اليابان وأميركا على خلاف.. الهوة بين الحليفين تزداد بسبب الرسوم الجمركية

رئيس وزرء اليابان يضيع فرصة التوافق التجاري مع ترامب (شترستوك)
رئيس وزرء اليابان يضيع فرصة التوافق التجاري مع ترامب
رئيس وزرء اليابان يضيع فرصة التوافق التجاري مع ترامب (شترستوك)

فشلت مساعي رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، هذا الأسبوع، لدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تخفيف الرسوم الجمركية التي تُهدد اقتصاد بلاده ومستقبله السياسي، ما يبرز الهوة بين الحليفين مع اقتراب موعد فرض المزيد من الرسوم.

سافر إيشيبا إلى قمة مجموعة السبع في كندا على أمل إعادة المحادثات إلى مسارها الصحيح بعد أن واجه المفاوضون اليابانيون صعوبة في الحصول على مهلة قبل تنفيذ القرار الأميركي بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على السيارات المستوردة، وفقاً لمسؤولين مطلعين على الأمر.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

لم ينجح اللقاء القصير الذي انعقد الاثنين الماضي بين إيشيبا وترامب عند سفوح جبال روكي الكندية في إحداث تغيير يُذكر في التوقعات القاتمة للصناعة اليابانية التي تستعد لتحمل رسوم أعلى بداية من 9 يوليو.

قد يُضعف الفشل في ملف التجارة الدولية ثقة الشعب في إيشيبا، في الوقت الذي يستعد فيه لخوض انتخابات مجلس الشيوخ المحفوفة بالمخاطر الشهر المقبل.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

قال إيشيبا للصحفيين أمس الثلاثاء قبل مغادرته كندا «على الرغم من جهودنا الحثيثة لإيجاد أرضية مشتركة من خلال مناقشات جادة، إلّا أن اجتماع الأمس مع الرئيس ترامب أكد وجود خلافات».

وصرّح ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية في وقت سابق بأن «هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق»، لكنه بدا غير راغب في التنازل، وأضاف «في النهاية سنرسل رسالة نوضح فيها أن هذا ما ستدفعونه، وإلّا فلن تتعاملوا معنا».

السيارات

كانت القضية الأكثر إلحاحاً بالنسبة لليابان هي تأثير رسوم ترامب الجمركية في قطاع السيارات الذي يوظف ما يقرب من عُشر عمال البلاد ويمثل خُمس الصادرات.

انخفض إجمالي صادرات اليابان في مايو لأول مرة منذ ثمانية أشهر، ما زاد الضغط على اقتصادها الهش، رابع أكبر اقتصاد في العالم.

أعلنت شركة تويوتا موتور، الشركة الرائدة في صناعة السيارات في اليابان، أن الرسوم الجمركية قد خفّضت أرباحها بمقدار 180 مليار ين (1.2 مليار دولار) في شهري أبريل ومايو وحدهما.

وقالت هوندا إنها تتوقع تضرر أرباحها هذا العام بمقدار 650 مليار ين (4.5 مليار دولار) من الرسوم الجمركية المفروضة من الولايات المتحدة ودول أخرى، بينما رفضت مازدا موتور إصدار توقعات أرباح للعام بأكمله بسبب حالة عدم اليقين الناتجة عن الرسوم الجمركية.

صرّحت حكومة إيشيبا علناً بأنها تهدف إلى الحصول على إعفاء كامل من رسوم ترامب على السيارات، لكن وراء الكواليس كان مفاوضوها يحاولون إقناع واشنطن بخفضها إلى نحو 10 في المئة، وفقاً للمصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها نظراً لحساسية الأمر.

وفّرت اتفاقية ترامب التجارية مع بريطانيا نموذجاً لنجاح آلية التفاوض، حيث وافقت الولايات المتحدة على السماح لحصة من السيارات البريطانية بأن تخضع لضريبة جمركية بنسبة 10 في المئة فقط.

وتقترح اليابان، المُصدر المهم للسيارات إلى الولايات المتحدة، في مقابل تخفيف الأعباء عن قطاع السيارات، زيادة مشترياتها من الغاز الأميركي وسلع أخرى لإعادة التوازن إلى عجز تجاري لطالما أزعج ترامب.

ولكن قبل أيام قليلة من وصول إيشيبا إلى كندا لحضور قمة مجموعة السبع، اتضح للمفاوضين اليابانيين أن واشنطن غير مستعدة للتراجع، وفقاً لأحد المصادر.

الدبلوماسية

يرجّح كينجي مينيمورا، الباحث البارز في معهد كانون للدراسات العالمية، أن إيشيبا أخطأ في حساباته بتوقعه تحقيق إنجاز تجاري مع ترامب.

وقال عضو بارز في البرلمان الياباني، مُقرب من إيشيبا، إن رئيس الوزراء قرر تأجيل التفكير في توقيع اتفاقية تجارية جديدة، وسيركّز على إقناع ترامب بتمديد فترة تعليق الرسوم المتبادلة.

وقدّرت شركة ميزوهو للأبحاث أن الرسوم الجمركية مجتمعة قد تخفض الناتج المحلي الإجمالي لليابان بنحو 1 في المئة.

قال هيروشي شيراتوري، أستاذ التحليل السياسي المعاصر بجامعة هوسي: «إن عدم التوصل إلى اتفاق في القمة قد يثير الشكوك بشأن المهارات الدبلوماسية لإدارة إيشيبا».

وقد يواجه ائتلاف إيشيبا الحاكم صعوبة في الحفاظ على أغلبيته في تصويت مجلس الشيوخ، في تكرار لنتيجة انتخابات مجلس النواب في أكتوبر الماضي، وبالتالي إقالته، وفقاً لمحللين سياسيين.

وحتى لو استمر الحزب الليبرالي الديمقراطي في سدة الحكم، فهناك احتمال بنسبة 70 في المئة تقريباً أن يرحل إيشيبا عن قيادته، وفقاً لما قاله مايكل كوتشيك، أستاذ العلوم السياسية بجامعة تيمبل في طوكيو، وأضاف: «إذا تكبدوا خسارة كبيرة، فيجب على إيشيبا الرحيل، لا يمكن للحزب خسارة دورتين انتخابيتين متتاليتين».

وقد يحصل إيشيبا على فرصة أخرى لإحراز تقدم مع ترامب في وقتٍ لاحق من هذا الشهر، حيث من المقرر أن يحضر الزعيمان قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تستمر مدة يومين في لاهاي ابتداءً من 24 يونيو الحالي.