تسعى باكستان جاهدة لمواجهة التأثيرات الحادة لموجات الحر على محاصيل المانجو من خلال تبني حلول مستدامة تعتمد على الطبيعة.

تُعرف باكستان عالمياً بجودة المانجو التي تنتجها، ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، تأثرت العديد من الأصناف بتقلبات الطقس، مثل موجات الحر، ونوبات الصقيع، والعواصف البردية، والرياح، والأمطار الغزيرة، والفيضانات؛ ما أثر على حجم الإنتاج المتوقع.

في محاولة للحفاظ على هذا المحصول الثمين، تعمل الحكومة بالتعاون مع المزارعين والمصدرين على البحوث والاستثمار في مفهوم «حديقة الجينوم»، يتضمن هذا المشروع زراعة أنواع متعددة من المانجو لدراسة تنوعها الجيني وقدرتها على التكيف مع الظروف البيئية المحلية.

وفقاً لتقرير معهد أبحاث المانجو في ملتان لعام 2021، تؤدي موجات الحر دائماً إلى تقليل حجم الفاكهة في جميع الأصناف، كما تؤثر الظروف الضبابية الطويلة على كثافة الإزهار، ويضر الصقيع بالنباتات الصغيرة، وأشار التقرير إلى أن باكستان تعتبر من بين الدول الأكثر تضرراً من تغير المناخ؛ ما يمثل تحديات كبيرة لنمو محاصيل المانجو، وفقاً لـ«fairplanet».

مزايا حدائق الجينوم

وأوضح الدكتور عابد سوليهري، أخصائي الأمن الغذائي ورئيس معهد سياسات التنمية المستدامة في إسلام آباد، أن حدائق الجينوم توفر ميزة حاسمة في الحفاظ على الجينات للاستخدام الحالي والمستقبلي، وقال: «يمكننا إنشاء مختبر بيولوجي يفيد الأجيال القادمة من خلال تحديد الأصناف المناسبة للتربة والمناخ الباكستاني وتطوير أصناف جديدة».

وأشار مولتان عبدالغفار جريوال، مدير معهد أبحاث المانجو (MRI)، إلى أن حدائق الجينوم، المعروفة سابقاً بوحدة السلالة أو الأصول الوراثية، تحظى الآن باهتمام كبير من المزارعين في البلاد، وذكر أن تكاليف إنشاء حديقة جينوم مرتفعة؛ ما يجعل الأمر صعباً على جميع المزارعين، لكن الحكومة تسعى لتوسيع نطاق هذه الحدائق في حال توفر الموارد.

إنتاج المانجو في باكستان

تعتبر المانجو ثاني أكبر محصول فاكهة في باكستان بعد الكينو، وتُزرع المانجو في مناطق مثل ملتان، وباهاوالبور، وخانيوال، وفيهاري، وديرا غازي خان، وراجانبور، ورحيم يار خان، وبعض مناطق السند، حيث تشكل الفاكهة جزءاً أساسياً من غذاء السكان المحليين.

يبلغ إنتاج باكستان من المانجو نحو 1.44 مليون طن متري في عام 2021-2022، وتصدّر معظم الإنتاج إلى الشرق الأوسط، آسيا الوسطى، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، وعدة دول أوروبية.

تعمل معاهد البحوث المختلفة في باكستان على تعزيز إنتاج المانجو، حيث تواصل جهودها بدعم من التمويل الحكومي، في البنجاب، تزرع المانجو على مساحة 99 ألف هكتار، بينما في السند تزرع على مساحة أقل، ومعظم الإنتاج يأتي من البنجاب.

تأثرت بساتين المانجو بالظروف الجوية القاسية وغير المتوقعة؛ ما أدى إلى انخفاض الإنتاجية، أشارت جمعية مصدري الفاكهة والخضراوات الباكستانية إلى توقع انخفاض كبير في إنتاج المانجو هذا العام، حيث من المتوقع أن ينخفض الإنتاج إلى 1.44 مليون طن متري، بانخفاض 20% عن الطاقة الإنتاجية السنوية المعتادة.

خلال الحقبة الاستعمارية البريطانية، أدركت حكومة السند الإمكانات الكبيرة لبساتين المانجو في ميربورخاص، وأنشأت محطة أبحاث البستنة في السند عام 1932، والتي تطورت فيما بعد إلى معهد أبحاث البستنة في السند، يدير المعهد حديقة جينوم تضم نحو 80 نوعاً محليًا وأجنبياً من المانجو.

أول حديقة جينومية

أنشأ الدكتور مير أمان الله تالبور أول حديقة جينومية خاصة تمتد على مساحة سبعة أفدنة على أرض عائلته في السند، تهدف هذه الحديقة إلى دراسة تنوع المانجو وتكيفها مع الظروف البيئية المحلية، وأعرب تالبور عن رغبته في ترك إرث دائم للأجيال القادمة.

تحمل حدائق الجينوم قيمة كبيرة لكل من المزارعين والحكومة في باكستان، خاصة في ظل الظروف المناخية المتغيرة، تسهم هذه الحدائق في الحفاظ على الأصناف المختلفة وتطوير أصناف جديدة أكثر مقاومة للظروف البيئية الصعبة.