ضخ مصرف HSBC استثمارات بقيمة 150 مليون دولار خلال العام الماضي في تطبيق التكنولوجيا المالية zing، الذي وعد آنذاك بتحقيق ثورة في عالم المدفوعات الدولية.
ورغم امتلاك التطبيق لمقومات النجاح كافة، من العلامة التجارية والتقنيات المتقدمة وجمهور مستهدف من الطلاب الدوليين والمغتربين، فإنه أغلق مطلع هذا العام، وأدى إلى فقدان 400 وظيفة، فهل كان فشل التطبيق أمراً حتمياً للمنافسة القائمة بين البنوك والفينتك؟ أم تحولاً في سياسات HSBC في ظل القيادة الجديدة للمصرف؟
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
منافسة عمالقة الفينتك
تواجه المصارف التقليدية تحدياً بارزاً من شركات التكنولوجيا المالية، تدفعها إلى إعادة النظر في نماذج أعمالها، لتظل قادرة على المنافسة في بيئة متغيرة، ويبرز هذا التحدي خاصة مع صعود تطبيقات عملاقة REVOLUT وWISE التي نجحت في تقديم حلول مبتكرة وسريعة في مجال المدفوعات الدولية، كونها تعتمد على تقنيات متطورة تسهل وتسرع تحويلات الأموال وبتكاليف أقل.
لم يتمكن تطبيق ZING خلال الستة أشهر الأولى من جذب أكثر من 30 ألف مستخدم، ما خيب الكثير من الآمال مقارنة بنحو 12 مليون مستخدم لـWise و45 مليون لـREVOLUT حتى يونيو حزيران 2024.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وتستهدف هذه التطبيقات الأجيال الشابة التي تعتمد على وسائط التواصل الاجتماعي، والتي تعثر تطبيق ZING في إحقاق التكامل معها وأثر سلباً على جاذبية الجمهور الشاب المتمرس في التكنولوجيا.
في حين أن عدد متابعي REVOLUT على الفيسبوك وصل إلى 1.9 مليون ونحو 600 ألف على إنستغرام و400 ألف متابع على تويتر، فيما وصل متابعو تطبيق WISE إلى 1.2 مليون على فيسبوك و150 ألف على إنستغرام و100 ألف على تويتر.
تغيرات في القيادة
شهد بنك HSBC تغييراً في إدارته العليا مع تعيين جورج الهيدري مديراً تنفيذياً في يناير 2025، ما أدى إلى تحول كبير في استراتيجية البنك، جاء هذا التغيير في وقت كان فيه الاقتصاد العالمي يواجه حالة من عدم اليقين، ما دفع الإدارة الجديدة إلى تبني نهج أكثر حذراً وفعالية في تخصيص الموارد.
كان من بين القرارات التي اتخذها «الهيدري» إغلاق تطبيق Zing، الذي أطلقه البنك بهدف المنافسة في سوق التكنولوجيا المالية، على الرغم من استثمار 150 مليون دولار في التطبيق، فإن الأداء الباهت وضعف التكامل مع استراتيجية البنك الرئيسية جعلاه هدفاً للإغلاق.
جاء هذا القرار كجزء من رؤية «الهيدري» للتركيز على مجالات أساسية يتميز بها البنك، مثل إدارة الثروات والخدمات المصرفية التجارية، ما يعكس توجهاً نحو تقليص المبادرات الجانبية التي قد لا تقدم عوائد واضحة في ظل التحديات الاقتصادية.
ويبقى التساؤل مفتوحاً.. هل كان تطبيق Zing فشلاً أم خطة مدروسة؟