في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لرئيس دولة أجنبية منذ تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المثيرة للجدل بشأن شراء الجزيرة، يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد إلى غرينلاند، مؤكداً أن أوروبا هنا ولن تسمح بالافتراس السياسي أو الاستراتيجي لهذا الإقليم الذاتي الحكم التابع للدنمارك. وقال ماكرون قبل الزيارة نحن هنا، ومستعدون لإعادة الاستثمار في غرينلاند حتى لا تكون عرضة لأطماع الآخرين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ترامب وحلم الاستحواذ على غرينلاند
لطالما عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اهتمامه الاستراتيجي بغرينلاند الغنية بالموارد، والتي تقع في موقع بالغ الأهمية من الناحية الأمنية في منطقة القطب الشمالي، بل ولم يستبعد استخدام القوة لضمها إلى الولايات المتحدة.
وشددت السلطات الدنماركية والغرينلاندية مراراً على أن مستقبل الجزيرة يقرره سكانها وحدهم، مؤكدة أن غرينلاند ليست للبيع، في موقف تلقّى دعماً فرنسياً وأوروبياً متزايداً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
رسالة سيادية وتضامن أوروبي
أوضح قصر الإليزيه أن زيارة ماكرون تأتي تلبية لدعوة من رئيس وزراء غرينلاند ينس-فريدريك نيلسن ورئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن، وتُعد رسالة تضامن أوروبي ودعماً واضحاً لسيادة غرينلاند وسلامة أراضيها.
وسيركز الرئيس الفرنسي في زيارته أيضاً على الأمن في القطب الشمالي وسبل إشراك غرينلاند في المشاريع الأوروبية التنموية مع احترام سيادتها الكاملة.
ذوبان الجليد ومخاطر المناخ
من المنتظر أن يحلق ماكرون فوق أحد الأنهار الجليدية لمعاينة التغير المناخي عن كثب، خاصة أن غرينلاند شهدت خلال السنوات الست الماضية أعلى معدلات ذوبان جليدي على الإطلاق، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
ويغطي أكثر من 275 ألف نهر جليدي في العالم ما يقارب 700 ألف كيلومتر مربع، لكن هذه الكتل الجليدية تنكمش بوتيرة متسارعة، مسببة ارتفاع مستويات البحار.
من الطاقة النظيفة إلى الوجود العسكري
ضمن جولته، سيزور ماكرون محطة كهرومائية ممولة من الاتحاد الأوروبي، ثم يلتقي زعيمي غرينلاند والدنمارك على متن حاملة مروحيات دانماركية، قبل أن يتوجه إلى كندا لحضور قمة مجموعة السبع.
وتأتي هذه الزيارة بعد تصريحات نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس خلال زيارته لقاعدة بيتوفيك العسكرية في مارس الماضي، والتي اتهم فيها الدنمارك بـ«إهمال أمن سكان غرينلاند»، وهو ما أثار ردود فعل حادة في كل من نوك (عاصمة غرينلاند) وكوبنهاغن.
(أ ف ب)