ظهور «ديب سيك» يهدد هيمنة وادي السيليكون بتكلفته المنخفضة

ابتكار ديب سيك الصيني يثير القلق في وادي السيليكون (أ.ف.ب)
ظهور «ديب سيك» يهدد هيمنة وادي السيليكون بتكلفته المنخفضة
ابتكار ديب سيك الصيني يثير القلق في وادي السيليكون (أ.ف.ب)

أثار ظهور نموذج ذكاء اصطناعي صيني شبيه بـ«تشات جي بي تي» يُطلق عليه «ديب سيك Deepseek»، موجة من القلق في وول ستريت، يوم الاثنين، فضلاً عن تنبؤات بحدوث اضطرابات في وادي السيليكون.

ظهور ديب سيك

تم إطلاق نموذج ديب سيك الجديد في نهاية الأسبوع الماضي، لكنه في البداية لم يحظَ باهتمام واسع، إذ طغى عليه تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تزامن مع اليوم نفسه.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ومع ذلك، في عطلة نهاية الأسبوع، أصبح تطبيق ديب سيك هو الأكثر تحميلاً على متجر أبل الأميركي، متفوقاً على تطبيق «تشات جي بي تي» من «أوبن إيه آي».

ما أثار القلق الحقيقي في الصناعة هو تصريح ديب سيك بأنها طورت نموذجها الأخير «آر1»، بتكلفة منخفضة جداً مقارنة بما تستثمره الشركات الكبرى في تطوير الذكاء الاصطناعي، خاصة على رقائق إنفيديا المكلفة والبرمجيات المرتبطة بها.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

تحديات كبيرة لوادي السيليكون

يشكل هذا التطور علامة فارقة خاصة في ظل الازدهار الذي شهدته صناعة الذكاء الاصطناعي منذ إطلاق «تشات جي بي تي» في أواخر 2022، والذي أسهم في جعل إنفيديا واحدة من الشركات الأكثر قيمة في العالم.

هذا النموذج الصيني قد يغير قواعد اللعبة في وادي السيليكون، خاصة مع التساؤلات التي أثارها حول ضرورة استمرار الشركات الكبرى في ضخ مئات المليارات في استثمارات الذكاء الاصطناعي عندما يمكن لشركة صينية إنتاج نموذج مشابه بتكلفة اقتصادية.

كما أن نموذج ديب سيك يعتبر تحدياً واضحاً لواشنطن وسياستها الرامية إلى الحفاظ على الهيمنة التكنولوجية الأميركية، ويأتي هذا في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة محاولات حظر تطبيق تيك توك المملوك للصين، أو فرض بيعه.

وقال ديفيد ساكس، مستشار ترامب للذكاء الاصطناعي، إن نجاح ديب سيك يبرر قرار البيت الأبيض بإلغاء الأوامر التنفيذية التي تم تنفيذها في عهد بايدن، والتي كانت قد وضعت معايير أمان لتطوير الذكاء الاصطناعي، واصفاً إياها بأنها «كانت ستعوق شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية دون ضمان أن تحذو الصين حذوها».

ردود الفعل العالمية

في الوقت الذي حذرت فيه كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في إكس تي بي، من أن الصين قد تلحق بسرعة بالولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي، أبدى ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، قلقه من هذا التقدم الصيني.

ومع ذلك، قال ناديلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل افتتاح الأسواق إن الذكاء الاصطناعي الرخيص سيكون مفيداً للجميع.

وعلى الرغم من هذه المخاوف، تواصل شركات مثل مايكروسوفت وميتا خططها الاستثمارية الضخمة في الذكاء الاصطناعي، إذ أعلنت مايكروسوفت عن استثمار 80 مليار دولار في هذا المجال هذا العام، بينما أعلنت ميتا عن استثمار لا يقل عن 60 مليار دولار.

هل ديب سيك سابقة أم مجرد استثناء؟

أفادت بعض النشرات التكنولوجية مثل ستراتيكري بأن الابتكارات التي قدمتها ديب سيك قد تكون نتاج الضرورة، إذ إن الشركة التي تفتقر إلى الوصول إلى رقائق إنفيديا القوية، اضطرت لتطوير طرق مبتكرة تركز على الكفاءة وتجميع الموارد والتعاون.

أما إيلون ماسك الذي استثمر بشكل كبير في رقائق إنفيديا لشركته «إكس آي إيه»، فقد شكك في إمكانية حصول ديب سيك على رقائق إتش 100 المحظورة، وهو اتهام شاركه أيضاً الرئيس التنفيذي لشركة «سكيل إيه آي»، وهي شركة ناشئة بارزة في وادي السيليكون مدعومة من أمازون وميتا.

ولكن هذا النوع من الاتهامات، وفقاً للمستثمر جين زو سكوت من هونغ كونغ، يصفه بأنه «يشبه فريق الأغنياء الذي تم هزيمته على يد فريق الفقراء».

(أ.ف.ب).