول من نوعه منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وخلال اللقاء الذي دام نصف ساعة، قال ترامب إن باول «يرتكب خطأ كبيراً بعدم خفض الفائدة»، وفق ما أكدته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت.
من جانبه، تمسك باول بموقفه المعتاد الرافض لمناقشة التوجهات المستقبلية للسياسة النقدية، مشدداً على أن قرارات الفيدرالي تستند إلى «تحليل موضوعي وغير سياسي»، بحسب بيان رسمي صادر عن البنك المركزي.
سياسة الاستقلال النقدي تتعرض للاختبار
رغم أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي صُمم ليعمل باستقلالية عن السلطة التنفيذية، فإن لقاءات الرؤساء مع رئيس الفيدرالي تعد نادرة، وقد أثارت تحركات ترامب الأخيرة تساؤلات حول هذا التوازن الدستوري الدقيق.
وخلال مؤتمر صحفي في 7 مايو أيار، قال باول صراحة «لم أطلب لقاء مع أي رئيس، ولن أفعل ذلك أبداً».
ومنذ تعيينه في 2018، لم يلتق ترامب باول إلا مرتين قبل هذا الاجتماع، كلاهما في 2019. وكان آخر لقاء لباول مع الرئيس السابق جو بايدن في عام 2022.
تهديدات بالعزل.. ثم تراجع بعد صدمة السوق
في أبريل نيسان الماضي، ألمح ترامب صراحة إلى أنه قد يقدم على إقالة باول، ما أثار مخاوف في الأسواق، لكن بعد رد فعل سلبي من وول ستريت، تراجع عن هذا التهديد.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن ترامب لم يناقش مسألة تغيير باول خلال اللقاء الأخير، قائلة إن الهدف كان «مجرد الترحيب وتبادل الحديث».
الفيدرالي يتمهل وسط ضغوط التضخم والتجارة
في اجتماعهم الأخير، أعرب صانعو السياسة في الفيدرالي عن قلقهم من أن سياسات ترامب التجارية المتقلبة قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم وزيادة البطالة في آن واحد، وأشار محضر الاجتماع إلى أن حالة «عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية قد ازدادت»، وهو ما يدفعهم إلى «نهج حذر حتى تتضح آثار السياسات الحكومية».
وجاء الاجتماع بعد أيام من قرار محكمة تجارية بإلغاء رسوم جمركية فرضها ترامب، قبل أن يتم تجميد الحكم من قبل محكمة الاستئناف، ويعد هذا الفصل حلقة جديدة في مسار حروب ترامب التجارية التي بدأت منذ ولايته الأولى.
وما زالت الأسواق تراقب عن كثب مصير رئاسة الفيدرالي في ظل هذه الضغوط. وإذا ما تم اختيار شخصية أكثر مرونة تجاه خفض الفائدة، كما يرغب ترامب، فقد يشهد السوق موجة جديدة من التحولات في التسعير والتوقعات.