أعلنت الرئيسة التنفيذية لشركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية السعودية، ريهام الجيزي، في مقابلة مع «CNN الاقتصادية» أن المزادين الأول والثاني للشركة لبيع أرصدة ائتمان الكربون الطوعية شكّلا “اختباراً ناجحاً لتجاوب السوق الإقليمية مع المبدأ قبيل إطلاق المنصة أوائل العام المقبل».

وفي أكتوبر 2022، أعلن صندوق الاستثمارات السعودي (PIF) عن تأسيس شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية، بملكية 80 في المئة للصندوق، و20 في المئة لمجموعة تداول السعودية القابضة.

وتنافست 16 شركة في تقديم عطاءات على أرصدة انبعاثات الكربون الطوعية يوم الأربعاء في مزاد استضافته العاصمة الكينية نيروبي، وهو أكبر مزاد علني من نوعه في العالم تنظمه شركة سوق الكربون الطوعية الإقليمية. وتحدد سعر المقاصة (التسوية) عند 23.50 دولاراً للطن.

وقالت الشركة في بيان اثر المزاد إنها «نجحت في مزايدة 2.2 مليون طن من أرصدة ائتمان الكربون، وذلك في أكبر مزاد لائتمان الكربون»، موضحة أن أرصدة الكربون عالية الجودة وهي متوافقة مع معايير «كورسيا» (CORSIA) ومسجلة لدى منظمة «فيرا» (Verra).

وقامت شركة «أرامكو» العملاقة للنفط والشركة السعودية للكهرباء وشركة «إينووا» (التابعة لنيوم) بشراء أكبر عدد من أرصدة ائتمان الكربون.

وتساهم مزادات أرصدة ائتمان الكربون في تمكين الشركات العاملة في مختلف القطاعات بالمنطقة على تأدية دورها في المشاركة للوصول إلى أهداف الحياد الكربوني الصفري.

وأوضحت الجيزي لـ «CNN الاقتصادية» قبل المزاد: «نريد تسليط الضوء على نقص الاستثمارات في المشاريع المتعلقة بالمناخ في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب الكرة الأرضية بشكل عام».

وعلّقت بعد انتهائه بالقول «لقد عقدنا اليوم بنجاح أكبر مزاد لائتمان الكربون عالي الجودة، وقمنا ببيع أكثر من 2.2 طن من أرصدة الكربون. وكنا قد قمنا سابقاً ببيع 1.4 مليون طن من أرصدة ائتمان الكربون في المزاد الذي عقدناه في شهر أكتوبر (تشرين الأول)من العام الماضي».

وقال الصندوق في بيان حينها إن الشركة تهدف لدعم الشركات والقطاعات في المنطقة لتمكينها من الوصول إلى الحياد الصفري، بالإضافة إلى ضمان شراء أرصدة الكربون لتخفيض الانبعاثات الكربونية في سلاسل القيمة.

وأشارت الجيزي إلى أن الاستثمارات العالمية في المشاريع المتعلقة بالمناخ في الولايات المتحدة وأوروبا تجاوزت 188 مليار دولار، في حين أن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لم تحقق سوى 30 مليار دولار.

وسيكون هذا ثاني مزاد للشركة منذ بدايتها، حيث أقيمت الجولة الأولى في الرياض في أكتوبر تشرين الأول الماضي، وبيع 1.4 مليون طن من أرصدة الكربون.

مشاريع صديقة للبيئة

وقالت الجيزي إن ائتمانات الكربون التي يتم بيعها تمول إما مشاريع تتجنب الانبعاثات باستخدام تقنيات مستدامة، أو تزيل الكربون من الغلاف الجوي.

وتغطي أرصدة ائتمان الكربون التي جرت المزايدة عليها 18 مشروعاً تضمنت مشاريع متنوعة تتفادى إصدار الانبعاثات الكربونية وتعمل على إزالتها.

ويتركز نحو ثلاثة أرباع هذه المشاريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول جنوب صحراء إفريقيا، بما في ذلك مشاريع في كينيا وبوروندي ورواندا والمغرب وأوغندا ومصر وجنوب إفريقيا.

كما ستساعد هذه الأرصدة في تمويل مشاريع توريد مواقد طهي نظيفة ومحسنة ومشاريع للطاقة المتجددة في هذه الدول.

وقالت الجيزي في هذا الخصوص لـ «CNN الاقتصادية» إن «الحافز الاقتصادي لمطور المشروع هو إنشاء مشاريع غير متوفرة دون أسواق الكربون الطوعية، إذ لدى هذه المشاريع إيرادات، ما يعني زيادة من نشاط أرصدة الكربون».

ولفتت الجيزي إلى أن التركيز في المشاريع هو على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ إنها الأكثر تأثراً بتغير المناخ.

وأضافت في بيان الشركة إثر المزاد «هدفنا أن نصبح أحد أكبر أسواق الكربون الطوعية في العالم بحلول عام 2030، سوقاً قادراً على تعويض مئات ملايين الأطنان من انبعاثات الكربون سنوياً، وفي ضخ التمويل إلى المشاريع التي تواجه التغير المناخي وترتقي بمستويات العيش في دول الجنوب العالمي».

فعلى سبيل المثال، وفق ما قالت المديرة التنفيذي للشركة، تحتاج بلدان إفريقيا جنوب الصحراء إلى 10.8 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي لمكافحة تغير المناخ مقابل 6.5 في المئة في أوروبا وأميركا.

ومن بين المجموعات المشاركة في المزاد هذا العام كبرى الشركات السعودية مثل «أرامكو» و«سابك» وشركة الاتصالات السعودية و«نيوم» عبر شركة «إينووا»، وغيرها من قطاعات الطاقة والبنوك والاتصالات والشحن.

وقال البنك الدولي الأسبوع الماضي إن كينيا يمكن أن تحول التهديد الذي تواجهه من تغير المناخ إلى فرصة من خلال جذب الاستثمارات الخضراء من المستثمرين الدوليين.

وتسهم دولة شرق إفريقيا بأقل من واحد في المئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية السنوية، ما يتيح لها فرصاً لزيادة عروض ائتمانات الكربون.