ما زالت تداعيات أسوأ انقطاع كهربائي في تاريخ شبه الجزيرة الإيبيرية تتفاعل، بعد أكثر من شهر على الحادثة التي تركت نحو 60 مليون شخص في إسبانيا والبرتغال دون كهرباء لساعات طويلة، وسط غموض حول الأسباب وتأخر في الوصول إلى إجابات واضحة. عبّرت وزيرة الطاقة الإسبانية، سارا اغيسين، عن استيائها من بطء شركات الكهرباء الخاصة في تقديم المعلومات اللازمة للتحقيق، مشيرة إلى أن البيانات تصل الآن بشكل «متقطّع وبطيء» رغم التعاون السريع في الأيام الأولى التي تلت الانقطاع الكبير في 28 أبريل نيسان.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
شددت الوزيرة، التي كانت تتحدث من مدينة نيس الفرنسية خلال مشاركتها في مؤتمر تابع للأمم المتحدة، على أن المعلومات باتت أكثر تعقيداً الآن، لكنها أكدت ضرورة تسريع وتيرة التعاون لتحديد السبب الحقيقي واتخاذ التدابير اللازمة.
لا تسير التحقيقات التي تقودها وزارة الطاقة وحدها، بل تشارك فيها أيضاً أجهزة الأمن السيبراني والمخابرات الإسبانية، وقد زارت مقار عدد من شركات الطاقة لجمع البيانات.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
كما يحقق القضاء الإسباني في احتمال تعرض النظام لهجوم سيبراني، بينما أطلق مشغلو شبكات النقل الكهربائي الأوروبيون تحقيقاً موازياً.
نفت جمعية «أليك» التي تمثل كبرى شركات الكهرباء مثل «إيبيردرولا» و«إنديسا»، تأخر الشركات في التعاون، مؤكدة أنها قدمت كل ما طُلب منها، ووصفت الانتقادات بأنها «غير صحيحة وتشوّه التحليل الفني المحايد».
من جهتها، ألقت «ريد إليكتريكا»، المشغلة الوطنية لشبكة النقل، باللوم جزئياً على بعض محطات التوليد التقليدية كالمحطات النووية والغازية والكهرومائية، مشيرة إلى أنها لم تستجب بما يكفي للمساعدة في الحفاظ على استقرار الجهد الكهربائي، لكنها توقفت عن تأكيد مسؤوليتها الكاملة عن الحادث.
ويحقق المختصون حالياً في فرضية أن ارتفاع الجهد الكهربائي بشكل غير طبيعي ربما أدى إلى فقدان مفاجئ في التوليد، ما تسبب في انهيار الشبكة.
ويُذكر أنه في 28 أبريل نيسان 2025، شهدت إسبانيا والبرتغال واحدة من أكبر حالات الانقطاع المفاجئ للكهرباء في أوروبا، ما أصاب ملايين الأسر والمؤسسات بالشلل، وأثار تساؤلات كبيرة حول كفاءة واستعداد أنظمة الطاقة، خاصة في ظل تنامي الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة ومخاطر الهجمات السيبرانية.
فتح الحادث باب الجدل حول مزيج الطاقة في إسبانيا، والتوازن بين مصادر التوليد التقليدية والجديدة، ومدى جاهزية البنية التحتية لمواجهة التحديات المستقبلية.