تزايدَ عدد اليخوت الزائرة للخليج العربي بوتيرة مطردة في الأعوام الثلاثة الأخيرة، إذ توقع ميرجن دي وارد، مؤسس ومدير «سوبر يخت تايمز»، أن يزور المنطقة نحو 850 يختاً عملاقاً من مناطق مختلفة، أبرزها أوروبا وأميركا وآسيا ودول الشرق الأوسط.

ووفق دراسة أعدتها «سوبر يخت تايمز»، بلغ عدد اليخوت الزائرة للخليج 166 يختاً من أصل 324 يختاً عبرت المياه الإقليمية الخليجية، وذلك للفترة الممتدة من 2017 إلى 2022.

وقال ميرجن «هنالك 5500 يخت عملاق حول العالم، يتوجه معظمها إلى الشرق الأوسط والكاريبي، لكن هناك اهتماماً من مالكي اليخوت القدامى والجدد لاكتشاف مناطق جديدة، ولعل إحدى هذه الوجهات هي الإمارات التي عززت موقعها كمركز إقليمي لليخوت الراغبة في الذهاب إلى مناطق مختلفة كالمالديف وسيشل وغيرها من دول آسيا».

أضاف «الإمارات لديها بنى تحتية ممتازة للمرافئ والمراسي، كما أنها تستثمر في خدمات تجديد اليخوت».

حصة الأسد للعرب

يمتلك العرب ثلث اليخوت العملاقة من فئة فوق الـ100 متر التي يصل عددها الإجمالي إلى 60 يختاً، بينما تصل هذه النسبة إلى 13 في المئة لليخوت التي يتراوح طولها بين 60 و80 متراً، وثمانية في المئة لليخوت بطول 40 متراً وما دون.

في ضوء ذلك، زادت دبي من استثماراتها في المنشآت البحرية والبنى التحتية، فخلال السنوات الخمس الماضية، أنجزت العديد من المراسي والموانئ بهدف استيعاب اليخوت المقيمة والزائرة.

وتوفر دبي اليوم نحو ثلاثة آلاف رصيف لليخوت موزعة على 15 ميناء تم تدشينها بين عامَي 2017-2020، مثل دبي هاربور وميناء راشد وبولغري مارينا ومرسى العرب.

هذه المشاريع جاءت ضمن برامج تطوير متكاملة سياحية وسكنية وتجارية، تستهدف جذب المزيد من أصحاب اليخوت الباحثين عن أسلوب حياة مميز وعصري.

كما حدثت دبي التشريعات واللوائح المحفزة، وسهلت دخول اليخوت الزائرة بنظم تسمح لها بالوصول والرسو من خلال إصدار تراخيص ملاحية لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد وشاملة لأذون الدخول للبحّارين.

تجديد اليخوت في أبوظبي

استطاعت دبي عبر السنوات الماضية جذب أسماء كبيرة للوسطاء العالميين في مجال اليخوت العملاقة لتصبح ممثلة عبر مكتب إقليمي خاص لها، أمثال «بورجس» و«كامبر اند نيكلسون»، التي افتتحت مؤخراً معرضاً لها في دبي.

أما في مجال صناعة اليخوت، فلا يزال حضور الشركات الأجنبية بمكاتب إقليمية متواضعاً أو شبه منعدم، ليقتصر على الوكالات أو عبر وسطاء معتمدين، فيما عدا «بينيتي» و«أزيموت»، التي لديها مكتب إقليمي في الكويت.

لكن هذا الوضع قد يتغير، فقد أعلنت «ماريناز P&O» نهاية العام الماضي عن إنشاء أول مصنع لتجديد اليخوت في أبوظبي بالتعاون مع «السير مارينز« و«MB92».

وفي السياق نفسه، افتتحت «سان ريف» أول صالة عرض لها في دبي، وكانت قد أعلنت مؤخراً عن إنشاء أول مصنع لليخوت في رأس الخيمة بالتعاون مع «فويلر».

معرض دبي لليخوت

ومعرض دبي الدولي لليخوت والقوارب من أبرز الفعاليات الاقتصادية في هذا المجال بالعالم العربي.

يجذب المعرض هذا العام نحو 800 عارض ومن المتوقع أن يصل عدد الزوار إلى 30 ألف زائر، مقارعاً بذلك أكثر المعارض الدولية عراقة، كمعرض موناكو الدولي، إذ تمضي دبي مسرعةً لاستقطاب المزيد من اليخوت، لكن تحديث التشريعات، وإنفاذها، وبناء المرافق المكملة لقطاع صناعة اليخوت هي أمور تحتاج إلى عامل الوقت، بحسب ميرجين.