اندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء لوس أنجلوس، في أعقاب اعتقال العشرات في عمليات إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في جميع أنحاء المدينة.
ورداً على ذلك، وقع الرئيس ترامب مذكرة تأمر بنشر ما لا يقل عن 2000 جندي من الحرس الوطني في مقاطعة
لوس أنجلوس بسبب الاشتباكات بين سلطات الهجرة والمتظاهرين، لكن ما الذي حدث وكيف يمكن أن تؤثر الاحتجاجات على الاقتصاد الأميركي؟
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
كيف بدأت احتجاجات لوس أنجلوس؟
نفّذ ضباط دائرة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE)، مذكرات تفتيش في مواقع متعددة بداية الجمعة، بما في ذلك خارج مستودع ملابس في حي الأزياء.
وجاء هذا الإجراء بعد أن وجد قاضٍ سبباً وجيهاً لاستخدام صاحب العمل وثائق مزورة لبعض عماله، وفقاً لممثلي تحقيقات الأمن الداخلي ومكتب المدعي العام الأميركي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وشهد الخارج مشهداً متوتراً عندما حاول حشد من الناس منع العملاء من المغادرة بسيارتهم.
وتركزت الاحتجاجات أيضاً يوم الجمعة حول مبنى فيدرالي في وسط مدينة لوس أنجلوس بعد انتشار كلمة بين المتظاهرين مفادها أن المعتقلين محتجزون في قبو ذلك المبنى.
وقال المدافعون عن حقوق المهاجرين، إن هناك أيضاً احتجازات للمهاجرين خارج متاجر هوم ديبوت ودايل دونتس.
واندلعت احتجاجات في مدينة باراماونت بمقاطعة لوس أنجلوس، أمس السبت، بعد أن تبين أن ضباط إنفاذ القانون الفيدراليين كانوا ينفذون عملية هجرة أخرى هناك.
وقال روبرت لونا، قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس، إن عملاء فيدراليين أطلقوا ذخائر غير قاتلة قبل وصول النواب إلى مكان الحادث.
حملة من الاعتقالات
وصرحت وزارة الأمن الداخلي، في بيان، لها أن عمليات دائرة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) في لوس أنجلوس أسفرت عن اعتقال 118 مهاجراً هذا الأسبوع، من بينهم 44 شخصاً في عمليات الجمعة.
وأضافت الوزارة أن من بين المعتقلين خمسة أشخاص مرتبطين بمنظمات إجرامية وأشخاص لهم سوابق إجرامية.
وفي أعقاب الاعتقالات التي جرت، تجمع المتظاهرون في المساء خارج مركز احتجاز فيدرالي، وهتفوا: «أطلقوا سراحهم، ودعوهم يبقوا!».
ورفع بعضهم لافتات تحمل شعارات مناهضة لدائرة الهجرة والجمارك، بينما كتب آخرون كتابات جرافيتي على جدران المبنى.
ومن بين المعتقلين في الاحتجاجات ديفيد هويرتا، الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي لموظفي الخدمات.
وأكد المتحدث باسم وزارة العدل، كيران ماك إيفي، احتجازه يوم السبت، في مركز احتجاز متروبوليتان في لوس أنجلوس قبل مثوله أمام المحكمة يوم الاثنين.
في الساق ذاته وقّع الرئيس الأميركي ترامب، مذكرة لإصدار أمر بنشر ما لا يقل عن 2000 جندي من الحرس الوطني في مقاطعة لوس أنجلوس لمدة 60 يوماً أو حسب تقدير وزير الدفاع.
وقال ترامب، في منشور له عبر حسابه على منصة تروث سوشيال «إذا كان الحاكم جافين نوسكوم من كاليفورنيا، ورئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس، لا يستطيعان القيام بعملهما، وهو ما يعلم الجميع أنهما لا يستطيعان القيام به، فإن الحكومة الفيدرالية ستتدخل وتحل المشكلة، أعمال الشغب والنهب، بالطريقة التي ينبغي حلها بها».
ووفقاً للمذكرة التي أصدرها ترامب، يجوز لوزير الدفاع توظيف أي أعضاء آخرين من القوات المسلحة النظامية حسب الضرورة لتعزيز ودعم حماية الوظائف والممتلكات الفيدرالية بأي عدد يحدده مناسباً.
تأثير الأحداث على الاقتصاد الأميركي
ومن المتوقع أن يكون لهذه الأحداث تأثير كبير على الاقتصاد الأميركي، لأن ولاية كاليفورنيا، بمفردها هي رابع أكبر اقتصاد في العالم.
ووفقاً لبيانات الاقتصاد العالمي لعام 2024 الصادرة عن صندوق النقد الدولي، وبيانات مكتب التحليل الاقتصادي، بلغ الناتج المحلي الإجمالي الاسمي لولاية كاليفورنيا 4.1 تريليون دولار، متجاوزاً اليابان التي بلغت 4.02 تريليون دولار، لتحتل كاليفورنيا المرتبة الرابعة عالمياً بعد الولايات المتحدة والصين وألمانيا.
وينمو اقتصاد كاليفورنيا بمعدل أسرع من أكبر ثلاثة اقتصادات في العالم، ففي عام 2024، تجاوز معدل نمو كاليفورنيا البالغ 6 في المئة الاقتصادات الثلاثة الكبرى: الولايات المتحدة (5.3 في المئة)، والصين (2.6 في المئة)، وألمانيا (2.9 في المئة).
ويُعد نجاح كاليفورنيا طويل الأمد، فقد نما اقتصاد الولاية بقوة خلال السنوات الأربع الماضية، بمتوسط نمو اسمي للناتج المحلي الإجمالي بلغ 7.5 في المئة بين عامي 2021 و2024. وتشير البيانات الأولية إلى أنه من المتوقع أن تتفوق الهند على كاليفورنيا بحلول عام 2026.
مع تزايد عدد سكان الولاية والإنفاق السياحي القياسي الأخير، أصبحت كاليفورنيا الولاية الأولى في أميركا من حيث بدء الأعمال التجارية الجديدة، والوصول إلى تمويل رأس المال الاستثماري، والتصنيع، والتكنولوجيا الفائقة، والزراعة.
وتُسهم الولاية في دفع عجلة النمو الاقتصادي الوطني، كما تُرسل إلى الحكومة الفيدرالية أكثر من 83 مليار دولار مما تتلقاه من تمويل فيدرالي.
وتُعدّ كاليفورنيا أكبر مُنتج زراعي في الولايات المتحدة، كما تُعدّ مركز الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة، حيث تضم أكثر من 36 ألف شركة تصنيع تُوظّف أكثر من 1.1 مليون مواطن كاليفورني، بالإضافة إلى أن بها أكبر نسبة من المهاجرين في الولايات المتحدة، وبالتالي سيكون لهذه الأحداث تأثير على الاقتصاد.